دانييلا رحمة ودّعت ريم بالشعر الأشقر، فهل اقفلت الباب نهائيًا على جزء رابع من “للموت”؟
لا تزال الممثلة اللبنانية دانييلا رحمة تحصد نجاح مسلسل “للموت” بأجزائه الثلاثة، فهي حتى في استراحة المحارب تعيش تحت ضوء الكاميرات وفي ضوضاء النجاحات. ومؤخرًا ظهرت رحمة على غلاف منصة YUNG، المجلة الالكترونية التي تعنى بتمكين المجتمع وتطوير مفاهيمه بواسطة مختلف أشكال الفن المعاصر، مستعيدة في حوار طويل مراحل حياتها المهنية منذ البدايات.
وفي اطلالتها الاستثنائية على غلاف YUNG، خضعت لجلسة تصوير تنقلت خلالها بين شخصيات من عالم الفن والموضة، وكأنها في بحث دائم عن شخصيات تضيف الى نجاحاتها نجاحات، فبدت مختلفة تضجّ انوثة واناقة وحيوية واثارة وكأنها في قلب المسرح الهوليوودي واحدى بطلاته.
من صورة الى صورة تنقلّت دانييلا في اطلالات جريئة يجمع بينها الشَعر الأشقر الذي سرق من الممثلة شخصية ريم ذات الشعر الأحمر، وبعثت فيها شخصيات تشبه الى حدّ كبير وجوهًا من المجتمع الفني والرقمي. وبين صورة وأخرى، وبين فيديو وآخر يعكس كواليس جلسة التصوير، تفتح دانييلا قلبها وتعود الى نقطة الصفر منذ ان شقّت دربها نحو النجومية.
فدانييلا لم تقتحم عالم الفن صدفة ، فهي مجازة في الصحافة، وهي ابنة مطرب لبناني ذاع صيته في ثمانينات القرن الماضي ودفعته الأزمات الى الهجرة الى اوستراليا، موطن كل مغترب يبحث عن الامان والاستقرار. لكن الوالد كان يجهل ان الوطن لن يتخلّى عنه وان ابنته ستكون صلة الوصل مع الاغتراب وان مستقبلاً سيجعلها تتجذّر في عشق هذا الوطن.
تعترف دانييلا في حوارها مع منصة YUNG، ان منزلها كان الطائرة، ذهابًا وايابًا من بلد الأم الى الوطن البديل، تنقّلت في مدارس عدة ما جعلها تعيش حالة من عدم الاستقرار، اختبرت التنمّر مثل سائر زملائها، حرمت من عقد شعرها الى الخلف خوفًا من الاستهزاء بشكل أذنيها، ضاقت ذرعًا بانتقادات طول قدميها ، لكن ذلك لم يمنعها من الحصول على لقب ملكة جمال لبنان المغترب في استراليا العام ٢٠١٠، قبل ان يدعوها النجاح للعودة الى بيروت حيث تنتظرها الشهرة من باب البرنامج الترفيهي الراقص” الرقص مع النجوم” ، الذي به ومن خلاله شقّت طريقها نحو النجوم، نحو فضاء الدراما العربية على نطاقها الواسع. وعبرت ملكة الاغتراب بعينيها الخضراوين عالمًا ساحرًا ظنته افتراضيًّا، سرعان ما تحوّل الى مملكة احلامها ونقطة ضعفها وسببًا للتشبث بأرضها وعدم مغادرتها. وفي كلّ ذلك تبقى الاسرة الصغيرة والأصدقاء وذكريات استراليا والحنين الى اللقاءات العائلية وأحضان طفلتَي شقيقتها الدافع الأكبر للبحث عن مزيد من أمجاد.
وفي غمرة النجاحات، لا بدّ للقلب ان يخفق، لكن بين الاستمرارية والزواج ما يرعب دانييلا، فهي على حدود نقطة تحوّل في حياتها المهنية، ولا يمكن التراجع او الاصطدام بحواجز تعرقل المسيرة والاندفاع. وهي تضع نصب عينيها مؤهلات الزوج المثالي، كأن يكون شريكًا فعليًّا ويمتلك مهارات التواصل، ففي النهاية ما من أحد كامل ولكل انسان مميزات. لكن ما الذي يجعل الممثلة اللبنانية مكتفية وسعيدة، هي التي تمارس وسائط التأمل كاليوغا، تعترف بأنّ حضور العائلة يمدّها بالسعادة، ولديها روحانيتها الخاصة تمارسها عبر الإيمان والصلاة.
ولا تنتهي المقابلة من دون التطرق الى ريم، البطلة المتمرّدة التي لم تتخلَّ عنها البطلة الحقيقية محتفظة بشعرها الأحمر. لكن دانييلا اتخذت قرارها ولا بدّ ان تخلع عنها عباءة ريم، وهي اليوم حاضرة أكثر من أيّ يوم مضى لاستجماع نفسها والانطلاق في رحلة بحث عن شخصية أخرى ومواجهة جديدة، مع نفسها ومع جمهورها فهل يعني ذلك ان دانييلا رحمة اغلقت الباب نهائياً على جزء رابع من مسلسل “للموت”؟