خاص- ساشا دحدوح تفتح قلبها لـ “بصراحة”: بين “للموت٣” و”النار بالنار”…هذا الدور الأقرب إلى قلبي
تقدّم الاعلامية والممثلة اللبنانية، ساشا دحدوح، في الموسم الرمضاني الجاري شخصيتَين متناقضتَين لتبرز بهما قوّتها في الأداء وأدواتها الكبيرة في كل من الشخصيتَين .
وتطّل “دحدوح” بشخصية “قمر” في “النار بالنار” ، وهي إمرأة من سكان الحي الذي يجمع الشعبَين السوري واللبناني ولكن ضمن أحداث العمل نراها تاركةً منزلها بسبب زوجها وإدمانه على لعب القمار. “ساشا” تشكّل مع الفنان طارق تميم ثنائية فريدة من نوعها، فما يميّز هذه العلاقة التي تجمعهما أنها تمرّ بعدّة حالات خلال المشهد الواحد، فنراهما يقدّمان جرعات من العشق، العتب والحزن في دقائق قليلة. ولشخصية قمر جانب كوميدي جاذب للجمهور .
أيضًا تطّل ساشا ضمن أحداث مسلسل “للموت” بموسمه الثالث كضيفة شرف على العمل، فتقدم شخصية رولا، الإعلامية وعيشقة أديب (محمد عقيل)، ما يحعلها تمر بمواجهة حادة مع كارما (ورد الخال)، ولكن سحر (ماغي بو غصن) يمكن أن تنقذ الموقف من خلال تحالف جديد مع رولا للإيقاع بكارما ضمن أحداث شيّقة نشاهدها في العمل .
موقع “بصراحة” التقى ساشا دحدوح وأجرى معها هذه المقابلة:
–كم انت سعيدة بالأصداء وردود فعل الناس حول ادائك في كل من “للموت٣” و”النار بالنار”؟
انا اكثر من سعيدة كما أني ممتنّة لمحبة الناس وتعلّقهم بشخصية “قمر” في مسلسل “النار بالنار” وكذلك إطلالتي في مسلسل “للموت٣”. والحمد لله على كل شيء، فالإنسان يتعب ولكنه يلقى نتيجة تعبه في النهاية.
–ما زلت في بداية الطريق في مجال التمثيل، كيف تمكّنتِ من الفصل بين الدورين؟ وأيهما الأقرب إلى قلبك؟
حقّق مسلسل “للموت” نجاحاً كبيراً وله جمهوره من أول جزئين وكذلك الجزء الثالث الذي كان الجميع في انتظاره. كان لي إطلالة خاصة بشخصية “رولا” في الجزء الثالث، وبصرف النظر عن مساحة الدور، الا انه استفزني وهذا ما دفعني لتأديته وقد ساهم بنقل الخطوط في العمل. الإنسانة التي تخون بناءًا على مصلحة أو لغاية معيّنة لتتّضح الرغبة بالانتقام مع تسلسل الأحداث لاحقاً.
من الأدوار الأقرب إلى قلبي هو دور “قمر” في مسلسل “النار بالنار”. فهو دور صعب ومزيج بين الدراما والكوميديا. كما أنه دور طبيعي وعفوي تبدو فيه الشخصية حقيقية وقريبة من الناس.
الدور كان بمثابة تحدٍّ بالنسبة لي والفصل بين الدورِين لم يكن بالأمر السهل، ولكن توجيهات المخرج محمد عبد العزيز وضعتني في المكان الصحيح عن طريق خلق خط لشخصية “قمر”. كما ان بَعد الثنائية الناجحة مع طارق تميم، اشكره على إيمانه بأني كنت قادرة على تأدية الدور. أما تطوير الدور والشخصية وتفصيلها فهو عائد لعمل مدرّب الممثلين بوب مكرزل وطبعا ثقة الشركة المنتجة؛ شركة الصباح التي كان اختيارها صائباً. كما أني لم أشعر انني غريبة بينهم بل مازلت حتى الآن اتلقى الدعم من قِبلهم.
–مشهد القائك بيت شعر لزوجك (طارق تميم) في مسلسل “النار بالنار” شهد على الكثير من التعليقات. كم مرة تم إعادة تصوير المشهد؟ وهل تمكنتِ من حفظه بسرعة أو كان لديك صعوبة في تقديمه؟
هذا المشهد عزيز على قلبي، ففي كل مرة كنا نباشر بتصويره نضحك. وقد أعدنا تصويره أكثر من مرة وخاصة عندما قال لي طارق تميم “صيري ام مين مانعك انا بدي ضل اب اعذب”.
طارق انساني وبمثابة قلب يتحرك. وعندما اطلعني المخرج محمد عبد العزيز على الشعر الذي سألقيه، قلت له انه يتطلب مني يوماً كاملاً لحفظه، ليجيبني ” ساشا انت قدها، فيكِ تعمليها”. وقد عملنا على المشهد كي لا يظهر وكانه تسميع وبالتالي ان أعيش الحالة بالفعل.
–ماذا تتابعين من أعمال خلال شهر رمضان المبارك وماذا لفتك في كل من الأعمال المصرية، السورية واللبنانية؟
هناك وفرة في الأعمال التي تستحق التوقّف عندها وساتابع بعضها في المرحلة المقبلة طبعًا. كما أن الدراما هذه السنة “حلوة كتير”. اتابع بطبيعة الحال “النار بالنار”، “للموت٣” بالإضافة إلى مسلسل “الزند”.
–تطرقت المسلسلات هذه السنة لمعالجة قضايا إنسانية متعددة كـ مكتومي القيد، الام العزباء، تجارة المخدرات، الزواج المبكر وغيرها. كونك ام عزباء برأيك هل تمّت معالجة الموضوع بالطريقة المناسبة؟
الدراما تهدف في معظم الاحيان الى نقل الواقع. وفي العالم العربي عندما يتم نقل الواقع بشفافية ستصل الرسالة إلى الناس.
“النار بالنار” طرح قضية التمييز بين النازحين السوريين واللبنانيين في حي شعبي، الفقر،قضية الموقوفين والزواج المبكر”
على أن تكون المعالجة بطريقة حقيقية دون التجريح بأي طرف. ونحن نسير على السكة الصحيحة. كما أننا في انتظار ردود الفعل في نهاية كافة الأعمال بعد نهاية الشهر الفضيل.
-ماذا عن دورك في المسلسل العربي المشترك “دهب بنت الأوتيل” الذي عُرض مؤخرًا على منصة “شاهد”؟
أحببت أن أشارك في العمل لأنه يضم نخبة منوّعة من الممثّلين من مختلف الدول العربية، فضلا عن ان الدور لفتني ويتحدّث عن المرأة التي تتعرّض للخيانة وكم ان هذا الموضوع مؤلم. الدور مؤثر والمشاهد التي جمعتني مع زوجي في العمل مؤثرة خاصة عندما اكتشفت “هيفا”(اسمها في المسلسل) خيانته لها وغدره بها. وانا سعيدة بالاصداء الجميلة على الدور الذي كان بمثابة تحدٍ والمخرج محمد سمير كان له الدور الاساس والحضور في موقع التصوير وكان متعاونًا جدًا معي واستمتعت بالعمل معه لأول مرة
–ما الصعوبات التي تواجهينها كأم عزباء بين عملك كمقدمة برامج ومجال التمثيل من ناحية وتربية بناتك من ناحية أخرى، علما أن كل منها يتطلب تفرغاً وانتباهاً؟
طبعا تكمن الأهمية بالإنتباه على الذات اولا لتكون بصحة نفسية جيدة وبالتالي لتظهر بصورة جيدة أمام ابنائك وتكون مثالاً جيداً لهم.
كما اني اقول لبناتي ان هذا عملنا وهكذا سنصبح سنحقق وننجح كما أننا سنفشل ايضا. ما من شيء مستحيل في الحياة عندما يتم تنظيم كل شي فيأخد مكانه الصحيح.
احب أن انقل هذه الصورة للاولاد. ولا يخلو الأمر من بعض التقصير ولكنه يعوّض عبر الجلوس معهم ومنحهم الوقت اللازم والاستماع لهم.
لغاية اليوم مازلت قادرة على السيطرة على حياتي وانشاء لله يرزقني القوة لاستكمال الطريق.
كما أشادت ساشا دحدوح بالمخرج محمد عبد العزيز. وبأنه بمثابة قيمة فنية كبيرة.
مع العلم أنه حين طُلب منها لقاءه قالت”اوفف” كونه مخرجاً عظيماً وله نظرته الخاصة للأمور ويجب أن تكون حاضرة في أي لحظة. ولكن من اللقاء الأول كُسر حاجز الخوف وتحوّل إلى حافز وفرح وحب يدفع الممثل الى أن يعطي أكثر للدور.
واضافت ساشا انه شخص انساني إلى ابعد حدود يستمع لها ويعطيها الملاحظات كما انه قرّب الشخصيات من بعضها. وتابعت:”قد تشرفت بالعمل مع المخرج محمد عبد العزيز ومحبته غالية على قلبي اليوم. فضلا عن أنه كان قريبا منا بحضوره،ملاحظاته وتوجيهه لكل الشخصيات.”
واشارت ساشا بأنهم قاموا “بوِرش عمل” امتدت لساعات طويلة في الليل قبل تصوير المسلسل.وقالت:”لم نشعر بالتعب لأن الأمر خدم الممثلين وخدم العمل كون تم خلالها تطوير الشخصيات وتم طرح الأفكار على الملأ، مع العلم أنه نادرا ما تتواجد هذه الظاهرة في بقية الأعمال.”
كما وجّهت ساشا دحدوح تحية لكل فريق العمل ونوّهت أن العمل كان من القلب وتم طرح الأمور كما هي. وكانوا بمثابة عائلة واحدة. وقد تشرّفت بالعمل مع الأساتذة كاريس بشار، جورج خباز،عابد فهد، زينة مكي، طوني عيسى وطارق تميم.
وعبّرت عن تأثّرها بتعليق النجم عابد فهد على المشهد الذي جمعها بطارق تميم وتأثره به. فالأمر يعني لها الكثير كون عابد فهد برأيها هو مدرسة في الفن.