جبران تويني، في ذكرى غيابك الخامسة، رح يبقى صوتك يودّي!
تصادف غدا، أي الأحد 12 ديسمبر/كانون الأوّل 2010، ذكرى اغتيال الصحافي والسياسي اللبناني “جبران تويني”، الذي يحلّ اليوم ضيفا على صفحات المجلة كشخصيّة الأسبوع، مع العلم أنّه موجود دائما بيننا، روحه تلهمنا كلّما حملنا أقلامنا وقرّرنا أن نكتب.
مرّت خمس سنوات على اغتيال جبران، الصحافي الحرّ، ولم يكتشف اللبنانيّون بعد من أسكت صوته، ومن حاول كسر قلمه. ولكن، أيّا كان القاتل، لا يهمّنا، لأنّ عدالة السّماء أهمّ من عدالة الأرض والسّماء هي التي ستأخذ له حقّه، فما من مظلوم الّا وسيأخذ حقّه، ولو بعد حين!
ولد جبران في الأشرفيّة بيروت، في 15 سبتمبر 1957، والده الصحافي والسياسي والمفكّر الكبير “غسّان تويني” ووالدته الشاعرة الرائعة الراحلة “ناديا التويني”، تزوّج جبران من السيّدة “ميرنا المرّ” وأنجب منها النائب في البرلمان الللبناني حاليّا السيدة “نايلة التويني” والشابة الطموحة “ميشيل تويني”، ومن ثم انفصل عنها وتزوّج من السيّدة “سهام عسيلي” وأنجب منها طفلتان لم يترعرعا في أحضانه وهما “ناديا” و”غابرييلا”.
ترأس جبران مجلس ادارة الصحيفة اللبنانية العريقة “النّهار” عام 2000، وأضفى على صفحاتها طابعا شبابيّا، سامحا لأقلام شابّة يانعة أن تساهم و تشارك في ابداء الرأي، محافظا في آن واحد على أصالة الصحيفة و نمطها. كان لجبران آراؤه السّياسيّة الخاصّة، وخطّه الخاصّ، الذي انتهجه طوال حياته، والذي لم يحد عنه أبدا، وكان معروفا بجرأته و لسانه الصريح، وبقلمه الفذّ النّظيف.
ذهب جبران نتيجة هذه الجرأة، ذهب لأنّه أراد أن يغيّر، أو أن يساهم في بناء الوطن، ذهب لأنّه أراد أن يقول الحقيقة، أوافقناه أم لا في آرائه و خطّه ونهجه، يبقى جبران رمزا صحافيّا هامّا، أسكتته يد خفيّة، يد مجرمة، وأبعدته عنّا، معتقدة أنّ اغتياله سينهي وجوده، بينما كان لهذا الغياب وقع أكبر من دويّ الانفجار ذات صباح في منطقة المكلّس!
اشتهر جبران قبل وفاته بقسمه، الذي ردّده الآلاف من اللبنانيّين، والذي بات دستور ونهج حياة كلّ لبنانيّ يريد الحريّة، ويريد أن نبقى، نحن اللبنانيّون،متضامنين، يدا بيد لنواجه سويّا أطماع الخارج وكان:
نقسم بالله العظيم مسلمين ومسيحيّين، أن نبقى موحّدين الى أبد الآبدين، دفاعا عن لبنان العظيم
جبران، هو أحد شباب لبنان، الذين خسرناهم، بسبب “كلمة حقّ”، و” رأي حرّ”، وقد اعتدنا، للأسف، على فقدان أصحاب الكلمة والشّجاعة، وقد خسر لبنان، على مدى تاريخه الحافل، وجوها كثيرة دافعت عنه، فكلّفهم هذا الدّفاع…حياتهم!
في ذكرى غيابك، نستذكرك بالخبر كما دائما، ونتمنّى أن تقرأنا من حيث أنت الآن… آملين ألا نخسر بعد، الوجوه التي نحبّ، ولا الأقلام التي نتابع بشغف، ولا الرّجال الرجال الذين نحن بامسّ الحاجة اليهم.
غدا، سنصلّي لك، كلّ على ديانته ومذهبه وطائفته وانتمائه، “تيضلّ صوتك يودّي وتتضلّ كلمتك تعلّم”.