رأي خاص – وائل كفوري خير خلف لخير سلف… وهدية الموسم الثالث من اراب ايدول‎

لم يكن ليتصوّر البعض نجاح مشاركة النجم وائل كفوري في لجنة تحكيم برنامج “اراب ايدول” بديلاً عن السوبرستار راغب علامة.ليس لأن وائل ليس نجماً كبيراً وله جماهيرية كبيرة ، بل لأن راغب نجم صعب استبداله وسدّ فراغ غيابه سيما وانه استطاع خلال الموسمين الماضيين ان يكون نجم “اراب ايدول” المطلق والمتحدث اللبق والراقي باسم اللجنة ، صاحب الملاحظات الشيّقة والقيمة والحضور الآسر والجميل الذي شغل الناس، فكان انسحابه من البرنامج بمثابة صدمة لجمهوره ولمحطة mbc ومشاهديها واعتبر الجميع ان اي نجم بديل سيكون ضحية الموسم الجديد ومشاركته ستكون بمثابة انتحار له فقط لجلوسه في كرسي راغب علامة ومقارنته به…

هذا ما اعتقدناه جميعاً….ولكن هذا ما لم يحصل!

بداية لا بدّ من ان نعترف ان النجم وائل كفوري يتمتع بذكاء حاد وبأخلاق جميلة فاستطاع وعلى الرغم من كل محاولات استدراجه الى رفض المقارنة مع راغب حيناً والى التباهي بإختياره للمشاركته في البرنامج احياناً أخرى ، استطاع ان يتحلى بهدوء وحكمة كبيرين وكان يكتفي في كل مرة يُسأل فيها عن راغب بتوجيه تحية له والتأكيد على انه استاذ كبير. وعرف “الكفوري” كيف يمتصّ المرحلة الاولى التي كانت الاكثر توتراً واستفزازاً وأعني مرحلة الـ auditions او اختبار الأداء ليفاجىء الجميع في المرحلة الثانية اي في العروض المباشرة بشخصية فرضت نفسها على مسرح “اراب ايدول” واستطاعت خلال اربعة عروض مباشرة فقط ،ان تكسب تأييداً جماهيرياً كبيراً، واستطاع وائل ان يكسر كل الحواجز بينه وبين الغاضبين من خروج راغب والناقمين على المحطة ونجح في استمالتهم وكسب اعجابهم، سيما وانه يتمتع بشخصية ظريفة وقريبة جداً من القلب لا يمكن التعاطي معها الا بمحبة كبيرة، فأصبح الجمهور ينتظر وائل مساء كل جمعة وسبت ليتعرف اكثر على هذا النجم القادم من عالمه الخاص، فاكتشفوا انه عالم بحدّ ذاته…فأصبح مادة دسمة للاستكشاف وفاجأ من كان لا يعرفه بشخصية استثنائية وبـ”كاراكتير” نادر لنجم يعيش تصالحاً كبيراً مع نفسه ويكاد يكون النجم الحقيقي الوحيد الذي لا يعيش زيف النجومية والهوس بها ،واستطاع وائل كفوري خلال اربع حلقات فقط ان يتفوق على حضور احلام الصاخب، بكاريزما صاخبة أكثر طغت على كل تفاصيل البرنامج…

عفوية وائل كفوري “قصة كبيرة” وتكاد تكون عنصر نجاح مطلق في شخصيته ولكنها “لا تُدرّس” لأنها بالفطرة وفي الدم وتحت الجلد ويستحيل ان يفتعلها او ان يقلدها او ان يتبناها اي فنان آخر. وربما وائل كفوري نفسه لا يعلم انه، في زمن فنّي طغى عليه الادعاء والتمثيل والتزلف والزيف والخبث والغرور، هو الاقوى على الاطلاق وربما يحبه الناس لأنه الاصدق ولأنه حقيقي من شعره حتى اخمص قدميه…

وائل كفوري إضافة مُحبّبة لهذا الموسم من برنامج “اراب ايدول” وقد اثبت انه خيار موفق لإدارة البرنامج التي كسبت الرهان وربما تكسب كل الجولات بفضله، ولا ابالغ ان قلت اليوم انه يتصدر “التايملاين” على جميع مواقع التواصل الاجتماعي خلال عرض كل حلقة من “اراب ايدول” بسبب كم التغريدات التي تثني على حضوره ووسامته وعفويته وتعليقاته، مع انني شخصياً، كنت أتمنى ان تكون تعليقات وائل أكثر دسامة بما انه يميل دائماً الى الاختصار انطلاقاً من مبدأ “خير الكلام ما قلّ ودلً” وان تعتمد اكثر على الملاحظات التقنية الدقيقة كونه استاذاً في الغناء والمخوّل بإبداء رأيه بكل صراحة وبدون مجاملات، فيغرد خارج سرب التعليقات التقليدية هذا الموسم والمقتصرة في بعض الاحيان على المجاملات والمبالغة في الثناء والعنصرية وعلى مبايعة المشتركين…

وائل كفوري اثبت انه “خير خلفْ لخير سلفْ” وانه النجم اللبناني الكبير الذي استحق ان يستكمل مشوار “السوبر نجم” راغب علامة، على امل الا تصحّ الاشاعة التي نفاها اصلاً مدير عام قنوات ام بي سي علي جابر عن مغادرة وائل كفوري لـ”اراب ايدول” في الموسم الرابع، فيحافظ البرنامج على جماهيريته ولا يخسر من جديد واحد من أروع اعضاء لجنة تحكيمه.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com