انفجار بيروت في ذاكرة كتاب لوسيم ريفي
إذا أغلقت عينيك، لا شيء سوى الظلام يحيط بك، لكن إن أغلقت عيني، أرى ألم ومعاناة شعبي. حدث واحد مأساوي أودى بحياة أكثر من مئتي شخص، وجرح سبعة آلاف آخرين، وتسبب في تدمير ممتلكات تقدر بخمسة عشر مليار دولار أمريكي. لكن الألم والمعاناة لا يتوقفان هنا، فالانفجار ترك نحو ثلاثماية الف شخصاً بلا مأوى.
هل ستبقى هذه القصص بلا رواة؟ الا يتوق احد لسماعها؟ هل ستبقى هذه القصص بلا مأوى في قلب أحد، أم ستظل بلا مأوى مثل إخواني؟ إن لم يكن هناك أحد يتوق للاستماع، فقلمي سيكون راوي هذه القصص وصفحات الكتاب ستكون آذانًا. هذا هو هدفي من كتابتي لهذا الكتاب. أريد أن تسمع أصوات الألم والمعاناة حتى يعرف الناس ما مررنا به. أريد أن أخبر الناس أنه لم يتم تدمير الأسمنت والصلب في تلك الانفجارات فقط، بل أنها أخذت أيضًا قلوب الأبرياء الذين لم يستحقوا هذا الكم الهائل من الحزن والمعاناة.
يحكي هذا الكتاب قصة ثماني عائلات وأصدقاء وأزواج وأفراد أثرت فيهم انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس ٢٠٢٠. يدور حول الأسباب التي جعلتهم هناك في ذلك اليوم وخططهم المستقبلية التي لن تتحقق أبدًا. تحدثت أيضًا عن الضرر الذي ألحقه الانفجار بالأرواح التي لن تتفتح أبدًا مثل وردة جميلة. أرواحًا كان لها القدرة على التطور ولكنها لن تكبر لترى تحقق تلك القدرات.