رأي خاص – يخطئون وهم مدركون ولا يقبلون الاعتراف، هكذا هم معظم النجوم!
أندريه داغر: ما ان اطلت الفنانة اللبنانية نجوى كرم في اخر حفلاتها بفستان أسود بأكمام متدلّية خلال احيائها حفلة غنائية ناجحة في أوبرا دبي، هي المعروفة باناقتها ورقي اطلالاتها، حتى انقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي الى ثلاث فئات. منهم من وصف اطلالتها بالملوكية ومنهم من انتقد الفستان بشدة لناحية غرابة اكمامه وانشغالها به طيلة وصلتها على المسرح فكتب بانها ” لابسة الملحفة وقايمة من النوم دغري عالمسرح” ومنهم من وقف متفرجاً اخذاً بقول المثل اللبناني الماثور “ابعد عن الشر وغنيلو”.
الواقعة نفسها حصلت في وقت سابق مع الفنان محمد اسكندر حين اطلق اغنيته الشهيرة “غرفة عمليات” فلم يسلم هو الاخر من النقد اللاذع الذي طال ايضا ابنه كاتب الاغنية فارس اسكندر لا سيما ان اصابع جرّاح التجميل مرت على وجه ابو فارس”بوتوكس وخلافه مع شوية روتوش للشكل الخارجي لزوم النجومية” فكتب رواد مواقع التواصل الاجتماعي حينها تغريدات قاسية كثيرة تنتقد اسكندر الذي انتقد باغنيته عمليات التجميل وهو بنفسه “مجدد شبابه” قبل تصويرها على طريقة الفيديو كليب.
والتاريخ اعاد نفسه بالتفاصيل ذاتها مع الفنان صابر الرباعي مطرب “اجمل نساء الدنيا” بعد اطلاقه لاغنيته الشهيرة ” يا بنت الحلال” حيث يقول باحد ابياتها” رح ضلني حبك انا اكيد لو شعراتك صارو بيض وبيّنو ع وجك التجاعيد”، فاطل في الفيديوكليب الخاص بالاغنية اصغر بسنوات كثيرة من عمره الحقيقي للاسباب عينها الذي سبق ومرّ بها محمد اسكندر وغيره من النجوم والنجمات والمشاهير، فكان له بالارصاد المؤيّد والمعارض والمحايد ومنهم من توجّه اليه بالسؤال:” كيف ترفض تجميل النساء وانت مجدد شبابك؟ .
جويل حاتم تنشر فيديو(قديم) تصوّر فيه نفسها وهي تحاول الانتحار في تمثيلية امام جماهير السوشال ميديا، وعند اعادة انتشار المقطع تهدّد بالليل والويل لمن تكلم عنها بالسوء مع العلم ان كل ما كُتب هي قالته على لسانها في الفيديو المقصود.
واذا اردنا ان نعطي امثلة، فالامثلة كثيرة عن نجوم ونجمات ،فنانين وفنانات ،مشاهير وشهيرات،اعلاميين واعلاميات، ناشطين وناشطات.
الهدف من هذه الامثلة ويوجد منها الكثير الاضاءة على فكرة رئيسية مفادها بان ارتكاب الخطأ يجوز وسوء التقدير يجوز ايضاً، ولكن ما لا يجوز هو النكران وعدم الاعتراف بالاخطاء، وما يؤكد المؤكد فان معظم المشاهير يتفاعلون ويعيودون نشر التغريدات” رتويت” التي تغض الطرف عن اخطائهم ويبحثون عن المصفقين فقط لكل تصرفاتهم مهما كانت، متجاهلين من يحاول تصويب البعض منها لما في ذلك مصلحتهم ،سواء كانت اختيارات غنائية او اعمال درامية، (مسلسل ،اغنية ، كليب، تصريح خاطىء،تصرف غير موزون، فستان غير انيق)، الخ الخ الخ…
هم حقيقةً يدرون ماذا يفعلون ويدركون فشل اطلالاتهم او هول تصريحاتهم او تراجع اعمالهم ، ولكنهم يختبئون وراء جمهورهم العريض المتعاطف و”المطنّش” في معظم الاحيان الذي لا يرضى ولا يسمح لاي صحافي او ناقد فني مهما علا شأنه بانتقادهم ولو بطريقة راقية ومهنية، هنا تنطلق حرب المعجبين بامر من رئيسهم الذي يتلقى الامر من نجمه المفضل باغلب الاحيان وتبدأ الحرب الشعواء ضدّ من خولتهم اقلامهم وتشجعوا على توجيه الملاحظات لنجومهم.
ما اود قوله باختصار ،لماذا معظم المشاهير وليس اغلبهم يرفضون الاعتراف بالحقيقة والذي قد يكون سهلاً احياناً وليس شاقاً كما يفترضون؟ لماذا يخبئون رؤوسهم كالنعامة في رمال اي “دعسة ناقصة” يقومون بها؟ ولماذا يتخذون موقفاً سلبياً او يعلنون عداوة مع من يتجرأ على انتقادهم ان ارتدوا ثياباً غير مناسبة او قدموا اغنية غير موفقة او مسلسلاً دون المستوى او قاموا بتصرف غير لائق، وهم اصلا يعلمون في قرارة انفسهم انهم على حق؟ يدّعون التواضع وبقبولهم للنقد الايجابي والموضوعي ويرفضون حتى في مقابلاتهم التطرق الى اخطائهم مع انهم بشر يخطؤون، يقعون ويخفقون ،وجميعنا معرضون لزلات قدم من هنا وهناك،
فما من ناجح بالمطلق ولا من فاشل بالمطلق.فهل يتعظون؟