خاص- ريم الشريف تعتزل الغناء مباشرة على الهواء وتبوح بكل اسرارها القاسية،فتهزّ كيان المشاهدين
اطلت الفنانة ريم الشريف في حلقة استثنائية من “شو القصة” مع الإعلامية رابعة الزيات على قناة Ltvmain مساء الجمعة، وفيها باحت بأسرار كشفت للمرة الأولى عن مآسي كثيرة تعرّضت لها في حياتها منذ عهد الطفولة وحتى انضمامها الى الوسط الفنيّ.
خلال الحلقة تحدثّت ريم عن أفراد عائلتها بعد وفاة والدها بستة أشهر، وعن تعرّضها للعنف في منزل أسرتها، ومحاولتها الانتحار في مرحلة من حياتها، كما تطرّقت الى إقامتها في أحد المياتم وخلع الحجاب، إضافة الى الشروط القاسية التي فرضتها عليها عقود شركات الانتاج وتدخلها في تفاصيل عاداتها اليومية، واحتمال تخلّيها عن الوسط الفنيّ بأهله وناسه الذين ما عادوا يشبهونها على حدّ تعبيرها.
بدايةً سألتها الإعلامية رابعة الزيات لما لا تحب أن يعرف الناس اسمها الحقيقي، فأجابت ريم بأنها عندما أصبحت ريم الفنانة أصبحت شخصاً جديداً وولِدت من جديد، راميةً كل ما مضى ورائها. وهذا لأنها تؤمن بأن يوم الانسان يجب أن يكون أفضل من أمسه ، وعليه التطور باستمرار. فالماضي عمل عمله و ″الله يرحمه″. فبداياتها كانت صعبة جداً وموجعة جداً، وهذا ما لا يعلمه الناس، فالناس بطبعهم يحكمون على المظهر الخارجي، دون الأخذ بالاعتبار معاناة هذا الشخص للوصول لما هو عليه.
اعتبرت ريم أنها أتت على الحياة ″بالغلط″ وذلك لأنها الأصغر في العائلة، حملت بها أمها عن عمر ال ٤٣ سنة ، لكنها “الغلطة” الأجمل لكل لعائلة .
توفي والد ريم عندما كانت تبلغ الثامنة من عمرها أمام عينَيها وهذا الأمر كان صعباً للغاية بالنسبة لها لأنها كانت متعلقةً جداً به وهذه الصدمة كانت الأكبر في حياتها.
بعد ستة أشهر من وفاة والدها وُضعت ريم في الميتم وحينها شعرت بأنها خسرت أبيها ثم خسرت العائلة. لمدة تسع سنوات عانت ريم من ألم الحرمان من العاطفة لكنها عندما خرجت الى الحياة الطبيعية، شكرت ربها ألف مرة لأن المدرسة حمتها من قذارة الدنيا.
أما العنف الأقوى الذي تعرّضت له ريم في دار الأيتام كان الانغلاق والتحفظ الزائد، هنا تحدّثت عن حادث زلزال، حين أتت والدتها لتطمئن عن حالتها، فمنعوها من لقائها لأن الوقت لم يكن مخصصاً الزيارات، فتواصلتا من بعيد.
وعن أمها قالت “لو لم تفعل ذلك لكرهتها أكثر. فهي اختارت المكان الأنسب، فلولا الميتم، لما نشأت في بيئة سليمة، ولا تعلمت”.
تحدثت ريم عن موقف حصل مع معلمة إساءت التعامل مع زميلتها، فتصدّت لها ريم واخبرتها بأن لا يحق لها التصرف بهذا الشكل، عندها أقدمت المعلمة على ضربها، لكنها أوقفتها مستشهدة بقول للسيد محمد حسين فضل لله “وأما اليتيم فلا تقهر” معتبرةً السيد محمد حسين فضل لله أبيها الروحي بعد وفاة والدها.
عبّرت ريم كذلك عن فقدانها في حياتها لسند الأب ما دفعها للبحث عنه في رجال أحبتهم بطريقة خاطئة لأنها حُرمت من العاطفة واغدقت عليهم بالحب نتيجة نقصها العاطفي. وهذا ما عرّضها لاختيارات خاطئة، لكنها تعتبرها تجارب تعلمت منها.
نتيجة فقدانها لعطف الأم كانت ريم تؤدّي دور الأم لرفيقاتها في المأوى فكانت تغني لهن قبل النوم.
اكتشفت ريم موهبتها منذ الصغر، فكانت تحب أن تطرب أبيها ، بعدها أصبحت تشارك في مسابقات مدرسية للإنشاد الديني وتجويد القرآن، كما نوّهت بأنها تمتلك شهادة تجويد قرآن بتقدير جيد جداً ويمكنها تعليمه.
أما عن الحجاب، فبقيت ريم محجّبة من عمر التسع سنوات إلى عمر الثامنة عشر سنة لأن نظام المدرسة كان يجبرهم على ذلك.
وحدة وغربة ريم دفعتاها الى الانتحار عن سطح المدرسة، لكن أصدقائها أوقفوها ، وكان هذا نتيجة تعرضها للتنمر لأنها يتيمة وفقيرة.
وهي كانت على يقين بأنها ستخلع الحجاب يوماً ما وكان هذا على مراحل فأولا اعتمدت ارتداء “التنورة” الواسعة بعدها البنطال مع القمصان الطويلة.
اعتبرت ريم نفسها روحانية، وليست متدينة، وإنّ الإيمان في قلبها كبير لدرجة ان أكبر شيخ يحتاج مئات السنوات للوصول إليه . فهي لا تقلد مرجعها الديني وتعتبر ربها حباً وفرح ورحمة، فالله يعاقب البشر، وليس البشر من يعاقِبون، وهي جاهزة للمهاجمة، فهي تعتبر بأن ربها هو حاميها ولديها جيش من الملائكة معها.
فعن الظلم قالت إنها ظلمت كثيراً و مازالت ، كما قالت بأن لا شيء يؤكد أن ما قاله رجال الدين عن الدين هو صحيح فاليوم يأتينا الخبر الكاذب بدقيقة حصوله، فما الذي يؤكد أن قولهم كان صادقاً ؟ فهي اليوم لا ترضى ان يفرض اي شخص سلطته على الناس. معتبرةً أن القليل القليل من رجال الدين يفقهون الدين ولولا التطرف الديني لما وجد داعش.
فور خروجها من المدرسة التحقت ريم بالجامعة والعمل، وخطبت لشخص لا تحبه نتيجة ضغط منه ومن عائلتها. فمنعها عن العمل ومن الخروج من المنزل، رغم اعترافها له بأنهما ليسا حبيبين، فهي لم تكن تحبه، فلاحقها إلى باب الجامعة مهددها بحرق وجهها بماء النار. طبعاً بعدها علم أهلها بأنهم كانوا على خطأ بعد تصرفاته هذه.وللتخلص منه لجأت ريم لمساعدة حزبية، كما أكدت أن أي جهة حزبية ليس لديها فضل على حياتها.
كما تعرضت ريم للتحرش من قبل خطيبها، كما عبّرت باسى ان بعد موت ابيها، اعتبروها لقمة سائغة للجميع وهذا ما عرضها للتحرش في عملها عندما كانت تعمل في مكتب محاماة وشركة شحن ، لكن اصعب تحرش كان من قبل خطيبها وكانت محاولة اغتصاب غير كاملة فهي من صغرها كانت تحقد على الرجال بسبب التمييز العنصري واكتشفت ان المجتمع مريض وذلك يعود للطريقة الخاطئة في التربية .
العنف رافقها خلال مشوارها مع من احبتهم من رجال.بعضه لفظي وآخر جسدي وكانت تبادل العنف بالعنف.والحل كان في عدم الارتباط إلى حين شفاء نفسها لأنها تعرضت لصدمات عاطفية في صغرها، فكانت طفلة مظلومة محرومة من الحب والحنان ، فهي ترى ضرورة معالجة مثل هذه الحالات لدى طبيب نفسي متخصص لتفادي تحوّل هذه الصدمات لأمراض نفسية.
وفي الحب قالت “تعرضت لأبشع أنواع العنف اللفظي”.
ورداً على سؤال هل كرهت نفسها؛ لأنها امرأة فقالت “لا أبدا ، لكن تمنيت وانا صغيرة ان أكون رجلاً لأحصل على حريتي”
قالت رابعة أن ضيفها فارس إسكندر في حلقة سابقة قال “ما في فنانة شريفة” ورداً على هذا قالت ريم ” الله يسامحه. بس ٩٠٪ معه حق بس ما في يجرّح بهالطريقة ” كما قالت إن هناك رجال يعرّضون شرف النساء للخطر لهدف مادي أو شخصي. وهنا تطرقت ريم للتنازلات التي فرضت عليها ورفضتها وقالت “لو قبلت فيها كنت هلق بغير محل” فمنهم من عرضوا عليها الانتاج بشرط الا تحب تتزوج وان تنفذ أي شيء يطلبونه منها، كما أكدت أن هناك عقود كانت تفرض نوع أكلها وعدد ساعات نومها وعدد مرات ممارسة الجنس، وهذا من شركة معروفة جداً.
وعن سبب بوحها بالتجارب تلك، اعتبرتها ريم مسؤولية لتوعية الشابات والشباب.
اعتبرت ريم أنها في ذروة القرف من الفن، حيث أعلنت تخليها واعتزالها عن الوسط الفني بأهله وناسه الذين ما عادوا يشبهونها، قائلة ً “أعلن اعتزالي معك ست رابعة عن الوسط الفني الذي نشأت فيه ” كما أوضحت أن ذلك لا يعني تخليها عن الفن والموسيقى، كما أنها ستنهي أعمالها المتفق عليها ولديها الآن أربع أغنيات جاهزة “يمكن نزلها، ويمكن لا”
هنا قالت لها رابعة: لن تصلي للشهرة بعد لكي تعتزلي، ردت ريم قائلة “ما بدي ياها، قرفتها ما بتشبهني، هيدا الوسط ما بيشبهني “.
كما اكدت ريم على ان تصريحها كأنه همّ وازيح عن صدرها لأنها لا تستطيع أن تكون منافقة في حق نفسها، وتكون شخصاً غير نفسها، فالأغاني التي تقدمها لا تشبهها والوسط المؤامراتي، الظالم، الوسخ لا يشبهها أيضا.
قالت ريم انتظروني بشيء مختلف جداً “يمكن تمثيل، وليس تقديم برامج”
وأكدت أنها تعلن اعتزالها بكل راحة، على الرغم من أنها في أول مشوارها ولديها أغنيات جديدة جميلة جداً ليست أكيدة إن كانت ستبصر النور أم لا ولن تقبل أي عرض جديد.
وصفت ريم نفسها ب”البنت الشاطرة، وانا ما بدعس دعسة ناقصة” حيث فازت في برنامج استديو الفن، ونالت جائزة Raising star عام ٢٠١٥ من الدلتا أواردز ، جائزة من الجيش اللبناني، وغنت على مسارح عربية وعالمية، كما قالت: ليس لدي أغنيات هابطة، لكن ليس لدي أية Mega hit” كما عبرت عن أن شكلها ظلمها في الوسط الفني، فلم تُأخذ على محمل الجد، وعند ذهابها لشراء أغنية، كانوا يعرضون عليها أغاني “طرطوقة” وهذا لا يتطلب أداء عالياً.
“حرام هيك موهبة ما تأخذ حقها”هكذا عبرت ريم، وأن لا داعم لها ولقوتها هذه وأن قوتها لا تعني أنها شخص لا ينكسر ولا يبكي، فهي تبكي عندما تكون في تورّط عاطفي مع شخص قريب، كما اعتبرت أنها متورطة الآن بشكلٍ مميت بالعشق الإلهي قائلة ً ” أقصى أحلامي كون درويشة على باب الله مثل جلال الدين الرومي”
آخر علاقة حب كانت فيها منذ أربع سنوات، وكانت علاقة سامة جداً، والآن تشكر حبيبها السابق الذي لولاه لما وعت وأحبت نفسها صح، متمنية له الشفاء لأنه نرجسي، خائن، متلاعب، منحرف واعتبرت مرور الناس في حياتنا لهدف ما.
“كلنا ربينا على جملة أنك بعمرك ما رح تكوني كافية” هنا قالت ريم انه يجب أن نعلم كيفية حب أنفسنا بالطريقة الصحيحة لأن الجميع أحبونا بالطريقة الخاطئة.
المحور الآخر كان حساساً للغاية أي عن موضوع الماسونية والعرض الذي قدموه لها، ردت ريم على أنها لا تستطيع البوح به والتكلم عنه، وأوضحت أن الناس كوّنوا فكرة عن أنها ماسونية نتيجة حركة يديها، لكنها تفعل هذا لضبط أعصابها خلال الأحاديث وهذا علم طاقة “أنا لا أنتمي إلى أي جهة دينية، أو سياسية، أو حزبية، لا أنتمي ولم أنتم ولن أنتمي”.
اعتبرت ريم أن الفكر الماسوني هو قوة مسيطرة على العالم أجمع وكل ما يحصل في أي بلد من شر على كافة الأصعدة هو من عمل الماسونية وأبرزها ما يحدث في غزة.
وعن فلسطين قالت إن ما يحدث الآن هو عمل رائع لأنها فوضى منظمة فتحت العيون على كذب المجتمعات الأوروبية والحرية المطلقة في الخارج وعدم امتلاك الحرية للدفاع عن المظلومين. مؤكدة أن فلسطين ستنتصر وإسرائيل ذاهبة إلى الزوال. فلسطين تحررت وكلنا سنصلّي في القدس.
في الختام قالت ريم أن ما صدر عنها في هذه الحلقة يهز الكيان، لكنها أعطت هذه الخلاصة لتوجيه رسالة للناس لعدم الحكم على الشخص من شكله الخارجي “حبوا بعض وما بقى تحكموا على بعض خلوا التسامح موجود”.