سلطان الطرب جورج وسوف شهرة ونجومية وحديث الناس لعقود… ينعاد عليك أبو وديع
انّه الطفل المعجزة، كما كان لقبه، هذا الرجل الذي حصد الشهرة منذ أن كان في الرابعة عشر من عمره، صدفة، بعد أن قام أحد بائعي الكاسيت بتسجيل حفلة له، كان يقيمها على مسرح مدرسته، ونشرها في الأسواق، لتلاقي نجاحا منقطع النظير، وليصبح فجأة الطفل الأكثر استقطابا للنّاس، التي تطرب لصوت شجيّ، يحاكي الاحساس، انّه سلطان الطرب “جورج وسّوف”، الذي يصادف اليوم، أي 23 كانون الأول-ديسمبر، عيد ميلاده والذي تذوّق طعم الشهرة، وظلّ حديث النّاس لما يزيد عن خمسة وثلاثون عاما من العطاء الفنّيّ، والنجاحات المبهرة، في كافّة الدول العربيّة، خاصة لبنان، سوريا ومصر.
أبو وديع، كما يناديه أصدقاؤه و محبّوه، أصدر ما يزيد عن الـ 11 البوماً، كلّهم حقّقوا نجاحات كبيرة، وباع كلّ منهم ما يزيد عن ال 600 الف نسخة، فأصبح مع الوقت، مطرب العرب، ومعشوقهم الذي ينتظرون حفلة له ليشاهدوها، وينتظرون عملا له، ليتهافتوا على شرائه. فالوسّوفيّون، وكما هو معروف، هم من أكثر الجماهير الوفيّة، اذ انّهم وقفوا الى جانبه في أصعب المحن، كانوا معه في خيباته وأزماته، كما كانوا في نجاحاته و انتصاراته، فاعتزّ بهم، وحمل رسالة راقية، تليق بهم، ومشى حتى أصبح اليوم مدرسة في عالم تقلّ فيه المدارس الفنيّة وتكثر الكباريهات!
من منّا يستطيع أن ينسى “كلام النّاس”، التي لا تزال حتى اليوم شعاراً للصغير والكبير، اذ أنّنا نردّد دائما كلماتها “كلام الناس لا بيقدّم ولا يأخر”، ومن منّا ينسى “الهوى سلطان”، او “يا ليل العاشقين”، او “طبيب جراح”، او “انت غيرهم”، او “سلف ودين”، او “اتأخرت كتير” أو “حلف القمر” وغيرها من الانجازات التي علّمت في المكتبة الموسيقيّة العربيّة؟ من منّا ينسى اطلالاته على أهمّ المسارح العربيّة، وأمامه الآلاف من المولهين بحنجرة، حتى بعد أن شاخ، تألقت ولمعت و جوهرت؟
هو حالة فنيّة خاصّة، لم يولد بعدها ولن، وكثر حاولوا أن يتخرّجوا من مدرسته ولم يستطيعوا، فلاقوا الفشل، رغم محاولاتهم حتى اليوم، البائسة للنجاح، لأنّ الأصل دائما الأحبّ والأقوى، بينما التقليد زائف و غائب لا محال. جورج وسّوف، مرسى لكلّ عاشق ولهان، و مركب لكلّ امرأة عالقة في سنّارة الحبّ فباتت أغنياته، رسائل عشق يتبادلها العشّاق وأصبحت حنجرته، مأوى لكلّ من يعشق الجمال، والطرب الحقيقيّ، و الشجن اللامتناهي.
ورغم كلّ ما حقّقه الوسّوف حتى اليوم، ورغم أهمّ المسارح التي وقف عليها، ورغم أعداد الكاسيتات التي باعها، ورغم الألوف بل الملايين العرب الذين يعشقون “الآه” الخاصّة به لم أره مغرواً، ولا متكبّراً ولا متعجرفاً ولم تكبر الخسّة في رأسه، ولم يحلّق فوق البشر، بل وفي المقابلة التي ستعرض ليل السبت بمناسبة عيد الميلاد المجيد، على محطتيّ روتانا و “ام تي في”، مع الاعلاميّة جومانة بو عيد، يقول الوسّوف: ” ليش بدّي خاف من العالم او اتكبّر عليّن، حدا بخاف من يلي بيحبّوا ومن يلي صنعوا”!
هذه الكلمات أكبر تعليل لأسباب استمراريّته، فهو رغم كلّ ما ذكرناه، لا يزال يعلم علم اليقين، أن النّاس هم من صنعوا اسمه وشهرته، بينما في أيامنا هذه، بعد أن يصدر الفنان أغنية ناجحة، يضع النظارات الشمسيّة، ويتأفّف من تكاثر المعجبين من حوله، وكلّما نجحت فنانة أو علّانة، هربت من النّاس واختبأت و تعجرفت، متناسين أنّ التواضع سرّ نجاح كلّ فنان!
تعلّموا من هذا الكبير معنى النجوميّة، ومعنى أن يكون الانسان محبوبا من النّاس، واعلموا أنّها نعمة لا تتحوّل الى نقمة، الا عندما تعلو الأنا في رؤوسكم، لسلطان الطرب منّا ألف تحيّة اجلال وتقدير، متمنّين له سنين كثيرة تملؤها النجاحات والانتصارات، وكل عام وانت وجمهورك بألف خير.
بمناسبة عيد ميلاد سلطان الطرب جورج وسوف تتوجه أسرة موقع “بصراحة” بأحر التهاني “وينعاد عليك أبو وديع بالصحة”…