خاص- دموع ميشال فاضل حديث مواقع التواصل الاجتماعي… هكذا عانقت انسانيته ابداعه الفني
في حلقة عنوانها الشغف والمشاعر الإنسانية الصادقة، حلّ المؤلف والموزع والملحن الموسيقي ميشال فاضل، ضيفاً على بودكاست الفرصة الثانية “Second chance” الذي يقدّمه طوني بارود عبر منصة “blinx”.
لم تمنع عدسة الكاميرا ميشال فاضل، ان يعبّر بدموعه عن تجارب صعبة عاشها، فكان الرجل الصادق، الحساس، القوي والشفّاف الذي يعّبر بدموعه قبل كلامه، ما يدّل على أنه فنان بكل ما للكلمة من معنى، صادق المشاعر، قوي الإرادة لا تغلبه الظروف مهما بلغت صعوبتها.
في بداية الحوار، ضمن فقرة ألبوم الصُور لم يتمكّن “فاضل” من التعبير بالكلمات عن محبته لوالديه، بعد ان شاهد صورة تجمعه بهما، حيث إكتفى بالدموع التي عبّرت عن صدق مشاعره ومحبته الكبيرة لهما.
وتعليقاً على صورته في برنامج ستار اكاديمي، حيث خاض تجربته الأولى عائداً من باريس لتعليم الطلاب آنذاك، قال أن تلك التجربة منحته الشهرة وأنه لا ينسى تلك الأيام وكأنها بالأمس، لافتاً ان “ستار أكاديمي” كان المكان الأول، الذي إكتسب فيه الخبرة بعد إكمال تعليمه الأكاديمي في فرنسا وكأنه تجنيد إجباري، لكنه رغم الجهد والتعب الذي بذله في تلك الأيام إلا ان التجربة لا تُنسى.
وعن مشاركته في برنامجَي “أغاني في حياتي” و”آراب آيدول”، قال إن الله وضعه في ذلك الطريق وكأنها مرسومة له، حيث شكّلت تلك البرامج خريطة الطريق بالنسبة إليه.
وتعليقاً على صورته وهو يعزف البيانو، قال فاضل ان هذا هو مكانه الحقيقي على المسرح وبين الجمهور، بعد أن أمضى سنوات عديدة من حياته، داخل الإستديو يعمل لساعات طويلة دون ان يرى ضوء الشمس ولكنه اليوم قرّر ان يكون على المسرح بين الجمهور والناس.
وعن صورته مع زوجته جويل وإبنتَيه قال” “حبيباتي”، لافتاً ان أكثر ما يُزعجه هو الشعور بأنه مقصّر بحق عائلته، من ناحية التواجد معهم، بسبب العمل والسفر، لذلك فإن إبنته كانت السبب في رجوعه من سفره ثلاث مرات، لأنها كانت تقول له دائماً وهي طفلة أنها لا تشبع من رؤيته والجلوس معه.
وتعليقاً على صور مجموعة من النجوم الكبار الذين تعاون معهم، منهم السيدة فيروز، قال فاضل انه شرفٌ له بأن تعاون معها فهي سفيرة لبنان الى العالم. وعن الفنان العراقي كاظم الساهر قال: “حبيب قلبي” وأنه جزء من عائلته وعن السيدة ماجدة الرومي، قال:” تدعوني دائماً إبني الذي لم أُنجبه”.
أما الفنان ملحم زين، فقال أنه فنان كبير ومن أعظم الأصوات في الوطن العربي وعن الفنانتّين إليسا ونانسي عجرم قال أنهما صديقتيّه وهو يحبهما كثيراً وقدّم معهما أجمل الأعمال.
كما ذكر “فاضل” الفنانة جوليا بطرس، قائلاً أن مهنته وإنطلاقته بدأت معها ومع شقيقها الملحن زياد بطرس، حيث منحاه الفرصة الأولى لأن يقوم بتوزيع ألبوم كامل لجوليا منه أغنية “لا بأحلامك”، بالتزامن مع مشاركته في برنامج “ستار أكاديمي” فأصبح موزعاً ومشهوراً في نفس الوقت وفي زمن قياسي.
وعن صفة الغرور، أشار “ميشال” أنه بعيد عنها تماماً لأن الحياة بالنسبة إليه عبارة عن “نفس” عندما ينقطع يذهب الإنسان ولكن يبقى ما أنجزه حاضراً.
كما لفت أنه لم يسعى يوماً للشهرة خصوصاً أنه خجول بطبعه ولا يحب الأضواء، إنما الله وضعه في هذا المكان، لذلك فإن ذهبت الأضواء يوماً من حياته فلن ينزعج. لافتاً أن الشهرة جميلة وتسهّل أموراً كثيرة للإنسان المشهور، بعكس الإنسان العادي الذي ينتظر طيلة الشهر ليتقاضى راتبه البسيط.
وبالعودة الى مرحلة طفولته، قال “فاضل” أنه تربّى في أسرة مثالية، حيث أعطاه والداه كل الحب والعاطفة (وهنا بكى تأثراً)، مشيراً ان والده الموسيقي فؤاد فاضل، هو من إكتشف موهبته ودفعه بالقوّة ليتعلّم أصول العزف على البيانو منذ طفولته، ثم درس الموسيقى في لبنان، بعدها إنتقل الى فرنسا وحاز على دبلوم في التوزيع الأوركسترالي والتأليف الموسيقي.
ولفت “فاضل” أنه أثناء إستقراره في فرنسا رشّحه المنتج أمين أبي ياغي، للمشاركة في ستار أكاديمي، بعدها اختارته رولا سعد مديرة الأكاديمية آنذاك وهكذا عاد الى لبنان ليبدأ رحلته في عالم الموسيقى التي يعتبره شغفاً وهواية وليس عملأ.
وفي سياق الحديث عن إتجاهه لعالم “البزنس” تأثّر ميشال بشكل كبير عندما تحدّث عن أول مشروع تجاري له، وضع فيه جميع مدّخراته ولكنه إختار أشخاصاً غير كفوئين ومنحهم ثقته لإدارة المشروع لكنهم خذلوه، ما عرّضه لخسارة مادية فادحة وإكتشف ان هناك شيكات بنكية بمبالغ هائلة تم توقيعها بإسمه، دون ان يعلم. معتبراً ان تلك كانت غلطته، عندما منح ثقته لأناس ليسوا محل ثقة وأنه لم يكن يمتلك الوقت للتواجد الدائم في مشروعه لمتابعته، الى درجة أن محاميه، قال له أن بإمكانه أن يسجن أحد الذين غدروا به، فسأله “فاضل” وهل ستعود النقود التي خسرتها ؟ فأجابه المحامي :”كلا”، لذلك طلب منه ان لا يسجنه بل يذهب في حال سبيله ولا يراه بعد اليوم.
كما تحدّث “فاضل” عن حادثة مؤثّرة حصلت معه أثناء أزمته المالية، حيث كان يشارك في العزف مع الفنان كاظم الساهر في مهرجانا “إهدنيات” وخلال الحفل كان حزيناً جداً، لكن بعد الإنتهاء من الحفل تفاجئ بإتصال من “الساهر”، سأله فيه عن سبب حزنه؟ وهنا غصّ صوت فاضل وبكى ، لافتاً أن إتصال الساهر في ذلك الوقت أعطاه القوة وأنه شعر بالإمتنان الكبير لإهتمامه.
كما وجّه ميشال في الإطار نفسه، رسالة تقدير وإمتنان للفنانة ماجدة الرومي التي كانت شريكته في ذلك المشروع وعندما حدثت الخسارة قالت له: ” لدي قطعة أرض إعرضها للبيع وإدفع ديونك وإرتَح” وهنا لم يتمالك فاضل” دموعه أيضاً قائلاً:” كيف من الممكن أن أردّ لها هذا المعروف؟”.
على صعيد آخر، قال “فاضل” ان تلك التجربة الصعبة جعلته أقوى، لأنه يؤمن ان الحياة فيها “طلعات ونزلات” وأنه حالياً يعمل مع فريق عمل أحلامه، أشخاص ذات ثقة ولديهم خبرة كبيرة، مشيراً أنه حالياً يمتلك عدة فروع لمحله في لبنان ومصر ودبي ويعمل لديه أكثر من ٤٠٠ موظف وجميعهم محل ثقة.
وعن عمله مع “إعمار” والسيد محمد العبّار، قال ميشال، أنه تعلّم من “العّبار” الإصرار على النجاح، مشيراً أنه يثق به وبموسيقاه ويتعاونان معاً في العديد من المشاريع الموسيقية.
ورداً على سؤال، هل يرغب بالتعاون من جديد مع جوليا بطرس، أجاب “ميشال”، أنه يتمنى ذلك بالتأكيد، لأن جوليا وزياد بطرس، منحاه “الفيراري” لينطلق الى عالم التوزيع الموسيقي، بعد ان تعاون معهما في بداية مشواره الفني.
وعن الفنان كاظم الساهر، قال أن هناك رابط قوي يجمعه به وهناك تشابه في شخصيتيهما وهناك تواصل بينهما بشكل دائم.
وعن طموحه قال” فاضل” أنه يطمح فقط ان يُقدّم موسيقي وحفلات فنية ضخمة وليس هدفه ان يشتري طائرة خاصة ولا ان يكون وزيراً او رئيس جمهورية، لافتأ ان النقود بالنسبة إليه مجرد وسيلة لتأمين راحة عائلته وكي تعيش إبنتاه في ظروف حياتية جيّدة وتتابعا تعليمهما في الخارج، كما قدمت له عائلته هذه الفرصة وليس أكثر.
كما لفت “فاضل” ان الحياة قدّمت له عدة فرص ثانية، من بينها قدومه من فرنسا الى لبنان، لافتاً ان لديه طموحاً بتنفيذ موسيقى التصويرية للأفلام وهو حالياً يعمل على مشروع من هذا النوع مع المخرجة ليال راجحة.
كما تحدّث فاضل، عن أهم موسيقي في العالم بالنسبة إليه وهو غابريال يارد، لافتاً أنه كان محظوظاً أنه أمضى معه يوماً كاملاً وهو يتدّرب موسيقياً على يديه وأنه أعطاه خبرة ٢٥ عاماً اًفي يوم واحد.
وعن عائلته الصغيرة، قال “فاضل” أنها الثابت الوحيد في حياته، داعياً الله ان يبعد المرض عن عائلته وهذا أهم شيء.
وعن خططه المستقبلية الى جانب تقديم الموسيقى والحفلات على المسرح، تمنّى أن يستطيع تأمين دخل ثابت على الصعيد المادي دون ام يضطر للعمل بيديه وأنّ هدفه ان يكون ميشال خيرت في المستقبل تيمنّاً بالموسيقار عمر خيرت.
ورداً على مجموعة أسئلة سريعة، قال ميشال أنّه لو لم يكّن موسيقياً، كان سيصبح طبيب أسنان، لكنه يحمد الله يومياً أنّه حالياً يمارس شغفه ولا يتخيّل نفسه في أي مكان آخر.
ولم لم ينجح في المجال الفني، أكّد “فاضل” أن الأمر سيكون صعباً خصوصاً على الصعيد المادي، حيث كان سيضطر ان يكون خلف فنان معين ويؤمّن عدد حفلات معينة ليؤمن رزقه.
تابعوا قناة bisara7a.com على الواتساب لتصلكم اخبار النجوم والمشاهير العرب والعالميين. اضغط هنا
ولو لم يعوّض خسارته في “الاعمال” قال أنها ستكون كارثة لأن المبلغ كان كبيراً.
ولو لم يكن والده فؤاد فاضل، أجاب أنه لم يكن ليكون ما هو عليه اليوم، لأن لوالده الفضل الأكبر بما حقّقه.
أما عن رسالته لجميع الناس، فقال “فاضل” أنها نصيحة السيد محمد العبار، “خاطر ولا تخَف” حتى لو إنكسرت، عليك بالإصرار والوقوف من جديد والإيمان بما تقوم به وممارسة عملك بحُب وشغف.
في نهاية الحلقة المؤثرة والمليئة بالاحاسيس الصادقة والحقيقية، أكّد ميشال فاضل ان أغلى شيء في الحياة هو حب الناس والسُمعة الطّيبة التي لا تُشترى بمال الدنيا.