رأي خاص- الى كل المشاهير اللبنانيين… اوقفوا حالاً تباهيكم على مواقع التواصل، رأفة بشعبكم الذي يُحتضر
يعيش لبنان واحدة من أسوأ الانهيارات المالية والاقتصادية التي شهدها العالم منذ ما يقرب من 200 عامًا، حيث أنه من المحتمل -لا بل على الأكيد- أن يكون أكثر من نصف سكان لبنان قد دُفعوا بالفعل تحت خط الفقر مع التحذير من أكثر من جهة دولية في أن يصبح الوضع كارثيًا بعد أكثر قريبًا وذلك في ظل التقاعس المستمر في تنفيذ سياسات الإنقاذ من الإنهيار الشامل لدرجة ان الأزمة، التي تفاقمت تدريجيًا، وصلت الى ربطة الخبز أي ما يعرف بـ “لقمة الفقير” التي تحضر على كل الموائد.
من هنا، لا بد من وقفة تجاه ما يحصل من إبادة جماعية بحق الشعب اللبناني وذلك لإيصال صوتهم الى كل العالم وكل المحافل الدولية.
لا بد من رفع الصوت من شخصيات معروفة ووجوه مشهورة ولأن لبنان غني بالمشاهير المؤثرين، فمن غيرهم يستطيع ان يساهم ولو قليلاً على إيصال بعضاً من معاناة الشعب اللبناني الذي يُذل يوميًا بـ “لقمة عيشه”.
لكن اللافت ان بعض المشاهير اللبنانيين من نجوم و”بلوغرز” وفاشينيستا وبعض من المؤثرين بعيدين معنويا وعاطفيًا عن شعبهم، كما أنهم ليسوا متفهمين للوضع اللبناني كأنهم يعيشون “ع غير كوكب”، لدرجة ممارسة الاستفزاز بحق شعبهم من خلال نشرهم فيديوهات لسهراتهم ونزهاتهم والتباهي بالمأكولات الشهية وشراء “الماركات” بالوقت الذي يجب أن نكون جميعًا يدًا واحدة متضامنين لنوصل الصوت.
نتفهم الا يلغي النجوم حفلاتهم بسبب تعاقدهم المسبق مع متعهدي هذه الحفلات ولكن الاستمرار على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل طبيعي والتمادي في نشر الفيديوهات المتباهية التي تعكس الرخاء واللحظات السعيدة فإن بذلك استفزازاً علنياً للشعب اللبناني القابع في العتمة والمتورط في كل اشكال الذل والحرمان وهذا لم يكن يوماً جزءاً من ثقافتنا الاجتماعية حيث كنا نقف الى جانب بعضنا ونظهر التعاطف تجاه من هم في ضيق او عوز، أما ما نتابعه اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي ليس الا تصرفاً هامشياً عديم الرحمة.
الاستمرار في الحياة لمن يعيشون في ثراء وبحبوحة ليس عيباً بل حق مكتسب، انما دهس اوجاع الناس والدوس عليها فهو امر مشين لا يليق بثقافة المواطنة والانتماء…
وليس بهذا الشكل نواجه مآسينا بايجابية لنعكسها على الناس، فصور وفيديوهات “الرقص والفقش” و حياة الليل اطباق الطعام في المقاهي والمطاعم والسفر ورحلات الاستجمام ليست “ايجابية” على الاطلاق انما هي شكل من اشكال التباهي السخيف والسطحي الذي يعكس سخف وسطحية صاحبه الذي لا يتعاطى مع ازمة الوطن بضمير ورحمة وتعاطف مع شركائه فيه.
وفي المقابل هناك العديد من اللبنانيين من خارج وداخل لبنان يساعدون اللبناني كي لا يُذل أكثر. جمعيات ومؤسسات جنّدت اقسامها للمساعدة اضافة الى لبنانيين من أكثر من دولة عربية ساهموا بتخفيف الازمة على اللبناني على سبيل المثال جيسيكا قهواتي التي خصصت صفحة لكل من يحتاج دواءً وقامت بجمع تبرعات وصلت الى أكثر من 200 الف دولار على موقع خاص مخصص لمساعدة اللبنانين وأرسلت المساعدة من اوستراليا الى لبنان، أما تمارا فرا حكيم فقد أسست جمعية “دبي درايف” لجمع تبرعات خاصة بالمستلزمات الطبية لإرسالها من دبي الى لبنان، أما ريتا دحدح فواز التي استمرت عشرة أيام في جمع التبرعات في قطر وارسلت أربعة اطنان من الأدوية الى لبنان واستأجرت شقة خاصة لجمع الادوية حيث استضافتها اهم المحطات الاخبارية للاضاءة على مبادرتها الانسانية العظيمة.
كثيرون ساعدوا في العلن وآخرون في الظل الا انهم بادروا مشكورين انطلاقاً من حسهم الوطني والانساني في حين يستمر بعض المستجدين على الشهرة في عيش حياتهم بطولها وعرضها على مرأى من خسروا حياتهم في وطن فرّط بكل احلامهم وبطمئنينتهم وامانهم الاجتماعي.
عيشوا حياتكم… ولكن اخجلوا من آلام واحزان وذل شركائكم في الوطن.