خاص- بحكمة نادرة ورؤية عصرية، هكذا شرح فهد الزاهد اسباب تراجع النجوم … وبماذا نصحهم؟
بعدما تطرّق موقع “بصراحة” بمقال تضمن تقريرًا خاصًا عن تراجع نجوم الصف الاول بشكل كارثي حيث باتت اغنياتهم القديمة مطلوبة في حفلاتهم او اماكن السهر اكثر من جديدهم الذي يفتقر بالعادة الى “الاستثنائية” فتمر اغنياتهم مرور الكرام ولا تترك اي اثر فتتحول دخانًا وغباراً وهذا ما لم يتقبله بعض هؤلاء النجوم الذين يعيشون انكارًا ورفضًا محملين مسؤولية فشلهم اما لصنّاع اغنياتهم او للصحافة التي يتهموها بعدم انصافهم او بالانحياز لنجوم آخرين. (لقراءة المقال: تقرير خاص- نجوم الصف الاول بتراجع كارثي… اكتشفوا الاسباب)
أحب رجل الأعمال، فهد الزاهد، صاحب شركة الانتاج الرائدة “لايف ستايلز ستوديوز”، ان يبدي رأيه بهذا الموضوع، مؤكدًا في تصريح لموقع “بصراحة” أنه مما لا شك فيه هناك العديد من الفنانين وصلوا الى القِمة ثمّ تراجعوا وهذا شيء طبيعي في جميع أنحاء العالم وليس فقط في بلاد عربية معيّنة، مؤكدًا أنه يجد صعوبة في تقبّل التبرير الذي ورد في المقال بحق هبوط الأغنية العربية وأنه لا يوجد ملحنين ذو شأن في الوقت الحاضر.مضيفًا أنه لا يمكن ان نقارن نجاح الموسيقى الكلاسيكية أو الاوبرا الذي حققته اوروبا في القرن الـ ١٦ أو ١٧ بالأغاني الغربية التي تجذب جمهور اليوم وبالتالي لا نستطيع ان نقارن الأغنية العربية من سبعين سنة بالأغاني المطلوبة اليوم. مشددًا أن الجمهور تغيّر، والمتطلبات تغيّرت كذلك الأوضاع الاجتماعية. كما ان طريقة حياة الناس تغيّرت، فالموسيقى تساعد الناس على مقاومة تحدّياتهم وهي تصنع البهجة والفرحة في قلوب الناس بدلاً من المعاناة التي يعيشونها يوميًا في عصورنا. لافتًا أن هناك الكثير من الملحنين الموهوبين وهم كشركة إنتاج يشترون أغنيات ذات ألحان جميلة من ملحنين غير معروفين الا ان الاغنيات تبصر النور جميلة جدًا ومقبولة.
وأضاف “أغاني اليوم ليست قصائد طويلة فلن يجلس المستمع أمام الراديو أو الشاشة لساعة كي يستمع الى الأغنية ويتأمل، إنما اليوم المستمع هو من فئة الشباب الذين يحكمون على الأغنية من الثواني الاولى فإذا لم تجذبهم أو تخاطبهم الاغنية، يغيّرون الاذاعة أو القناة، فما الحال عندما كانت السيدة أم كلثوم تجلس على الكرسي ١٥ دقيقة الى حين انتهاء الفرقة الموسيقية من مقدمة الأغنية لتبدأ بعدها “كوكب الشرق” بالغناء؟
وتابع “الزاهد” موضحًا أكثر رأيه، مشيرًا أن جمهور اليوم لا يمكن أن يتحمّل مثل هذه الاعمال لكن من وقت الى آخر حتى فئة الشباب تحتاج الى الاستمتاع بالاغنيات التقليدية أو الاغنيات “الثقيلة” والقيّمة التي كان يستمع إليها أباؤهم وأجدادهم لكن ستكون هذه الحالة “استثناءاً” ولن تكون دائمة.
فكما في الغرب، تحضر فئة الشباب الاوبرا وتستمع الى الموسيقى الكلاسيكية من حين الى آخر، لكن تعود لاحقاً لتستمع الى انتاجات موسيقية ذات ايقاعات سريعة لتعطيهم الطاقة والأمل والتفاؤل وتجلعهم يشعرون ان الغد افضل من اليوم أو الأمس. لذا لا نستطيع المقارنة بين ما كانت عليه الموسيقى في الماضي وما نحن عليه اليوم أو ما سوف نصبح عليه موسيقيًا في المستقبل، مبديًا احترامه لوجهة النظر التي وردت في المقال.
فهد الزاهد تابع شارحًا وجهة نظره، مؤكدًا أن الفنانين الذين حققوا النجومية اعتمدوا ألوانًا موسيقية خاطبت الجمهور بحقبة زمنية معيّنة، فأكملوا بنفس اللون الفنّي ليحافظوا على نجوميتهم. لكن هذا اللون أصبح غير مرغوب به بشكل قوي كما كان عليه عندما غناه النجم وسطع نجمه، هذا بالاضافة الى أن بعض النجوم لم يجدّدوا اطلالتهم الفنيّة او نهجهم الفنّي ليخاطبوا الجمهور الجديد، فأصبح جمهورهم يتقلّص أمام شريحة واسعة من الجمهور الذي بدأ يبحث عن انواع من موسيقى معينة. فالنجم لم يتجاوب مع متطلبات الشباب ربما لأنه لا يريد المجازفة بتقديم نمط موسيقي مختلف عمّا اشتهر به أو أن يضع نفسه في منافسة أمام فئة من الفنانين الاقوياء في هذا النوع الجديد من الموسيقى التي تخاطب الجمهور الجديد.
وشدّد “الزاهد” أن الكثير من الفنانين حققوا النجومية لكن البعض منهم أكمل بمسيرته على قدر تجاوبه لمتطلّبات العصر. والبعض الآخر ركّز على نجوميته السابقة وتراجع تدريجيًا لأن نسبة كبيرة من الجمهور لا يريد هذا اللون الموسيقي الذي يقدمه بل يبحث عن جديد.
وكشف صاحب “لايف ستايلز ستوديوز”، أنه من الصعوبة في مكان أن يقتنع النجم بالمجازفة بنجوميته وشهرته لتقديم لون موسيقي مختلف لن يكون مرتاحًا فيه، حتى في كثير من الأحيان عندما يُطلب من فنان ان يقدّم طبقة موسيقية معينة يرفض لأنه يفضّل ويرتاح أكثر على طبقة موسيقية اعتاد عليها.فالملحن يُشجع الفنان على تقديم طبقة موسيقية مختلفة لكن عددًا قليلاً يتجاوب معه، لذا الكثير من نجوم اليوم الذين ظهروا على الساحة الفنية في الخمس سنوات الماضية يسيطرون على أكبر نسبة من جمهور اليوم لأنهم ببساطة تجرّأوا على التغيير.
ولفت “الزاهد” أن المنافسة في مهنة الفن الموسيقي تبدأ من هنا، إما يخاطب الفنان جمهور اليوم أو يركّز على نجومية الأمس ويدخل التاريخ الموسيقي بأنه “كان نجمًا في ذاك العصر”.
وردًا على سؤال لموقعنا لماذا اليوم الأغنية لا تعيش طويلاً خاصة عندما ينتهي دعمها على الاذاعات والتلفزيونات؟
لفت فهد الزاهد أن أغنيات اليوم سريعة والجمهور يتعايش معها في حينها فيبدأ هذا النمط الموسيقي بالتكرار خاصة أنه يمنح طاقة ايجابية ونظرة أمل في الحياة. واعطى “الزاهد” مثالاً على ذلك فمثلاً الشباب كانوا يهتمون بالموضة والمظهر أيام زمان بشكل كبير. بينما اليوم لا يهتمون كيف يظهرون او ماذا يرتدون وكيف سيطلون بل يفضّلون أن يُبدلوا ملابسهم ثلاث مرات في الاسبوع على ان يرتدوا قطعة واحدة “سينييه” التي تمثّل شخصيتهم أو وضعهم الاجتماعي.
هكذا اليوم، مطلوب من الموسيقى ان تعيش أكثر من الفترة الزمنية التي أنتجت لأجلها، حتى نجوم اليوم يبتعدون عن طرح الالبوم الكامل بل يفضلون طرح اغنية منفردة لتصل الى اكبر شريحة من الجمهور على ان يتم طرح البوماً كاملاً يتضمن اغنية واحدة جميلة وباقي الاغنيات “لا تساوي شيئاً”.
الأغنيات اليوم تتمتع بنمط موسيقي معين وهي ليست محصورة بملحن واحد أو مؤلف بكلمات بسيطة واحد أو فنان واحد، فهناك مجموعة من الفنانين الناشئين على الساحة الفنية وعلى الأكيد أن بعضًا منهم سيحققون النجومية في المستقبل.
أما عدم استمرار الاغنية لفترة طويلة فذلك لأن الأغنية ليست بهذا الثقل الذي يستدرج المستمع الى معاودة الاستماع اليها عدة مرات لكن هناك استثنائيات في بعض الاغنيات التي تجذبهم اليوم وتجعلهم يرقصون في كل انحاء الوطن العربي.أغنيات تمسّهم وتعطيهم إحساسًا جميلاً وتعكس وضعاً معيناً يعيشونه كأغنية النجم حسين الجسمي “الطبطبة”. الناس سيبتسمون عندما يستمعون إليها لأنها منحتهم هذه الطاقة عندما كانوا مقيدين في بيوتهم ضمن فترة الاغلاق فجاءت بوقتها وكل مرة سيستمع الجمهور إلى هذه الاغنية سيبتسم ويشعر بوضع ايجابي لأنها أثرت عليه بطريقة جميلة بوقت معين كان يحتاج لهذه الاغنية.
وكيف يمكن لنجم ان يستمر بنجوميته وصعوده؟ اجاب الزاهد بصراحة انه يجب على الفنان أن يرفع طبقته الموسيقية كي يعطي للأغنية روحًا عصرية “ويسرع التانبو” ليعطيها الطاقة المطلوبة، أيضًا العمل على وضع توزيع موسيقي مناسب بآلات موسيقية تجذب المستمع وحتى لو استمر النجم بلون معين يكمل بهذه النقاط ليستمر بنجوميته ويكون له كيان في المهنة لأنه يخاطب جمهوره الذي شهره من ناحية وجمهور اليوم من ناحية اخرى.