رأي بصراحة- مهرجان الدوحة الغنائي ع هوا لبنان ام ع هوا شركة روتانا؟
لفتة كريمة جداً ومبادرة قيمة جداً من دولة قطر الشقيقة وتحديداً من لجنة مهرجان الدوحة الغنائي التي خصّصت مهرجانها هذا العام لتكريم الفنّ اللبناني وعمالقة الغناء اللبناني وحمل المهرجان شعار “ع هوا لبنان” فاستطاع جمع اكبر عدد من النجوم اللبنانيين في الدوحة التي لا تنفك تحاول جمع اللبنانيين في كافة المجالات والميادين…
ومع محبتنا الكاملة للقيمين عل هذا المهرجان ومع كامل احترامنا وتقديرنا للجهات المنظمة الا ان المهرجان وقع في فخ “المحسوبيات” والحسابات الضيقة ففقد الكثير من رونقه وجاذبيته ومصداقيته واستبعاد اسماء كبيرة عن المهرجان دليل كاف لأدانة نوايا المنظمين او “السماسرة” الذين كانوا صلة الوصل بين لجنة المهرجان ومكاتب الفنانين ونعني الوسطاء المنتمين لجهة واحدة باتت معروفة لدى الجميع هي “روتانا حفلات” التي حرصت على دعوة “اهل البيت” فبقيت الدعوات “أهلية بمحليّة” باستثناء بعض الاسماء التي عجزت روتانا عن التأثير على مشاركتها او عدم مشاركتها لان بعض الفنانين اللبنانيين في الخليج هم بالنسبة لاهله “خط أحمر” واستبعادهم ام تجاهلهم مرفوض تماماً.
اذا روتانا تتدّخل مرّة جديدة لاستبعاد كبار فناني لبنان عن مهرجان يكّرم الاغنية اللبنانية ، وتختار من تريد وتتجاهل من لا تريد، ولجنة مهرجان الدوحة تسقط في شرك من حاولوا وضع اليد على مهرجان “قرطاج” فعجزوا ومن حاولوا تحجيم الفنانين اللبنانيين في بلدهم وأيضاً عجزوا ، وتسمح بان تنتهك كرامات كبار فناني لبنان باستبعادهم عن مهرجان المفترض انه خصّص لأجلهم ومن اجل تكريمهم فهم كانوا ولا يزالوا “هوا لبنان” وهوى كل اللبنانيين في لبنان وبلاد الاغتراب!
اذا أسماء كثيرة استبعدتها روتانا عن مهرجان الدوحة لتكريم الفن اللبناني نذكر منهم مع حفظ الالقاب:السيدة فيروز، صباح، وديع الصافي، ماجدة الرومي، وليد توفيق، راغب علامة، نوال الزغبي، كارول سماحة، عاصي الحلاني، محمد اسكندر ومن الجيل الجديد نانسي عجرم وميريام فارس ورامي عياش وجزف عطية وغيرهم الكثير من نجوم الاغنية اللبناني ، وهذا ان دّل على شيء فيدّل على تعنّت شركة روتانا التي تتعامل مع الفنانين الذين لا ينتمون الى شركتها او الذين هي على خلاف معهم بتكبر وبرغبة كبيرة بالانتقام ،محاولة تحجيم من هم أكبر من شركة روتانا وسواها من الشركات المتاجرة بالفن واخلاقيات الفنّ ونحذّر ان يروّج أحد غداً لمعلومات مغلوطة حول رفض احد هؤلاء الفنانين المشاركة في المهرجان او رفضهم عرض اللجنة المنظمة ووضعهم شروط تعجيزية عليها فنحن في موقع بصراحة سبق واتصلنا بمدراء اعمال هؤلاء الفنانين وتأكدنا ان احداً لم يتّصل بهم من قبل مهرجان الدوحة الغنائي الممثلة بشركة روتانا –حفلات في لبنان وبالمايسترو ايلي العليا الذي شارك في بعض المفاوضات بين شركة روتانا وعدد من الفنانين.
باختصار، مهرجان الدوحة الغنائي هذا العام هو على “هوا شركة روتانا” وليس على هوا ومزاج أهل لبنان ، ونحن ناسف لما آلت اليه الامور في مهرجانات وطننا العربي التي اصبحت مرتهنة لجهة معينة ولفريق معين، ونأسف لغياب كبار فنانينا عن هذه الليلة اللبنانية في الدوحة ، هم الحاضرون دائماً في كيان وقلب وروح هذا الوطن وهم المتربعون على صفحات تاريخه الفني ، وان تجاهلهم بعض المتطفلين على الفن فطبعاً لن يتجاهلهم ابناء هذا الوطن المنتشرين في كافة أنحاء الدنيا
بعد سطو شركة روتانا على “سوق” الحفلات في لبنان الذي اصبح حكرا على فنانيها ، هي تسطو اليوم بطريقة غير مباشرة على “سوق” المهرجانات في الوطن العربي ونأسف ان تتجاهل دولة قطر كبار فناني لبنان وان تقبل الدخول في أزقة شركة روتانا وحساباتها الضيقة ومحسوبياتها التي لم تعد خافية على أحد ، على أمل ان نخرج من هذا النفق الفني المظلم في اقرب وقت ممكن، فلم يكن الفنّ ووضع أهل الفن وطريقة التعامل مع الفنانين يوماً اسوأ مما هو عليه اليوم ، فلا الانتاج الضخم ولا اصدار البوم غنائي جديد كل 24 ساعة يصنعان شركة انتاج ناجحة وضخمة، بل الاخلاق بالتعاطي مع الفن والفنانين الذين هم داخل ام خارج شركة روتانا التي عليها ان تعي نهائياً انها عاجزة عن الغاء اي فنان نجم لانها ببساطة كالغيمة تحجب عنه الشمس فقط لبعض الوقت…