جردة رمضانيّة:سقوط باب الحارة، انتصار انزور وفشل أهم نجمات الدراما
أيام معدودة تفصلنا عن إنتهاء شهر رمضان الكريم، و بالتالي ستنتهي معه كل الأعمال الدرامية المعروضة على شاشاتنا، والتي تنافست فيما بينها لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدين، ولتكون الأكثر متابعةً ونجاحاً.
شارفت كلّ المسلسلات على اسدال الستارة الأخيرة وبتنا قادرين على القيام بجردةٍ رمضانيةٍ لإنصاف الأعمال الناجحة والاشادة بها والإضاءة على الأعمال التي لم تكن على المستوى المطلوب أو المنتظر منها.
فلنبدأ من مصر، أم الدنيا، التي أنتجت لهذا العام مئات الأعمال الدرامية، كما كل عام، الا انه لم ينجح منها إلا القليل.
فلنبدأ بمسلسل “زهرة و أزوجها الخمسة ” للنجمة غادة عبدالرازق، الذي نال ما ناله من انتقاداتٍ وجهت إليه و إلى كل فريق العمل. وبما اننا في مجلة بصراحة نحترم آراء بعضنا البعض، ولو اختلفت، فبحسب رأيي ورأي الكثيرين، العمل ناجح ومميز، يناقش قضيةً جديدةً نادراً، إن لم يكن أبداً، ما تمّ التطرق إليها وتدور الأحداث بشكل منطقي و كوميديّ أحيانا، فالعمل كما أدّت غادة في تصريح سابق يهدف الى تسلية النّاس واطلاعهم على قصّة جديدة شكلا ومضمونا، ولا عيب فيه ابدا. أما من انتقد غادة بسبب اهتمامها المفرط بشكلها كما يدعون، فأقول أنها قامت بلبس ما يليق بها وبالشخصية التي تلعبها، وبدت في قمة الجمال والأناقة والأنوثة. وللمعلومات، ولمن يشكك في نجاح العمل جماهيرياً ، أؤكد له أنه يحتل المرتبة الأولى بحسب إحصائيات “التلفزيون المصري” الجديدة…يلي مسلسل غادة، مسلسل “الجماعة ” والذي أحدث ضجةً كبيرةً منذ بدء عرضه، إذ أنه تطرق لأمور الجماعة الإسلامية ومشاكلها مع أجهزة الأمن المصرية، مما أثار إنزعاج الجماعة ومطالبتها بإيقافه بحجة أنه يحوّر الحقائق. كما إحتل المركز الثالث مسلسل “العار” الذي يلقى رواجاً كبيراً بين صفوف المشاهدين للدراما المصرية. أمّا الممثلة جومانة مراد في مسلسلها المصري لم تستطع أن تحقّق نسبة مشاهدة عالية، على عكس زميلتها سلاف فواخرجي التي جذبت الأنظار نحوها في “كليوباترا”، كما قسمت الرأي العام بين مؤيّد للعمل ورافض له.كذلك فعلت الممثلة هند صبري في مسلسلها “عايزة أتجوز” الذي أثار بلبلة وانتقده البعض بأنه ساذج وأنّه يعيد المرأة عهودا الى الوراء، بينما وصفه آخرون بالممتع. أما مسلسل “قضية صفية” للنجمة مي عزّ الدين، فهو حمل قضية اجتماعيّة مهمة و تحكي أحداثه قصة فتاة ريفية يموت والدها ويترك لها ميراثا كبيرا لتتوالى الأحداث بشكل ممتع جعلها تكون احدى الوجوه المتابعة في رمضان ولكن ليس الأكثر نجاحا، لتأتي حنان الترك وتغنّي وحدها في “القطة العمياء” الذي يعيدها الى الساحة الفنية هذا العام الى جانب رجاء الجداوي، ولكنّها أيضا لم تحتل المراكز الأولى، بينما كانت موجودة ومتابعة من قبل عشاقها.
ولكن الملفت هذه السنة سقوط كبار نجمات الدراما وخروجهنّ من المنافسة، منهنّ النجمة يسرا التي ملّ كلّ الجمهور من تكرارها لأدوارها، فهي منذ سنين لم تقدّم الا دور المرأة الطيّبة والمرشدة والتي تتمتع بطبع ملائكيّ مما يحمّلها مسؤولية فشل عملها لهذا العام، وما يدعوها إلى إعادة النظر في اختياراتها. كذلك غابت النجمة ليلى علوي و أجزم أن مسلسلها فاشل لهذا العام ولم يكن على مستوى اسمها أبدا، ولا افهم لم قبلت بهذا الدور وبهذا العمل…وقد يكون الأجر المرتفع الذي تقاضته أحد أسباب تقديمها له !
من مصر إلى سوريا، الرائدة منذ زمنٍ طويلٍ في عالم الدراما، حيث إنتصر المخرج المبدع “نجدت انزور” باعماله هذا العام على كل منافسيه، ليكون عمله “وما ملكت ايمانكم ” بطولة سلافة معمار، قيس الشيخ نجيب و مصطفى الخاني الأكثر متابعةً وتميزاً، كذلك إحتل عمله “ذاكرة الجسد” المأخوذ عن رواية “ذاكرة الجسد” للأديبة “أحلام مستغانمي” مراتب متقدمة. في الجانب الأخر، يلاقي مسلسل “الخبز الحرام” نجاحاً منقطع النظير، لما يحمله من رسالة إجتماعيةٍ بالغة الأهمية، ويذكر أنّ أبطال العمل هم عباس النوري، سلمى المصري، باسل خياط ، باسم ياخور، رواد عليو و ليليا الأطرش.
كما يبرز لهذا العام مسلسل “وراء الشمس” حيث يبدع الممثل “بسام كوسا” في لعب الدور الأهم في مسيرته الفنية، وهو دور الرجل الذي يعاني من إعاقة جسدية، ليقدمها باحترافٍ وتقنية تمثيلية عالية. كما يستحق الإثناء كل من صبا مبارك، نادين وباسل خياط على أدوارهم المنتقاة بدهاء عالٍ في هذا العمل . أما مسلسل “باب الحارة”، فقد سقط جماهيرياً في جزئه الخامس، لأنّ كل من يتابعه يؤكد بأن الأحداث مختلقةٌ وباردة ومفتعلة، وبأنه فقد بريقه وتميزه، ولكن اغلبهم يؤكدون بأنهم يتابعونه لمجرد الاعتياد عليه وليس إعجاباً بما يتم تقديمه، كما أن أكثرهم يتابعون كل من “الدبور” للنجم ” سامر المصري” و “أهل الراية ٢” للنجم “عباس النوري” والنجمة” كارس بشار” والنجم قصي الخولي، ويعتبرونهما أقوى من باب الحارة وأجمل.
أما في لبنان، فتقلّ الانتاجات الدرامية خلال الشهر الكريم، ليبرز هذا العام مسلسل “للحب وجه آخر” وتتوزع بطولة المسلسل على كل من فادي ابراهيم نهلا داوود, القديرة وفاء طربيه, وسام حنا في تجربته التمثيلية الأولى وريتا حايك، ويعاني العمل من الهجوم القاسي عليه، والانتقادات التي تعتبره مبالغا فيه، وغير مبال بالسباق الدرامي الرمضاني، بينما تتابعه شريحة جيدة من الجمهور…ولكن تبقى الدراما اللبنانية بعيدة دائما عن المنافسة، لأننا نحتاج الى انتاج أضخم، توزيع أكبر والقليل من الاهتمام من قبل الدولة اللبنانيّة، لنصبح قادرين على انتاج أهم الأعمال، لأنه لا ينقصنا شيء، ولدينا مواهب “بتكفّي وبتوفّي”.
أخيراً، لا يمكننا أن نعلن تفوق الدراما السورية أو الدراما المصرية الواحدة على الأخرى، بل نود أن نؤكد أن كلا الانتاجين تميزا بإنتاجاتٍ ستحفظ في أذهان المشاهدين ولن تمر مرور الكرام…ولكنّنا نتمنى على بعض نجومنا ونجماتنا التفكير ملياً في اختياراتهم، لأن النص الجيد، المخرج المحترف، والأداء المميز، هم من يجعلون العمل ناجحاً ومشاهداً…وليس فقط اسماؤهم، تاريخهم ومكانتهم في قلوبنا!!ا