رأي خاص- كيف تنافس الدراما العربية الأُخرى التركيّة ان تخلى عرابوها عنها؟ خيانة ام استسهال؟

يمتعض كثيرون من بث المسلسلات التركية او انتاج مسلسلات تركية بنسخها العربية على شاشاتنا العربية والتي تحظى بنسب مشاهدة عالية مقارنة بالاخرى العربية.لم تستغربون؟ ففي السنوات الاخيرة يعاني المنتجون فعلاً من ارضاء المُشاهد العربي وتحصيل نسبة مشاهدة عالية بسبب “الورق” الذي تشابه بالمواضيع التي لم يستسغها متابعو هذه الاعمال والتي في معظمها اما دموية واما عنفيّة يحتلها تجار المخدرات والبشر والمافيات والقتلة المأجورون واصحاب السوابق، ما جعل الشاشات تفيض اجراماً وسوداوية على عكس المسلسلات التركية التي تعنى بالقضايا الاجتماعية والعلاقات الرومنسية فشكّلت متنفساً ممتعاً للجمهور العربي الغارق بأحزانه واحباطاته وحياته المعقّدة. وقد لفتْنا في اكثر من مقال سابق الى ضرورة تغيير المحطات وشركات الانتاج لسياساتها لناحية اختيار النصوص، الا ان احداً لم يلتفت لشكوانا، متمسكين بما اعتبروه “رائجاً” غير مصغين الى اعتراض النقاد والجمهور على حدّ سواء وهذا ما يفسّر اقتحام الدراما التركية لمعظم شاشاتنا العربية واحتلالها المراتب الاولى على قائمة نسب المُشاهدة.

ألم يحن الوقت بعد لتغيير خطط هذه المحطات وشركات الانتاج التي اثبتت فشلها في اختيار قصص درامية جديدة وتغيير مسارها التعنتي والتمسك بمسلسلات الاكشن والاثارة على حساب قصصنا الاجتماعية والعاطفية التي يكتبها كتابنا دون التفات المنتجين اليها واعارتها اي اهمية، فتبقى في ادراج شركات الانتاج دون تكبد عناء قراءتها ومنحها فرصاً متساوية مع غيرها من الاعمال الاجنبية؟

بدأ الوضع الطارىء بإرسال اشارات انذار لصناع الدراما الذين يصمون آذانهم عن شكوى جمهورهم فاعتبروا انهم يمكنهم التعويض عن ذلك بتقديم وجبات درامية تركية جاهزة وسريعة التحضير، الا انه فاتهم انهم يسيئون بذلك الى الجمهور العربي الذي يشاهد اعمالاً باهتة وسطحية لا يمكن ان يعكسها على مجتمعه وبيئته ولو انه يشاهدها بنهم وشغف، الا ان المتعة مؤقتة لا تحرك ساكناً فيه بعد انتهاء عرضها ولا يسمح لنفسه بأن يؤرشفها في ذاكرته النابضة بأعمال عربية تركت اثرها الكبير فيه.

ماذا ينقص كتابنا العرب الجدد غير الفرص من قبل شركات الانتاج ليطلقوا العنان لأقلامهم ومخيلتهم ويبدعوا حيث فشلت اسماء كبيرة في الاستمرار في مفاجأتنا فتمّ تعميم التقصير في الابهار؟  فكل ما تحتاج اليه الدراما العربية هو دم جديد بقدرات مختلفة تنافسية علنا ننهض بصناعتنا التي تتكىء على الاعمال الاجنبية وتحديداً التركية منها بسبب الاستسهال واختيار عدم تكبد عناء التعمق بالقراءة ومناقشة النصوص مع كتابها العرب او تنقيحها واحداث بعض التغييرات عليها؟

الم يحن الوقت بعد لانشاء لجان لتقييم الاعمال العربية بدل ايكال مهمة قراءتها وتقييمها الى من تنقصهم اما الكفاءة او الخبرة او الانتماء العربي او من تربطهم علاقات او مصالح خاصة ببعض الكتاب حصراً؟

انقذوا الدراما العربية من براثن الاعمال الاجنبية وتحملوا مسؤوليتكم في احتضان مواهب جديدة تمتلك مقدرات ربما تفوق طموحكم المحدود والخاضع لما يفرض عليكم من اعمال غير عربية ولا تبدوا مصالحكم وعلاقاتكم على مصلحة جمهوركم الذي اشتاق الى قصص تشبهه وتحاكي حياته حتى في اسوأ حالاتها.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com