جمعية “سطوح بيروت” الفرنسية تجمع الخيّرين في “دائرة النعمة” في باريس
كرّست جمعية “Les Toits de Beyrouth” التزامها العمل الإنساني الصرف مرّة جديدة من خلال عشائها الخيري السنوي الثاني الذي أقيم في السادس من تشرين الأول/أكتوبر الحالي، في فندق إنتركونتينتال باريس الكبير، وهو مكان مرموق جمع نخبة من الشخصيات من لبنان وفرنسا وإيطاليا ومصر والجزائر والأردن وتونس وفلسطين والسعودية والإمارات والمملكة المتحدة، ممّن تربطهم بلبنان جذور أو صداقة أو حبّ للشعب اللبناني بكل أطيافه وفئاته دون تمييز. وقد توحّدت جهود المجتمعين لدعم المبادرات الإنسانية الحيوية التي تقوم بها الجمعية لمساندة العائلات اللبنانية الأكثر حاجة في ظلّ الأزمة المالية والاقتصادية المتفاقمة.
اتّخذت المناسبة هذه السنة، طابعاً فريداً أضفى على اللقاء لمسة مشرقة مزجت بين الثقافة والعلم والتراث اللبناني والفنّ، فقد تخلّل الحفل تكريم لكلٍّ من البروفيسور شربل مسعد، الباحث في علم الأحياء الجزيئي وأستاذ علم الأعصاب في جامعة باريس ديكارت، والبروفسور حسّان حسيني، أخصائي أمراض الأعصاب ومسؤول التعليم في مجال علم الأعصاب في جامعة UPEC، والدكتور غابرييل غريّب، جرّاح متخصص في جراحة القلب والشرايين التاجية للقلب النابض والدكتور أنطوان شديد، أخصائي في أمراض القلب ورئيس قسم العيادات في مستشفى Georges Pompidou الأوروبي؛ وترافق ذلك مع برنامج فنّي افتتحته السوبرانو ماريا مطر التي ملأت الحضور فرحاً وانسجاماً وكان للدبكة اللبنانية لاحقاً دورها الفاعل في إضافة الأجواء الحماسية والراقصة إلى الحفل. هذا وقد شكّل الحاضرون “دائرة النعمة” التي اتّخذتها المبادرة شعاراً للحفل، حيث “لكلّ شخص ما يقدمه وما يتلقّاه بالمقابل”. ولم يخلُ اللقاء الذي قدّمته ببراعة الصحافية لين طحيني من كلمات مؤثّرة تركّز على أهمية العمل الإنساني.
وفي كلمة ألقاها، شكر الأب زياد حدّاد اللعازاري، نائب رئيس جمعية “Les Toits de Beyrouth”، فريق عمل الجمعية المحترف، الذي قدم مساعدات تجاوزت 5,691,300 دولاراً حتى عام 2023. وشدّد على أن “دائرة النعمة” سلطت الضوء على أهمية العطاء بما يساهم في إنشاء دورة متجددة من المحبة والخير الذي يعود على أصحابه بالمزيد.
وصرحت مؤسسة ورئيسة جمعية “سطوح بيروت” داليا داغر في كلمتها قائلة: “إنّ لقاءنا اليوم بضيوفنا وشركائنا والخيّرين، يشكّل مصدر اعتزاز، لأنّه رغم التحديات، نلتقي اليوم للمحافظة على جسر الاتصال بين لبنان المقيم والمغترب وجمع التبرعات لإنقاذ الأرواح. ودعت الحاضرين إلى إشعال الشموع وإكمال دائرة النور والأمل بمساعدتهم على تحقيق حياة كريمة للجميع. وأوضحت أن “القلب والطائر في شعار الجمعية يمثلان التضامن والرغبة الجامحة في مساعدة الآخرين بحب” مشدّدة على أهمّية استمرار الدعم للاستمرار في مساعدة الأشخاص الذين يحتاجون إليه.
ودعت داغر الجميع للانضمام إلى الجمعية في رحلتها الإنسانية لبناء جسور الخير والمساعدة عبر الحدود والثقافات من خلال تضافر الجهود لجعل هذا العالم مكانًا أفضل وتمنّت النجاح والسعادة لكلّ مَن شارك على طريقته الخاصة في هذه المناسبة وشكرت كلّ الذين ساهموا في إنجاح هذا الحفل وخصّت بالشكر الأشخاص والمؤسسات التي تكرّمت بتقديم التبرّعات والهدايا والخدمات المختلفة من صميم قلوبهم، وعبّرت عن امتنانها لكرمهم ولمساهماتهم التي تساعد حتماً على تحقيق الأهداف الإنسانية للجمعية.
هذا وقد شهد الحفل سحب طومبولا على جوائز قيمة تم تقديمها من قبل شركات وأفراد مخلصين ممّن حرّكهم الحنين والحبّ وعمل الخير لأبناء الوطن المعوزين، ما انعكس تفانياً وبهجةً وحماسةً بين الحاضرين، وسيتم تخصيص الأموال التي تم جمعها لدعم الحالات الملحّة التي تتبنّاها الجمعية في لبنان والتي تصطدم بواقع مرير لا يمكن تخطيه لولا كرم الخيّرين ولاسيما المغتربين اللبنانيين وأصدقاء لبنان في الخارج.