ضعفاء النفوس يستغلون الفن والفنانين لإشعال الفتنة في العالم العربي
الفن إن صح وصفه فلا يمكن القول عنه إلا انه علم راق يطير بعقل الإنسان إلى أماكن لا يعرفها فيتعلم قيم ومبادئ جديدة و يعرف أهدافاً للحياة أهم من تلك التي تعلمها فقط من مجتمعه المحيط به..
اليوم الفن وبسبب بعض الصحافة الضعيفة النفوس للأسف أصبح وسيلة فعالة لمحاربة العالم العربي الموحد وفصل الكلمة بين العرب حتى على أتفه الأسباب وأضعف القضايا
فبشكل مؤسف بصراحة أصبح لبنان غير مصر ومصر غير سوريا وسوريا غير الجزائر والجزائر غير المغرب وإلى ما لا نهاية..
حيث أنه و بسهولة شديدة استطاعت الكثير من الأقلام الصفراء أن تشعل الفتنة بين الفن المصري والسوري .. وللأسف فأنا علي الآن أن أقول ان الفن المصري والسوري بدلاً من أن أقول الفن العربي والسبب أن هذه الأقلام نجحت في إشعال هذا الفتيل وزرع الغضب بين جمهور البلدين مرةً بسبب وصف الدراما السورية بأنها أفضل من الدراما المصرية ومرةً بسبب وصف فنانات وفناني سوريا وحتى لبنان بالدخلاء على الفن المصري..
ومن ثم استطاعت هذه الأقلام الصفراء أن تشعل الفتنة بين مصر ولبنان ولكن هذه المرة بسبب موضوع تافه تسبب في نجاح خطة ضعفاء النفوس هؤلاء .. حيث تم استغلال بعض التصريحات البريئة والبيضاوية لفنانين كبار ونجوم أصحاب مبادئ لزرع الفتن بشأن اللهجة المختلفة بين البلدين واتهام أي فنان يغني بغير لهجته بعدم الوطنية وبالنفاق..
كما استغلت هذه الأقلام حتى فن كرة القدم وفن الشعر والموسيقى وكل ما يمكن أن يتصوره العقل من أنواع الفنون للوقوف أمام العالم العربي الموحد والحصول على عالم عربي مشتت ومنقسم.. والأسباب إن باتت مكشوفة إلا أنها مازالت محيرة..
ولكن أكثر ما يؤلم في كل هذا أن الخطة تنجح والانقسام في طريقه نحو التحقق الكامل والجمهور في حالة إغماء مغناطيسي تجعله يمشي ولا نعرف لماذا خلف هذا المخطط التافه ولكن الأهم ان هذا المخطط أثبت فعاليته.
اليوم وبشكل مفاجئ صدمني مقال على أحد المواقع المهمة جداً الحقيقة فاستغلال الجمال في زرع الفتنة بين نجوم الفن.. حيث أن المقال يتكلم عن نتيجة مسابقة جمالية على مجلة (سيتادين) المغربية.. المسابقة في حد ذاتها فكرة جميلة وليست مرفوضة على الإطلاق.. ولكن وصف المقال لنتائج المسابقة مزعج وغير مقبول بالمرة.. فكاتب المقال يتحدث عن فوز الفنانة هيفاء وهبي بالمركز الاول ومن ثم ذكر فنانات أخريات حصدن مراكز متقدمة في المسابقة من عدة دول مختلفة ليختتم المقال بجملة مستفزة تقول:”وكان الجمال المصري حاضراً أيضاً في المنافسة ولكن بصورة متراجعة، حيث احتلت يسرا اللوزي المرتبة 27، أما المرتبة ما قبل الأخيرة فكانت المفاجأة أنها كانت من نصيب غادة عبد الرازق، فيما تذيّلت المطربة روبي القائمة بحصولها على المركز الثلاثين”
صدمني التخلف العقلي في وصف النتيجة.. فحتى الجمال الذي هو من صنع الخالق وبيده وحده أصبح فيه مفاضلة بين الدول.. وادهى ما في الامر وصف هيفا بأنها تصدرت القائمة ووصف روبي بأنها في ذيلها.. ما هذا الغباء والتأخر في وصف مسابقة جمالية لا تعتمد الا على الجنسية لا الوطنية ولا حتى على المشاعر الشخصية..
لنقف معاً يداً واحدة وصفاً واحد في وجه كل من استغل الفن والفنانين والرسالة السامية لزرع الفتن.. صحيح أن الخطة في طريقها إلى النجاح ولكن مازال أمامنا الوقت والفرصة لتوحيد كلمتنا ولنكون عالماً عربياً واحداً دون جنسية أو هوية و إنما انتمائية عربية بالدرجة الأولى.. وليكن الفن والفنانين بعيدين كل البعد عن الحروب الخفية والخطط المبطنة .. فالفن هو القيمة الوحيدة البعيدة عن المصالح الشخصية الصامدة أمام كل مخططات النفوس الضعيفة لذلك فلنحارب من أجل الفن ورسالته ونزاهته..