رأي خاص- وسائل اعلام “بسمنة وبزيت” على سجادة المهرجانات الحمراء… وبطاقة حمراء لهؤلاء
بدون اسم او شعار موقع “بصراحة” على الميكروفون اقتحمنا سجادة مهرجان الموركس دور الحمراء رغبة منا بتقييم الحفل هذا العام دون لفت الانتباه بعد مقاطعتنا له في السنوات الماضية. لم يتغيّر شيء.الاستنسابية نفسها بالتعاطي مع وسائل الاعلام.”ناس بسمنة وناس بزيت” وكأن وسائل الاعلام ولدت من ارحام عزّ او “تعتير”، هي التي سارعت الى نقل الحدث اللبناني الى العالم والتي تهافتت لتكريم الضيوف او المكرمين من خلال تشريع شاشاتها او صفحاتها لهم.
فوجئنا لدى وصولنا الى كازينو لبنان بفرز الاعلاميين.بعضهم حصل على pass لحجز spot مميّز على السجادة الحمراء والبعض الاخر منع من وطئها، فرُميَ الى خلف الحاجز، مكتفياً بالصراخ لمناداة المشاهير او التدافع لاجراء مقابلات معهم.طبعاً الأولوية ليست لهم بل لوسائل اعلام مصنفة “نخبوية” تابعة لمحطات ومواقع شهيرة.
وهنا لا الوم فقط المنظمين، فللنجوم حصة كبيرة من هذا التجاهل كون مرافقوهم يختارون الوسيلة الاعلامية التي يودّون التحدث معها “انتَ ايه وانتَ لأ”،- فيقف المشاهير بزهو وشغف وجوع امام الكاميرات التي يشتهونها ويرفضون حتى القاء التحية على الاخرين “غير المهمّين” بنظرهم، متجاهلين محبة وسائل الاعلام خاصة اللبنانية منها التي حضرت لتبارك لهم، بخاصة الصحافيين الذين تكبدوا عناء الحضور من اماكن بعيدة في ظل غلاء سعر صفيحة البنزين ووضعهم المادي الصعب، الا ان الاولوية لحيتان الاعلام الذين يضمنون لهم طلّة بهية على شاشة مخملية وهذا ما يتنافى تماماً مع اصول السجادة الحمراء في العالم حيث تتساوى وسائل الاعلام في حقوق اجراء المقابلات باستثناء طبعاً ممثّلي المحطة الرسمية لنقل الحفل فلهم دائماً الاولوية.
من هنا نلوم اولاً منظمي الحفل الذين افتقدوا الى المهنية في المساواة بين وسائل الاعلام ونلوم النجوم وضيوف المهرجان الذين يتعالون في كل مرّة على مراياهم الاعلامية حتى لو تفاوتت مستوياتها، فاحترام كل وسيلة اعلامية واجب مقدّس والعدل في توزيع المقابلات واجب مهني وهذا ما لا يحصل في اي دولة
ثانية حيث لا يبدّي النجم وسائل اعلامية اجنبية او شهيرة على ابناء بلده الذين يحتضنوه ويدعموه مهما تخلى عنه الاخرون. دون ان ننسى ان بعض النجوم يفضلون الدخول من الباب الخلفي لمكان الحفل هرباً من وسائل الاعلام وتفادياً لإجراء اي مقابلة او التقاط الصور باعتبار انهم آلهة لا يتنازلون للقاء الصحافة التي الومها على الاستمرار بتغطية اخبارهم، فليبقَ هؤلاء النجوم مختبئين في قصورهم العاجية وليصفقوا لأنفسهم ان تخطى غرورهم مرحلة الحاجة الى وسائل الاعلام.