بقلم الصحافي مجدي قباني: الحب في عصرنا اليوم .
الصحافي مجدي قبّاني
في 14 شباط ذكرى عيد الحب ” سان فالنتان ” تحمست وامسكت قلمي مندفعا لاكتب عن هذه المناسبة إلا انني احترت من اين ابدأ ومفاهيم الحب في عصرنا الحالي قد تغيرت وتبدلت، كيف اكتب عن موضوع لم اعد اشعر به منذ زمن طويل وغبار الزمن غطى قلبي واوقف دقاته.
لا انكر انني وجدت صعوبة في كتابة هذه السطور لان مشاعر الحب قد غادرت قاموس مفرداتي ورحت اتذكر كيف هو الحب ؟
اذكر ان الحب كلمة تحمل في معانيها الكثير الكثير من الاحاسيس الصادقة الجياشة بينما اليوم اصبح الحب قائما على المصالح وزيف المشاعر والشهوات التي غالبا ما تكون وراءها غاية او مصلحة سرعان ما تنتهي بزوال الغاية او المصلحة نفسها.
اذكر ان الحب مشاعر متبادلة واحاسيس تتناغم وارواح تتلاحم فداء وتضحية، لكن للاسف ما نراه اليوم هو الخيانة والخداع ودائما بأسم الحب ومن الامور التي سرعت في انحدار مفهوم الحب الى هذا المستوى دخول الشات والانترنت والفيس بوك الى حياتنا اليومية بحيث اصبحنا اكثر طموحاً وطمعاً بالحصول على شخص كامل من حيث الشكل والمكانة الاجتماعية والرصيد المصرفي ونسينا ان فعل الخيانة هو بالفكر والنظر قبل اي شيء آخر واصبحنا وحوشاً نلهث وراء المادة وهنا اتذكر قولا لشكسبير:” ما اقوى الحب فهو يجعل الوحش انسانا وحينا يجعل الانسان وحشا”.
الحب في عصرنا الحالي اصبح كما قال شكسبير ايضاً : ” البعض نحبهم لكن لا نقترب منهم .. فهم في البعد احلى.. وهم في البعد أرقى.. وهم في البعد اغلى والبعض نحبهم ونسعى كي نقترب منهم .. الخ “
كما ابتعدنا اليوم عن انسانيتنا تجاه انفسنا واهلنا ومجتمعنا الذي ننتمي اليه غير عابئين بهموم ومشاكل من حولنا وابتعدنا شيئاً فشيئاً وتناسينا قول السيد المسيح: ” احبوا بعضكم كما انا احببتكم ” .
في النهاية اتمنى ان يعود للحب رونقه وبريقه ومعناه الحقيقي المجرد من كل ما ذكرت انفاً ولكل العشاق في عيد الحب اختم بقول لجبران : ” اذا المحبة اومت اليكم فاتبعوها واذا ضمتكم بجناحيها فاطيعوها … اذا المحبة خاطبتكم فصدقوها” وكل عيد حب وانتم بألف خير.