تغطية خاصة – المشاهدون رمّموا بفرح صورة الوسوف بعد غياب ونيشان دخل الى الحلقة مغواراً وخرج منها ملكاً
بعد طول انتظار، عُرضت حلقة سلطان الطرب جورج وسوف مع الاعلامي نيشان ديرهاروتيان بالامس عبر محطة “الجديد” بعد ان عُرضت ليل الاثنين على قناة “الحياة”، تحت عنوان “قول يا ملك” حيث يعتبر هذا الحوار هو الأوّل لسلطان الطرب بعد شفائه من الجلطة الدماغية التي أصابته عام 2011، وأجبرته على العلاج لسنوات وتغيبه عن الساحة الغنائية وعن الاطلالات التلفزيونية، ليؤكد للجميع من خلالها انه الملك المطلق وان غيابه بقوة حضوره وانه الرقم الصعب حتى في عزّ صمته، وانه معشوق الملايين الاوفياء في الوطن العربي وانه الظاهرة الفنية التي لا تتكرّر وانه الحالة الاستثنائية التي نهواها في جميع احوالها، وانه الذاكرة التي تنضب حنيناً وذكريات ولحظات موقعة بصوت الوسّوف….
لم تكن محاورة الوسوف سهلة على الاطلاق ولعل الاعلامي نيشان ديرهاروتيونيان كان الأكفأ والانسب والافضل لهذه المهمة والاكثر استعداداً للتعامل مع هذه الشخصية غريبة الاطوار ، فأبو وديع شخصية غير منضبطة يستحيل ان ينجح أي اعلامي آخر بالتعامل معه ومجاراته واستدراجه الى اعترافات وتصريحات في غاية الحساسية والاهمية ان لم نقل في غاية الخطورة. وأبو وديع ليس من الصنف الذي يُسأل ويجيب بل قد نتوقّع ان يطرح هو الاسئلة ويجيب عنها وقد يستبدل أي سؤال بآخر غير متوقع وقد يتمنع عن الاجابة عن اي سؤال ويحرج مستضيفه، لذا كان لا بدّ ان يحاور الوسوف اعلامي “مغوار” ، يرتجل مخارجاً لبعض المواقف المحرجة ،يستدرج ضيفه بدهاء وذكاء وسلاسة الى حيث يشاء بعيداً عن الاستفزاز والمواجهة،يتقن فنّ الاستماع وفنّ التدخل في الاوقات المثالية، ينقذ بعض الهفوات والمواقف بحنكة المهني والمحترف ويحفظ صورة ضيفه ومكانته ويصون كرامته، فكان نيشان مغوار الحلقة الخاصة مع الوسوف ،دخل اليها مغواراً وخرج منها ملكاً مبدعاً بشهادة كل من شاهد هذه الحلقة بالامس.
وبين الابتسامات والدموع ، احتارت المشاعر بأي جبهة تلتحق وبين جورج وسوف الامس وجورج وسوف اليوم، صورة مهشّمة استطاع المشاهدون ترميمها بصعوبة كبيرة ولكن برغبة جامحة وبفرح عميق احتفاءً بعودة سلطان الطرب الى الحياة، مناسبة كافية لتخطي الصورة الواقعية لحالته الصحية والغوص في المشهدية العظيمة اي عودته للوقوف بايمان وثبات على خشبة المسرح ورغبته في الحياة اكثر من اي وقت مضى…
المشهد الاول من الحلقة كان الاكثر تأثيرا حيث دمعت عينا الوسوف لدى لقائه بجمهوره الذي اشتاق لرؤيته فاستقبلهم باغنية “وحشتوني” .كما غنّى خلال الحلقة باقة من اجمل اغنياته منها “الصبر طيب”، “جرحونا” والعديد من الاغنيات التي تركت بصمتها الخاصة في ذاكرة الجمهور.
افتتحت “قول يا ملك” بتقرير مؤثّر عن رحلة علاج سلطان الطرب جورج وسوف من المستشفى الشامي الى مستشفى جامعة بيروت الاميركية، فسفره الى سويد ثم الى قطر فروما ولكن الأكثر تأثيراً كانت معنويات الوسوف العالية التي لم تهتزّ وهو يروي تفاصيل ما حصل معه في 19 اكتوبر 2011، فتحدث بعنفوان وجرح عميقين عن حالته الصحية مطمئناً جميع محبيه انه يتحسن تدريجياً، لكن الملفت كان كاريزما الوسوف والمواقف الطريفة والمضحكة التي يحبكها وبعض الجمل التي حوّرها على مزاجه لتصبح أشبه بـ “نكتة”. وكان واضحاً ايمانه الكبير بالله وتواضعه الكريم فتشكر رئيس بلده د. بشار الاسد على وقوفه الى جانبه، فضلاً عن تشكره لكل من زاره في المستشفى.
وتعبيرا عن شكره للاطباء الذين رافقوه طيلة فترة علاجه، رسم الوسوف وشماً باسم فلاديميرالطبيب المعالج و”زوزو” اي الدكتور زوزو غرابيت فضلا عن صورة مريم العذراء وصورة وديع ابنه ووشماً باسماء اولاده، واسم والده ووالدته نافياً ما اشيع انه تقاضى المال من الشيوخ القطريين خلال فترة علاجه في قطر وانه أسلم بعد زواجه للمرة الثانية من مسلمة، مؤكداً لمن كتب ذلك، انه متزوج بالاصل من مسلمة في المحكمة الجعفرية وزواج كنسي في الكنيسة وزواج آخر مدني، مشيرا الى انه لا يحبذ ظهور زوجته في الاعلام قائلا: “ليس لدينا نساء يظهرن في الاعلام مع احترامي للجميع”.
ليكون التقرير الثاني انسانياً الى ابعد الحدود، حيث زار الوسوف خلال فترة علاجه الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة “بحنس”، فعلق على الموضوع قائلا: “في كل عمل خيري ساكون متواجداً” .اما حول حالته الجسدية واصابته بشلل نصفي بسبب الجلطة التي تعرض لها ردّ قائلا:”ربنا بيعمل بكل شخص يلي بيستاهلوا، وكل شي من الله بقول الحمد الله عليه”، مؤكدا انه لم يصل الى مرحلة الاستسلام والتعب من المرض حتى الآن بسب المحيطين به الذين لم يشعروه بانه “معوق”، مشيراً الى انه ليس باسطورة والانسان لايأحذ معه شيئاً ولكن تبقى اعماله لتذكّر به، معترفا انه اكتشف منذ سنتين ارشيفه الذي بلغ عمره الاربعين عاما.
وحول احتواء غرفة نومه على صورة له تجمعه مع الرئيس بشار الاسد، اكد ابو وديع ان الاخير هو رئيسه فمن يحب بلده يجب ان يحبّ رئيسه، اما حول صورته مع سماحة السيد حسن نصرالله فوصفه بـ “اشرف وانبل” انسان بعيدا عن حزبه، كذلك بالنسبة لبابا روما يوحنا بولس الثاني الذي اعتبره بركة له ولعائلته.
كما تحدث عن علاقته بسياسيي لبنان الذين تجمعه معهم علاقة صداقة متبادلة بعيدا عن السياسة منهم ،مع حفظ الالقاب، سمير جعجع، سعد الحريري، ميشال عون، نبيه بري،وليد جنبلاط فضلا عن سليمان فرنجية وعلاقته مع امين وسامي الجميّل.
ورداً على سؤال وجّهه نيشان له حول الحرب القائمة بين النجمتين اصالة وميادة الحناوي والاحداث التي تجري في سوريا، اكّد الوسوف ان الفنان الاصيل يعلن انتماءه وولاءه لبلده، اما المعاكس فليس بأصيل قائلا: “الاصيل ينتمي الى بلده والذي يعارض و”طلع خبّص وثرثر” وهنّي ما حقن فرنكين “ليسوا بولاد اصل”، اما حول الثوار في سوريا علق قائلا:”ما في سوري بيقتل سوري!! وسوريا تبقى ارض الانبياء ويبقى بشار الاسد رئيسها”، مشيراً الى ان الاستاذ خليل التوبات القنصل الفخري لدولة فلسطين في ايطاليا سيسلمه جواز السفر الفلسطيني من قبل الرئيس محمود عباس.
وحول الربيع العربي علق قائلا:”اتمنى من العرب ان يحبوا بعضهم البعض، نحن بالنسبة للغرب دمى متحرّكة”، مشيرا الى انه لايؤمن بمبدأ الثورات ليكون مثاله بالسياسة القائد جمال عبد الناصر، ولفت الى ان القتل في سوريا ليس بسبب الدكتور بشار الاسد، واصفاً اياه بالحنون والطيب ولايحبّ الدم، ويقدّر الفن ويحترم الناس وليس بمجرم، متمنياً ان تبنى الكنائس من جديد في بلده.
وبعد عرض تقرير عن استقبال اهل قريته “كفرون” له بالطبل والمزمار، اشار الى ان محبيه كثر ومن خذلوه ايضا ليسوا بقلائل، لكن الله اعطاه نعمة “التسامح” لا الحقد.
وحول زيارته للسيدة فيروز التي وصفها بالكبيرة الغالية والرائعة بعد لقائه بها عن طريق صديقه يوسف حرب، اشار الى انه تحدّث معها عن الفن وعن ابنها زياد الذي وصفه قائلا:”اهم ما انجب الرحابنة، فنان عظيم ابن رجل عظيم عاصي وسيدة عظيمة فيروز لا يمكن وصفه” ليكون الراحل فيلمون وهبي يضاهي اهمية الرحابنة بالنسبة للوسوف، كما تحدّث عن الشحرورة صباح التي وصفها باعظم فنانة شاملة قائلا لها: “الله يطول بعمرك”.
ومن جهة علاقته بالصحافة علّق قائلا: “هني بحالن وانا بحالي”، مشيرا الى انها كانت تجمعه بالعديد من الصحافيين علاقة صداقة كبيرة منهم جورج ابراهيم الخوري، طلال سلمان، نبيل خوري وغيرهم. مثنيا على شخص “نيشان” كإعلامي موجها نقداً لاذعا للّذين يظهرون اليوم على الاعلام ويشكلون فلتاناً اعلامياً، مطالبا بالغائهم عن الشاشة ومعتبرا الامر معيبا ومخلاً بالاخلاق خاصة وانه اصبح يعتمد على الاثارة.
اما حول موجة برامج الهواة وظهور الفنانين في لجانها، اشار الوسوف الى انه لا يحبذ ان يكون متواجداً في لجنة برامج تحكيم فنية، واصفاً اياها بالبرامج التجارية لانها لا تخرّج نجوماً، قائلا:”المحكّمون يحتاجون الى حكم”. مستثنياً برنامج “استديو الفنّ” الذي خرّج نجوماً كباراً، متمنياً فكّ أسر المخرج سيمون اسمر(وكانت هذه الحلقة قد سجلت في وقت سابق قبل اخلاء سبيل المخرج سيمون اسمر)،
ختاما تحدث حول اعماله الجديدة، مشيرا الى ان حفلته الاولى ستكون في لبنان، موجها الشكر للمخرج طوني قهوجي، ومعدّ الحلقة طوني سمعان، ورئيس قناة الجديد تحسين الخياط، ومن قناة الحياة المصرية الدكتورة نورا البدوي والاستاذ علاء عبد الله وكل من ساهم في انجاح هذه الحلقة.