رامي كوسا يكشف رفضه لقضايا التصوّف الديني وتحوّل زينة مكي الجنسي ونزع الحجاب في النار بالنار ويرد بشراسة على مخرج العمل
انتهى الموسم الرمضاني ولا تزال ردود الفعل تتأجج حول مسلسل “النار بالنار” بين منتقد وداعم للمسلسل، ولا يزال صنّاعه يتقاذفون التهم متنصّلين من بعض الإخفاقات التي لحقت بالمسلسل رغم النجاح الجماهيري الذي حققّه.. وبعد المقابلة “البودكاستية” التي فتح فيها المخرج محمد عبد العزيز النار على كاتب المسلسل رامي كوسا، وبعد سلسلة “البوستات” التي دأب كوسا على نشرها على وسائل التواصل تزامنًا مع عرض الحلقات، أطلّ كوسا في مقابلة إذاعية مسهبة عبر برنامج “المختار” مع الإعلامي باسل محرز عبر “المدينة أف أم” ليصعّد خطاب قذف الاتهامات من منطلق أنّه اضطرّ الى شرح ما يحصل “كي لا يدخل في تفاصيل وترهات لا فائدة منها، ولو كانت التعديلات التي أدخلها المخرج على العمل بسيطة لما فعل ما فعل، خاصة وأن المخرج ادّعى انه لجأ الى التغييرات بسبب عدم تعاون الكاتب بينما الحقيقة عكس ذلك”.
فقد أوضح كوسا أنّ “ثمة هامش في تعديل النص الدرامي ولا يجب تخطيه دون العودة الى رأي الكاتب بحجة ان التغيير مرتبط بمقتضيات مشروع ويجب النجاة به حتى النهاية”. واستفاض كوسا في مقابلته كيف ان العمل كان قد أُسند الى المخرج الليث حجّو الذي اعتذر عن قبوله بسبب الاختلاف على مواعيد التصوير، ليعود كوسا ليطرح على الشركة اسماءً كثيرة اعتذر جميعها بسبب التزاماتهم ومشاريعهم، فلم يجد أهمّ من المخرج محمد عبد العزيز “الأفضل بين من بقي في الساحة” ليتولّى المَهمة، لكنه قوبل باقتراح أسماء اخرى من قبل شركة الانتاج فرفض التعاون معهم مشدّدًا على أنّه ” قاتل ليكون عبد العزيز مخرج العمل وهو الذي أتى به الى المشروع” مضيفًا أنّ المخرج أرسل اليه تسجيلاً صوتيًّا يثني فيه على نصّه متفوّقًا بذلك على أقرانه وعلى نفسه، متعهّدًا بأنّه سيحافظ على أمانة ما ورد في الورق، ليكتشف كوسا لاحقًا، وبعد إنجاز أوّل عشرين حلقة استنفدت من وقته ما يقارب الشهرين، أنّ المخرج قد وضع ملاحظات على الملاحظات التي تناقشا بها سابقًا، ليس لترميم أخطاء بل لاقتراح حالة حكائية كاملة من تصوراته.
ويتحدّث كوسا كيف لجأ عبد العزيز الى تغيير شخصية الممثلة كاريس بشار محوّلاً اسمها من ليلى الى مريم، ذاهبًا الى حدّ اعادة رسم ملامح الشخصية من مدرّسة لغة عربية، مثقفة، أنيقة تتمتع بطاقة إيجابية قادرة على كسر الصورة النمطية لدى فئة من اللبنانيين تجاه المجتمع السوري غداة الحرب الأهلية، إلى نموذج فتاة اميّة جاهلة لا مغريات تقدمها لمثقف فرنكوفوني ( عزيز) كي يقع في حبّها.. ويبدو ان الخلافات قد تصاعدت بين المخرج والكاتب الذي وجد نفسه أمام مفترقين” إما توقيف المشروع او الموافقة على استبداله على غرار ما حصل مع الكاتب عثمان جحا صاحب “صانع الأحلام” الذي استعان بالمخرج عبد العزيز ليقوم هذا الأخير باستبداله اثناء توجهه الى بيروت لانهاء التعاقدات.” ويتابع كوسا انه اضطرّ للبقاء بسبب ظروف عائلية متّكئًا على حنكته الكتابية لتخريج صورة منطقية ولائقة للشخصية”
ولاحقًا اكتشف كوسا ان المشروع سرعان ما تحوّل الى croquis بحجة ادخال تعديلات على الحوار . على أنّ كوسا صرّح يأنه اصطدم مع المخرج ثلاث مرّات: أوّلها،مشهد تقبيل زكريا( لعب دوره طوني عيسى) لقدَمَي رؤى، زوجته القاصر ( فيكتوريا عون)، رافضًا ان ينسب المشهد الى نصّه لا سيّما ان الفتاة قاصر، وثانيها رغبة المخرج في تحويل شخصية سارة( زينة مكي) الى متحوّل جنسيّ الأمر الذي رفضته زينة، وثالثها زجّ التصوّف الديني في مشهد صادم تجلّى في قدوم مريم الى منزل الدكتورة لممارسة الجنس مقابل بدل مادي ما يقضي على امتيازات الشخصية وبنيتها الشعبية. ويأخذ كوسا على المخرج كيف استعان بمنطق الدين مستخدمًا مفهوم التواصل عبر السلالة اي الاستعانة بوسيط التجلي لمنازلة المشاعر ما يشرّع تجربة روحية عن طريق المجامعة، الأمر الذي رفضه كوسًا رفضًا قاطعًا ليكتشف لاحقًا ان المشهد أنجز وتمّ تمريره، تمامًا كما تمرير مشهد خلع الحجاب الذي أثار حفيظة الشارع اللبناني.
ويتابع كوسا في معرض حواره انه قصد الأستاذ صادق الصباح متمنّيًا عليه عدم رغبته في المضيّ في المشروع ولكنه سيستمرّ فيه من منطلق أدبي أخلاقي ، متابعًا الكتابة على مضض، لتحلّ “الشعرة التي قسمت ظهر البعير” عبر الاكتشاف عن طريق الصدفة ان مشاهد كثيرة لم يتولّ كتابتها قد صورّت وأنجزت، وأن المخرج يسمح لنفسه بالكتابة عنه في أماكن التصوير فيما لا يتلقى الممثلون أية مشاهد من الأوراق التي يرسلها اليهم. فقرر مخاطبة الشركة عبر ايميل يطلب منها حذف اسمه كليًّا عن العمل لأنّ المسلسل بحمل قضيّة حساسة ولا يمكن بالتالي ان ينسبه اليه.
وفي سؤال حول ما اذا كانت شركة الصباح قد مالت لجهة المخرج الذي وصفته”بالمايسترو الذي تفخر بالشراكة معه” اكثر من الوقوف في صف الكاتب الذي اعتبرته “صاحب القصة”، أجاب كوسا بأن الشركة قد استخدمت المصطلح المهني الوارد في بوستر المسلسل. وعن عقده مع الصباح أوضح أن ثمة بند ينصّ على أنه يحق للجهة المنتجة القيام بتعديلات لا تمسّ جوهر القصة ، غير أن هذه التعديلات نسفت العمل دراميًّا وحسيًّا ، فيما لم تفقد من جوهرها القانوني طالما أن مرجعيّات الشخصيات واحدة وسارت الأمور ضمن القالب الذي رسمه هو ككاتب.
وعمّا اذا كان بوارد اعادة العمل مع شركة الصباح، قال انه لا يطرق أبواب شركات الانتاج بالعادة وينتظر عروضها عبر مشرفين لديها كما حصل مع الاستاذ زياد السعيد. وختم كوسا انه يتحضّر لعملين، سوري وعراقي، ويعمل على تعريب المسلسل التركي”في الداخل” الذي،سيعرض على شاشة mbc .
يبقى ان نضيف اخيراً ان رامي كوسا رفض التعاون مع مخرجين لبنانيين اقترحتهم شركة الصباح منحازاً لمخرجين سوريين ذكر اسماءهم في المقابلة فدفع وحده ثمن هذا الاختيار. ليس من باب الشماتة انما من باب الرغبة باقفال الباب نهائياً على العنصرية ولعلها ظاهرة غير صحية نشهدها مؤخراً كأن يختار الممثل السوري الكاتب والمخرج والممثلين المشاركين ويفرضهم على شركات الانتاج في سابقة منفّرة ومستفزة.