خاص- النقابات الفنيّة اللبنانية دعت الى وقفة تضامنيّة مع أهل غزة، وحضور خجول فاضح للنجوم
مرّت يوم أمس مناداة النقابات الفنيّة الى وقفة تضامنيّة مع أهل غزة مرور الكرام، فبدا الحضور الفنيّ خجولاً ومقتصرًا على قلّة من القطاع التمثيلي، وعدد من المطربين يعدّون على أصابع اليد الواحدة. وأمس تجلّت النوايا الحسنة بأبهى غاياته الخاصة في نفوس نجوم الفنّ في لبنان، هؤلاء النجوم الذين يتبارون في التهافت الى أيّ مناسبة فنيّة او اجتماعية لهم فيها مصالح شخصية كالنهر الجارف، ويتجهزون لها مروّجين لمشاركتهم فيها قبل أسابيع، ويملأون حساباتهم بالصور والفيديوهات والإطلالات الى حدّ ان ينفر منها المتابع لفائض سخافتها، لكنهم يتقاعسون عن أداء واجبهم الإنساني عندما تستدعي منهم الظروف الوطنية التي لا مصلحة خاصة لهم فيها، كأن ينزلوا الى الشارع تضامنًا مع قضية انسانية على مستوى البشرية جمعاء لا تحتاج الى اطلالة وصورة وفيديو، بل الى حسّ انساني وطني صادق يستجدي عطفًا وتعاطفًا مع شعب يُقتل أطفاله ونساؤه بأبشع أساليب العدوان العسكري حيث لا قوانين وقواعد لحرب ضروس، فذلك من سابع المستحيلات.
ونعود لنطرح السؤال، اين كان نجوم الفن في لبنان يوم أمس، لعلهم كانوا خلف هواتفهم الذكية متذاكين على أنفسهم ومصالحهم، يبحثون عن عبارة أدبية او بيت من قصيدة مغناة او آية دينية يرمونها على صفحاتهم الرسمية ويمضون. ألم يحصل ذلك عشية أمس لحظة وقوع مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني التي راح ضحيتها اكثر من ٥٠٠ قتيلاً كانوا يعالجون على أسرّة المستشفى؟
وكانت النقابات الفنية في لبنان مجتمعةً قد اصدرت بيانًا استنكرت فيه الصمت المريب والتغاضي عن الحرب المدمّرة والممنهجة على قطاع غزة من قبل العدو الاسرائيلي والتي تحصد المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ دون تمييز ومحاصرتهم وحرمانهم من مقومات الحياة الأساسية على شكل إبادة جماعية ، داعيةً الى الى وقفة تضامنية يوم أمس الثلاثاء أمام مبنى الإسكوا في وسط بيروت.
غير ان الدعوة الى هذه الوقفة الإنسانية لم تلقَ آذانًا صاغية، فحضر عدد قليل من الفنانين الى وسط بيروت معظمهم من أعضاء تلك النقابات، يتقدمهم وليد توفيق، معين شريف من نجوم الغناء، فيما سيطر العدد الأكبر من الممثلين على الحضور، من بينهم جورج شلهوب، جهاد الأطرش، تقلا شمعون، إلسي فرنيني، برناديت حديب، ختام اللحام ، نعمة بدوي، والمنتج صادق الصباح والشاعر نزار فرنسيس وآخرون، لبّوا الدعوة جميعًا حاملين الكوفية الفلسطينيّة والأعلام اللبنانية والفلسطينية، معبّرين عن رفضهم للجرائم والمجازر التي تُرتكب بحقّ المواطنين في غزة.