رأي خاص- نانسي عجرم… طفولة ناضجة مع الشريان
باتريسيا هاشم: جلست والخَفَر في عينيها امام قامة اعلامية هو داوود الشريان، جلست نانسي عجرم بكامل اناقتها ورقيّها وجمالها وتحدثت في كل شيء، في الطفولة والبدايات والمسيرة الفنية المشرفة والعائلة والأحلام ولبنان.
وحتى وان لم تعترف بأشياء جديدة كونها كانت ولا تزال كتاباً مفتوحاً امام جمهورها، إلا انها أثبتت مرة جديدة انها عنوان للمرأة الناضجة والفنانة الراقية والأم المتفانية فلنانسي سحر خاص في جميع مقابلاتها فابتسامتها تختصر دائماً كل ما تود البوح به وتفضح كل ما تنوي الاحتفاظ به لنفسها، فداخلها وخارجها وجهان لعملة انسانية واحدة فهي لا تتقن التمثيل امام كاميرا المقابلات الاعلامية ولو انها تبدع في التمثيل امام كاميرا اعمالها المصورة ففي الاخيرة تجسد حالات لا تعنيها مباشرة إلا انها وفيّة لحالاتها الخاصة فتكون شفافة وصادقة.
نانسي التي تحدثت في برنامج “مع الشريان” عن بداياتها الفنية وكيف اكتشفت والدتها موهبتها وكيف استثمر والدها هذه الموهبة، تبدو سعيدة بهذا الاكتشاف ولو انها تخفي بعض العتب على الحياة التي حرمتها من طفولتها حتى دون ان تعترف بذلك. فالفتاة الصغيرة التي تنقلت بين برامج للهواة من البديهي ان تفتقد لمرحلة الطفولة التي كانت قصيرة جداً، إلا انها حمت الطفلة التي فيها وعبرت خلال الحلقة عن فخرها بالاحتفاظ بها ورعايتها.
اعترفت نانسي كذلك بالتعب الذي لم تتجاوزه في الجمع بين الفن والعائلة، فالأمر شاق ومرهق والنجاح في المهمتين يتطلب الكثير من الجهد والتضحية. تلمع عينا نانسي حين تتحدث عن بناتها وذكرت في اكثر من محطة في المقابلة اهتمامها بتفاصيل تفاصيل حياة صغيراتها ولم تمر مرور الكرام على الحب الذي جمعها بزوجها فادي قبل اربع سنوات من الارتباط.
ركّزت نانسي كثيراً على الاحلام الفنية التي لم تحققها بعد، إلا ان فات مقدم البرنامج سؤال نانسي عنها فأي احلام بقيت لهذه النجمة الكبيرة التي قدّمت أجمل الاعمال الغنائية حتى اليوم وجمعت ملاييين المعجبين والمتابعين من كل الوطن العربي؟
السيدة فيروز حضرت بقوة في المقابلة، فلسفيرتنا الى النجوم مكانة خاصة في حياة نانسي التي لا تكتفي بالاستماع اليها في الصباح انما في كل الاوقات كذلك عبرت نانسي بتعلقها بإرث فن الزمن الجميل الذي تربت عليه وإتقنته في سن مبكر.
مقابلة نانسي عجرم “مع الشريان” كانت هادئة جداً تشبهها الى حدّ بعيد وكانت بمثابة استراحة ممتعة من صخب المسارح والحفلات فقدمت نانسي نسخة جميلة متجددة عنها اثبتت انها لم تتغير ابداً على المستوى الانساني إلا انها ازدادت نضجاً وأنوثة ورقياً وثقة بالنفس.