رأي خاص- “أزمة منتصف العمر” مسلسل اجتماعي جريء بمعالجة محفوفة بالمخاطر
عرضت منصّة شاهد حتى الآن عشر حلقات من مسلسل “أزمة منتصف العمر” هو من تأليف أحمد عادل، معالجة درامية لكريم فهمي وكريم العدل ومن إخراج الأخير. ويضم كل من كريم فهمي، ريهام عبد الغفور، عمر السعيد، رشدي الشامي، رنا رئيس، بمشاركة هند عبد الحليم وركين سعد وهاجر عفيفي، وضيفة العمل سلوى محمد علي ومن انتاج صبّاح أخوان.
المسلسل يتحدّث عن فيروز (الممثلة ريهام عبد الغفور) امرأة بمنتصف العمر تزوجت وهي صغيرة في السن برجل يكبرها كثيراً هو عزّت (الممثل رشدي الشامي) من اجل تربية ابنته الوحيدة يتيمة الأم مريم (الممثلة رنا الرئيس) ولكن فيروز لم ترزق بالاولاد ومريم كبرت معتقدة ان فيروز هي والدتها الحقيقية ولكن مريم لطالما كانت مقربة اكثر من والدها لاعتقادها ان والدتها دائمة الاكتئاب والغضب غير مدركة لواقع فيروز الأليم التي لم تشعر بالحب والانتماء الى جانب عزت الذي يتزوج عليها سرّاً من صديقة ابنته ياسمين (ركين سعد) التي نصبت له فخاً بالاتفاق مع ابن شقيقة عزّت “زياد” (الممثل عمر السعيد) الذي يطمع بالاستيلاء على مصنع واملاك خاله.
تتزوج مريم من طبيب الاسنان “عمر” (الممثل كريم فهمي) الذي يكبرها بالسن وفي الحفل الذي اقامه العروسان لدى عودتهما من شهر العسل تظهر طليقة عمر سلمى التي تفضح علاقتها السابقة به بتخطيط من زياد ايضاً الذي يحب ابنة خاله رغم زواجه من فرح ويرغب في هدم زواجها من اجل التقرب منها.
تسوء علاقة مريم بعمر وفي هذه الاثناء يتقرب عمر من والدتها بالتبني فيروز فيقع في غرامها وفي لحظة ضعف يقيمان علاقة حميمة يدفعان ثمنها لاحقاً.
وحين يقرر عمر الطلاق من مريم تكتشف انها حامل وحين يقررا السفر خارج البلاد وبدء حياة جديدة تخبر فيروز عمر بحملها فتتحول حياة الجميع الى كابوس بعد ان يعلم زياد بأمرهما ويهددهما بكشف كل الاسرار ان لم ينقل له عزة المصنع.
تقرر فيروز العودة الى زوجها وايهامه انها حامل منه بعدما عجزت عن التفريط بجنينها الذي تمنته لأكثر من عشرين عاماً لكنها للأسف لا تعلم ان عزت عاقر بعدما قرر عدم الانجاب من خلال عملية جراحية اجراها بعد وفاة والدة مريم الحقيقية.
فماذا سيحدث وكيف سيواجه عزت حقيقة خيانة زوجته فيروز له حين تخبره انها حامل منه؟ وما سيكون موقف ابنتهما مريم المتزوجة بوالد طفل والدتها؟ وهل سينفذ عمر طلب فيروز بقتل زياد الذي اكتشف سرّهما؟ هذا ما ستظهره الحلقات المقبلة.
قد يكون الموضوع المعالَج مقتبساً عن قصة حقيقية قد حدثت فعلاً او ربما اراد الكاتب معالجة موضوع ازمات منتصف العمر لدى النساء والرجال على حدّ سواء، لكن لا بدّ من الاشارة الى ان الموضوع بحدّ ذاته مستفز ومنفّر كون الام وابنتها تنتظران طفلاً من الرجل نفسه. علاقات معقّدة لن ترُق كثيراً لمن يبحث عن العِبر في هكذا نوع من المسلسلات الا انها دون ادنى شك تشكل عاملاً جاذباً للفضوليين ممن يتابعون مجريات القصة الجريئة ويتوقعون حلولاً لعقدها الكثيرة وهذا ما يفسّر حلول المسلسل بالمرتبة الثانية على منصة شاهد.
لا يمكننا اليوم الا ان ننتظر كيف سيستمر الكاتب بمعالجة هذه القضية الاجتماعية الشائكة على امل ان تكون النهاية صادمة ايجاباً فيكون المسلسل عبرة لمن تخولهم نفوسهم المجازفة باستقرارهم العائلي على حساب رغباتهم ونزواتهم مهما كانت حججهم او دوافعهم منطقية…