رسائل مزدوجة وجّهتها ماجدة الرومي الى الطلاب في ذكرى الاستقلال. هكذا حرّكت المشاعر الوطنية في النفوس
بكلمة نابعة من القلب والوجدان الوطني، خاطبت الفنانة ماجدة الرومي طلاّب مدرسة القلبَين الأقدسَين، عين نجم، لدى مشاركتها في الاحتفال الذي نظّمته إدارة المدرسة بمناسبة الذكرى الثمانين لاستقلال لبنان، فألقت كلمة في باحة الصرح التربوي بحضور الهيئة التعليمية وإدارة المدرسة، استهلّتها بالمقارنة بين صورة لبنان ما قبل الحرب وما بعدها، يوم كانت لا تزال على مقاعد الدراسة حين كانت لا تزال الطوائف موحّدة لا خلاف بين مكوّناتها، الى ان اخترقها سيناريو خارجي بعث فيها روح الفتنة المذهبية، لاقته من الداخل مجموعات من الخونة أمنّت أرضية صالحة لدمار الوطن وتفتيته من أجل أجندة دولية. شاهدوا الفيديو
وشدّدت السيدة ماجدة على انه رغم الحروب التي عصفت بالوطن منذ العام ١٩٧٥ وما زالت نهايتها مجهولة حتى الساعة، فإن لبنان مازال بخير طالما مدارسه وجامعاته بخير، وطالما طلابه يشكلون روحه الحيّة متسلحين بثقافتهم التي تشكّل ريادتهم عبر العالم. وتوجهت الى الطلاب سائلةً مرارًا” هل تحبون لبنان؟”، وبعدما أجابوها بالنعم، طلبت منهم ان لا يتخذوا ممن سبقوهم قدوة لهم، بل ان يكونوا أمل الغد، وحلم الجميع بلبنان سيّد حرّ مستقل، وأن لا يتنازلوا عن سيادته احترامًا لدم الشهداء، ولمستقبلهم وأرضهم وهويتهم. كما نصحتهم بأن يقدّسوا الجيش اللبناني بعد تقديسهم لله، وان لا يتخلوا عن لبنان في حال تابعوا دراستهم في الخارج، فهم وحدهم يستطيعون الدفاع عن وطنهم قائلة” لبنان إذا خلصتموه خلّصكم، وإذا رفعتموه رفعكم. وتابعت مدافعة عن كيان لبنان المستقل بمعزل عن محيطه” أنتم لستم محافظة اسمها لبنان، بل انتم من لبنان الذي ذكر في العهد القديم ٧١ مرّة، وأنتم من أرض القداسة، ومن وطن ذكرت مدنه وبلداته في العهدَين القديم والجديد ٣٠٩ مرّات. وختمت الرومي داعية طلاب اليوم وأمل الغد بأن يعرفوا قيمة هويتهم ويفتخروا بلبنانيتهم، طالبة منهم بألّا يسامحوا من خان لبنان ومن سقطت من عينيه أهمية سيادة الوطن واستقلاله.
وفي وقت لاحق قامت المطربة ماجدة الرومي في هذه المناسبة الوطنية بإعادة نشر اغنيتها “عندما ترجع بيروت” التي اطلقتها قبل ثلاثة اشهر وجاء في كلماتها”:
عِنْدَمَا تَرْجِعُ بَيْرُوتُ اِليْنَا بِالسَّلَامَة
عِنْدَمَا تَرْجِعُ بَيْرُوتُ الَّتِي نَعْرِفُهَا
مِثْلَمَا تَرْجِعُ لِلدَّارِ الْيَمَامَة
سَوْفَ نَرْمِي فِي مِيَاهِ الْبَحْرِ أَوْرَاقَ السَّفَرْ
وَسَنَسْتَأْجِرُ كُرْسِيَّيْنِ فِي بَيْتِ الْقَمَرْ
وَسَنَقْضِي الْوَقْتَ
فِي زَرْعِ الْمَوَاوِيلِ… وَفِي زَرْعِ الشَّجَرْ
آهِ يَا بَيْرُوتُ كَمْ أَتْعَبَنَا هَذَا السَّفَرْ!!
فَاغْمُرِينَا بِمَكَاتِيبِ الْمُحِبِّينَ… اغْمُرِينَا
بِتَقَاسِيمِ الْعَصَافِيرِ ..اغْمُرِينَا
بِمَزَارِيبِ الْمَطَرْ !!
آهِ يَا بَيْرُوتُ كَمْ أَتْعَبَنَا هَذَا السَّفَرْ!!
هَلْ مِنَ الْمُمْكِنِ أَنْ تَطْلُعَ بَيْرُوتُ الْجَمِيلَة مرةً أُخرى.. من الأيدي الخَرَابْ ؟
هَلْ مِنَ الْمُمْكِنْ أَنْ يَنْبُتَ قَمْحٌ فِي مِيَاهِ الْبَحْرِ
أَوْ يَأْتِي مَعَ الْمَوْجِ الْحِسَابْ!!؟
هل مِن المُمكنِ أن نكتب شعراً …مرة أخرى على حبّةِ لوزٍ أو على قُطنِ السّحاب…
آهِ يَا بَيْرُوتُ كَمْ أَتْعَبَنَا هَذَا السَّفَرْ!!
فَاغْمُرِينَا بِمَكَاتِيبِ الْمُحِبِّينَ اغْمُرِينَا
بِتَقَاسِيمِ الْعَصَافِيرِ اغْمُرِينَا
بِمَزَارِيبِ الْمَطَرْ.
آهِ يَا بَيْرُوتُ….
كَمْ أَتْعَبَنَا هَذَا القَدَر.