رأي خاص – عذراً عزيزتي ميريام فارس
يبدو أن الفنانة القديرة ميريام فارس، تنسى أن حولها بشر يرون ويسمعون ويتذكرون. ويبدو أن العزيزة ميريام تعرّضت لما يتعرّض له أغلب النجوم بعد كل عمل ناجح. وهي حالة النشوة الكبرى، والإحساس بأن لا أحد يشاركهم في نجاحهم، وأنهم هم وحدهم صنعوا كل شيء. لقد أصابت ميريام حالة من النشوة، جعلتها تضيّع البوصلة الصحيحة. وهنا وجب أن نصحّح لها بعض ما تعتقده وتؤمن به خطأً. ففي حين بدأت تسمع ميريام أخبار نجاح مسلسل “إتهام”، صارت حالة “النرجسية” ترتفع عندها، حتى وصلت الى أقصى وأقسى مداها. وصرنا نسمع ونقرأ تصريحات مثيرة للإستغراب والتساؤل. فصارت ميريام فارس هي من إختار البطل، وهي من إختارت الأغنية “التتر” ووافقت عليها. وهي من إختارت من يغنيها.
وتكاد تصل قريباً لتقول أنها هي من إختارت المنتج وشركة الإنتاج. وقد تتطور معها الأمور لتخبرنا أنها هي من إختارت الكاتبة والمخرج والقنوات التي عرضت المسلسل وتوقيت العرض. كل هذا سيجعلني مضطراً لأعيد تصحيح الخبر، وتصويب المعلومات. فالحقيقة، أن ميريام سمعت أغنية “الناس اتغيّرت”، التي إختارها المنتج مفيد الرفاعي من بين عدة أغنيات. ونحن سمعنا كل الأغاني المقترحة معه، إلى أن أتفقنا على الأغنية التي كتبها الشاعر هاني عبد الكريم، ولحنها الفنان محمد النادي، ووزعها المايسترو عادل عايش. وبعدما تمّ تسجيل موسيقاها، أسمع المنتج مفيد الرفاعي الأغنية لميريام من باب اللياقة الأدبية. وعرض عليها أن تغنّيها بعدما أبدت إعجابها بها، لكنها إشترطت لتغنّيها أن تمتلك حقوق الكلام واللحن والأداء العلني والإستغلال الميكانيكي، أي حقوق المنتج ومعه الملحن والشاعر. طبعاً رفض المنتج هذا الطلب، وإعترض الموزّع بدوره على أن تؤدّي ميريام الأغنية لأن صوتها لن يصل الى الطبقات المناسبة لمثل هذا اللحن، فكان أن إستبدلها المنتج بالمطرب الشاب آدم الذي أداها بكل موهبة وإحساس، وحقق ما حقّقه من نجاح.
أما بموضوع النجم حسن الردّاد الذي تصرّح ميريام أنها هي من إختارته لبطولة المسلسل، فالحقيقة أن الإختيار كان بين الفنان محمد رجب والفنان حسن الردّاد، وبعد إجتماع المنتج بالنجمين المصريين إرتاح لشخصية الردّاد وشعر أنه الأنسب للدور، ولا ننفي أن ميريام لم تعترض على الأمر. أما أن تسترسل العزيزة ميريام بأنها هي وحدها من حقّق وإختار البطل وأنها هي من صمم وأنجز كل هذا العمل الدرامي الجميل، والذي يفتخر به كل من شارك فيه، فهذه مبالغة لا تشجّع من سيتعامل لاحقاً مع الفنانة الكبيرة ميريام فارس. لأنهم سيشعرون أنهم لن يلاقوا أي مكان لهم. وهي تريد أن تحتلّ كل الأماكن والمواقع… فلتهدأ “ملكة المسرح” و “ملكة الدراما” ميريام كما تطلق على نفسها الآن، ولتترك لغيرها مكاناً بسيطاً يشاركونها فيه ومنه فرحة النجاح. فالأعمال الفنّية الكبيرة ونجاحاتها الكبيرة، هي نتاج فريق عمل كبير وليس شخصاً واحداً مهما كان حجم نجومية هذا الشخص، وقدراته الفنية الكبيرة. وبناء عليه نقول، مبروك لشركة “ميديا ريڤوليوشن سڤن” وللمنتج مفيد الرفاعي وفريق عمله الكبير من تقنيين وممثلين ومؤلفة ومخرج والفنانة ميريام فارس هذا النجاح المشترك الكبير…