خاص- وائل كفوري يثير ريبة جمهوره بعد حفله في باريس: الى متى سيظلّ حضوره الفنيّ متعاليًا على صمته الإنساني تجاه الأحداث المشتعلة في غزة؟

أنجز الفنان وائل كفوري حفلاً فنيًّا ضخمًا في قاعة La Seine Musicale في باريس يوم الجمعة الفائت في السابع والعشرين من شهر أكتوبر الحالي، محقّقًا نجاحًا كبيرًا يرادف نجاحات حفلاته الغنائية على امتداد العالم العربي والغربي، حيث يترصّده جمهور من كلّ النخب الاجتماعية مترقبيّن حفلاته النادرة والاستثنائية ترقّب الأحداث الفنيّة فوق العادة.

وكعادته أمتع وائل جمهوره من الجاليات العربية واللبنانية في باريس مختصرًا أعماله الغنائية بباقة من الأغنيات المحبّبة على قلب متابعيه،  والأكثر طلبًا وشيوعًا من أرشيفه الفنيّ الرومانسي وروائع فنانين سبقوه الى الأعمال الخالدة.

لكنّ نجاح وائل في العاصمة الباريسية قابله تساؤل لدى بعض الفئات الاجتماعية المنغمسة في تداعيات القضية الفلسطينية وما يدور  في فلكها من أحداث مأساوية في قطاع غزة بعد دخولها الأسبوع الرابع. ففي حين انتظر البعض ان يعمد وائل الى تأجيل حفلته الباريسية تضامنًا مع الحزن العربي العام تجاه إبادة شعب بنسائه وشيوخه وأطفاله، رفض وائل مراجعة حساباته بشأن متابعة نشاطه الفنيّ حيث الحالة النفسية المضطربة لا تتكيّف مع أجواء السهر والغناء والانشراح، حتى لو حصل ذلك على أرض معادية للكيان الفلسطيني الصامد. أضف الى ذلك صمت رهيب من قبل الفنان تجاه الحرب الدائرة في القطاع المنكوب، حيث لا تفاعل ولا تعليق ولا تضامن ولا حتى تعاطف بصورة او تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنّ كفوري ينأى عن نفسه وعن مصالحه الفنيّة محتفظًا بخط العودة ما ان يعمّ السلام في المنطقة. ولعلّ ما يؤرق جمهور وائل تحييد إنسانيته عن ظروف الحياة الصعبة والمتردية داخل قطاع غزة، بحيث يواصل تقديم حفلاته من دون الإعلان عن تخصيص جزء من عائداتها على شكل تبرعات للشعب الفلسطيني، إلّا إذا كان وائل يجيد العزف على وتر المساعدات الإنسانية من تحت الطاولة ويتبرّع في الخفاء من دون إحداث جلبة، عملاً بالآية “أمّا أنت فمتى صنعت صدقةً فلا تعرف شمالك ما تفعله يمينك”،  عندئذ تنتفي الحاجة الى السؤال، ووائل فعلها سابقًا بصمت تام. لكنّ ذلك لا يمنع من ان يسجّل كفوري موقفًا ما، لا بأس ان تحايل فيه على مفردات التعبير لما فيه مصلحته العامة، فانقطاعه الطوعي عن التفاعل مع الأحداث أشبه بصمت القبور، وأكثر استفزازًا من رؤية أكفان أطفال غزة الجريحة خارج القبور.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com