طوني بارود في جديده ملك لعبة التواصل مع الجمهور
عامة عندما يكون لمؤسسة إعلامية ما وجوه إعلامية محترفة فإنها تحاول إستثمارهم في شتى الطرق وتخلق لهم فرص الظهور لأن ظهورهم بدوره يخلق للمؤسسة نسبة مشاهدة مطلوبة وحصة إعلانية تكون عامة الهدف الأبرز. فكيف إذا كان هذا الإعلامي هو طوني بارود، الذي أثبت جدارته في كل ما قدم من برامج.
فبعد أن إعتزل نجومية كرة السلة قسراً بسبب إصابة عنيفة، إستثمرته الـ LBC للتعليق على المباريات الرياضة لتكتشف بعد ذلك خفة دمه و ثقة حضوره وعفويته أمام الكاميرا و توّج نجاحه جماهيرياً بنجاح برنامجه الأول “عالباب يا شباب”. و كرت السبحة. من برنامج الى آخر و من نجاح الى نجاح أكبر في برنامج “مين بزيد” الذي أعتبره طوني من أفضل البرامج الثقافية التي تعبر عن شخصيته، وصولاً الى البرنامج الضخم “حلها و احتلها” بنسخته العربية الذي ضمّ مجموعة من الوجوه الشهيرة كمشاركين والذي حظي بمتابعة كبيرة ودعم إعلامي واضح. أما برنامج “باص ستوب” فقد صور في عدة دول عربية وكان نجاحاً كبيراً لكل من طوني بارود و شريكته في تقديم البرنامج مريم أمين. وبقدر براعته في برامج الالعاب التي تتطلب سرعة البديهة والروح المرحة وكسر الحاجز مع المتبارين و المشتركين، برع طوني في البرنامج الإنساني “ليلة حلم” و تفاعل مع الحالات بشكل مميز.
و أثبت نفسه محاوراً من الطراز الاول ، خفيف الظل ، يعرف كيف يثير إهتمام مشاهديه حتى نهاية الحلقة في برنامج “إكتشفنا البارود” الذي جمع حول فقراته الطريفة المبتكرة كوكبة من النجوم الذي أرتدوا عباءة البرنامج وأظهروا جانباً جديداً من شخصياتهم بفضل أسلوب طوني بارود.
و قد إختارته المؤسسة اللبنانية للارسال دون سواه لتقديم البرنامج الإنساني الإجتماعي الشهير “كلنا حدك” الذي إعتبره طوني وقتها برنامجا للناس و ليس له! لأنه إعتبر دائما ان لا تخصص في الإعلام كونه برع في كافة أنواع البرامج، توّج مسيرته في الفترة الماضية ببرنامج “شرفتوني” الذي كان برنامجاً فنياً حوارياً تكريمياً بامتياز إستضاف على طاولته المستديرة أبرز الأسماء الفنية التي قدمت بصورة مغايرة قريبة من المشاهدين وفي نفس الوقت في إطار أقرب الى السهرة الراقية الفاخرة.
و مع كل جديد يقدمه يكون طوني بارود مادة دسمة للإعلام و الإقلام النقدية و اللقاءات الصحفية التي ترغب بالقاء الضوء على برامجه وكواليسها.
و اليوم ما يفاجئني حقاً ان تسعى الـ LBC في كواليسها الى البحث عن بديل لطوني بارود لتقديم برنامج جديد إشترت حق تعريبه وهو The price is right بلا TVA لتعود وتُسند اليه مهمة تقديم البرنامج. لقد فتحت الباب أمام المبتدئين للخضوع لإختبار قد يخولهم تقديم البرنامج. وتناست حجم المسؤولية التي يمكن أن تُوضع على عاتق مقدم أقل ما يحتاجه لإنجاح برنامج من هذا النوع هو خبرة كبيرة وموهبة تواصل فطرية مع الجمهور داخل الأستديو وخارجه. وأعود هنا لبداية المقال وأتساءل كيف لمؤسسة إعلامية ألا تستثمر الخبرات المحترفة التي أطلقتها وتلجأ الى بديل مبتدئ قد يضرّ بدل أن يفيد. كيف للـ LBC ألا تفكر منذ البداية بطوني بارود من دون سواه لتقديم برنامج مليء بالفقرات الترفيهية والالعاب وهو البارع فيها وفي كل ما قدم غيرها؟
The price is right بلا TVA يضمّ فقرات مسلية عديدة : هدية و غنية، شيش بيش، شبيك لبيك، شتي مصاري، القجة، الغولف، ليرة ورا ليرة، صندوق الفرجة، لحق حالك ضمن غيرها.
و لقد أثبت طوني بارود منذ الحلقة الاولى قدرته على إدارة الحلقة بجدارة و الحفاظ على الحماس في أوساط المشتركين والمشاهدين على حد سواء ليقدم لنا وجبة دسمة من المتعة والمرح إشتقناها وسط زحمة البرامج الجادة بروحه المرحة و سرعة تواصله ورقيه في الوقت عينه.
هذا البرنامج يُعرض كل ثلاثاء الساعة 20.45 بتوقيت بيروت على ال بي سي الارضية.