رأي خاص – ماغي بوغصن الانتحارية الخطيرة في رمضان
باتريسيا هاشم: بعد نجاحها في “أولاد آدم” برمضان الفائت، تعود النجمة اللبنانية ماغي بوغصن هذا العام في مسلسل “للموت” كتابة ندين جابر واخراج فيليب اسمر وانتاج ايغل فيلمز.
“داهية” هي ماغي بو غصن المولودة من رحم المعاناة امام كاميرات عمرٍ فنّي لم يكن رحيماً… هي القادمة من عمق نفقِ مهنةٍ مُنهكةٍ رأت النور في نهايته فقط في السنوات الاخيرة.
تبدّلت، تلونت وباستمرار تغيّرت ماغي ابو غصن خلال مشوارها الدرامي!
مرّات كثيرة سقطت ثم بشموخ وقفت….تألمت ثم تعافت… اخفقت ثم تفوّقت….تراجعت ثم تقدّمت…حتى يكاد مشوارها يشبه ما قدمته على الشاشة: خليط عجيب من ضحكات ودموع.
في “للموت” خطيرة هي ابو غصن…خطيرة حدّ الانتحار. فدور “سحر” دور انتحاري. فيكاد يكون هناك شعرة رفيعة بين الابداع في اداء الدور “صح” وبين تشويهه بشكل يضمن انهاء مسيرة ماغي المهنية.
فدور “سحر” يضمن إما “الابداع” أو “الهلاك” لمؤدّيه ولا احتمال ثالث ابداً… فاختارت الانتحارية ماغي ابو غصن المخاطرة بمسيرتها…ولعِبتها “صولد” في موسم رمضاني تحتدم فيه المنافسة وتدهس من لا يحالفه الحظ او من تخونه الموهبة.
ولكني اعتقد انني افهم شخصية ماغي بو غصن…الممثلة المحترمة المحترفة والموهوبة التي عانت كل حياتها لتثبت انها نجمة صف أول في زمن فنّي تعيس وظالم لا ينصف دائمًا الموهوبين والمبدعين والمتميزين. وحين انهت امتحانها في الكوميديا التي تفوّقت فيها بدرجة تميّز دون اذن من أحد، قرّرت هذه الإنتحارية المنافِسة على الصف الأول بعناد وشراسة انتزاع اللقب التي تستحقه دون منّة او دعم من أحد. ارادت ان تنتزع اللقب لانها “شاطرة” ومجتهدة وجادة في عملها وليس لانها “زوحة المنتج”. التهمة اللعنة التي لاحقتها في السنوات الاخيرة.
لذا ولِدت “سحر” هذا العام…ولِدت سحر لتفنى كل العقول المريضة التي قللت من شأن نجمة موهوبة فقط لأن أبواب شركة انتاج رائدة آمنت بها ولو كانت ملكاً لزوجها وشرّعت لها كل الأبواب.
هذا العام كسرت “سحر” كل الاصابع التي كانت توضع بكرهٍ أو غيرةٍ أو حقدٍ على جرح ماغي بو غصن الانسانة قبل الممثلة… واثبتت ماغي انها دون ادنى شك نجمة صف اول شاء من شاء وابى من ابى…
انتحارية هي تلك المرأة الرقيقة التي ارادت ان تغيّر جلدها هذا العام لتلبس ثوب الأفعى السامة….ولم تكتفِ بذلك، بل امعنت في تغيير جلدها أكثر من مرة في مشهد واحد كل مرة!
دموع حارقة وابتسامات ماكرة في مشهد واحد…قلب محطم، مهشّم مكسور وعقل مدبّر خبيث وماكر في مشهد واحد….طفولة تعيسة وماضٍ ضائع من جهة وحاضر عفِن ومقزز من جهة اخرى في مشهد واحد…
صيف وشتاء وربيع وخريف تحت سقف واحد في مشهد واحد….
انتحارية هي ماغي بو غصن في رمضان ٢٠٢١… الا ان قبل رمضان ٢٠٢١ ليس كما بعده….فالانتحاري الذي يخاطر بكل شيء ليحقق مبتغاه وينجح ويتفوق… هو من يضع الشروط بعد اليوم وهو من يدير اللعبة. ولعبة النجومية لا بد انها انتهت هذا العام بالنسبة لماغي ابو غصن التي تخرج من موسم هذا العام بشهادة “خطيرة” ومن يستطيع اللحاق بها….فليتجرأ ويفعل.