نقولا الاسطا: ما وصلت اليه هو نتيجة تراكم اغنيات ناجحة… وقريباً ديو مع نادين صعب
حلّ المطرب نقولا الاسطا ضيفاً على برنامج “حديثَك بمحلّو” الذي يعدّه و يقدّمه شادي معلوف عبر اذاعة صوت لبنان (93.3fm) في حوار صريح وجدّي تناول شؤوناً فنية خاصةً به، وعامة.
عبّر الاسطا في مستهل اللقاء عن اصراره على تقديم الافضل غنائياً وعدم المراوحة و كذلك عدم التراجع ، وذلك لا يتمّ الا بالتفكير والتخطيط المتواصليْن وهو ما يحرص عليه بشدّة منذ فترة.
وعن النجاح الذي لاقته اغنياته الثلاث الاخيرة: ما تغيّرت، فيك الشفا و بحياتي، قال الاسطا، ان صوته ذا مروحة واسعة وقادر على اداء كل الالوان، وهذا ما جعله يُضيِّع البوصلة في مرحلة ما، فكان حين يسمع اغنية لفلان و تعجبه ، يسعى للبحث عن اغنية تشبهها . لكنّه رغم ذلك كان يعيد الاغنية الى خانته فيبقى حريصاً على اختيار الكلمة الملتزمة والموسيقى العصرية.
وتابع يقول انه ثمّة اغنيات تفرض على المطرب اداءها ب full voice ، كالاغنية الوطنية، وفي المقابل لا يمكنه ان يؤدي الاغنية العاطفية على طريقة الدبكة . وتابع نقولا الاسطا : “رغم محبة الناس لي وتقديرهم لأعمالي لكنني عندما شعرت بالمراوحة اتصلت بالملحن بلال الزين الذي كانت تلفتني اعماله لسواي من الفنانين، وطلبت منه اغنية وبعد 5 ايام اتصل بي واسمعني اغنية “ما تغيرت” فقلت له : ” هيدي هيي .. فيها نقولا و فيها 4 اغنيات بأغنية واحدة بسبب تنوّع جملها اللحنية”.
و عن المرحلة الفنية التي وصل اليها قال الفنان نقولا الاسطا : “ما وصلت اليه هو نتيجة تراكم اغنيات ناجحة و معرفة استخدام نسبة الصوت و الاداء اللذين يتناسبان و كل لحن و اغنية أؤديهما . كما اعتقد ان صلوات والدتي في السماء سُمعت لجهة دعواتها كي اعرف ماذا اريد و ألاّ اتأثر بالموجات الغنائية الحالية لجهة “العَيْطَة” و الصراخ مع احترامي لمؤدّي هذا اللون. لذلك حتى عندما استضافني الفنان علي الديك الذي احبه و احترمه أعطيت اطلالتي في الحلقة خصوصية نقولا التي تشبهني”.
وفي عودةٍ الى محطات من مشواره في عالم الغناء قال الاسطا: “عندما غنيت في ستوديو الفن 1988 و فزت عن فئة اغنيات وديع الصافي لم يكن الامر سهلاً ، فالبعض اعتبر انه عليّ متابعة مسيرة الصافي من حيث وصل وصاروا يحاسبونني اذ غنيّت الطرب الشعبي مثلاً. ظلمني البرنامج بقدر ما أفادني. ظلمني باختياراتي، فلم اعد اعرف ماذا اختار من اغنيات كي ابقى على مستوى الفوز، وأفادني انه ادخلني الى المعادلة الفنية بقوة ، بقرار اتخذته لجنة تحكيم محترفة ، و ليس بتصويت ال sms . اليوم انا اسعى للمحافظة على كل ذلك، لكن مع احترام خصوصيتي الفنية. و اوضح ان الجمهور احياناً لا يملك القدرة على الحكم على جودة صوت الفنان الا اذا غنّى اغنية معروفة لفنان كبير فيقارنه الجمهور مع صاحب الاغنية الاصلية . “انا حافظت على خصوصية صوتي بشهادة وديع الصافي و زكي ناصيف اللذين كانا يقولان ان تلك الخصوصية موجودة و تميّزني عن غيري حتى لو قلت ألو على التلفون “.
وعبّر نقولا الاسطا عن قلقه من بقاء اغنيات جيل اليوم من الفنانين، مشيراً الى انه تناول هذا الموضوع خلال احدى الجمعيات العمومية لنقابة الفنانين المحترفين، موضحاً انه في بعض المقابلات الاعلامية حين تُسأل اي شخصية حتى لو لم تكن فنية الى من تحب ان تستمع، تأتي الاجابة: وديع ونصري فيروز ام كلثوم . فيكون السؤال التالي : ومن الجيل الجديد؟ ليأتي الجواب: ما في شي بينسمع .. هذا الكلام رفضه الاسطا معترضاً على شمول الاجابة الجميع ، لمجرّد ان البعض فقط يؤدون كلاماً “بلا طعمة” و اداءً “بلا طعمة” . و سأل : كيف تشملون الفنان الحريص على فنّه مع الفنان الذي يقدّم اعمالاً مبتذلة و تقولون “ما في شي بينسمع عند الجداد” . خاتماً الحديث في هذا الموضوع بالقول : “ممنوع ننسى الفنانين اللي كانوا اساس الفن ، لكن ممنوع نقول خلص الفن من بعدن”.
من جهة اخرى و كنائب لنقيبة الفنانين المحترفين قال الاسطا: همّنا اليوم اطلاق صندوق التعاضد الموحّد لمواكبة الفنان في مشكلاته الصحية و شيخوخته. ومشروع الصندوق قائم على استيفاء ضريبة من الفنانين الوافدين عن طريق المعاملة بالمثل. وتشمل الضريبة 2% من ثمن بطاقات الدخول الى الحفلات و 10% من أجر الفنان. لكن ادارات المهرجانات رفضت ذلك. موضحاً ان الموضوع ليس اننا نريد فرض ضرائب على الفنانين ، بل علينا ان ننظر الى الامر من زواية انه ينبغي على الجسم الفني و المعنيين عدم عزل انفسهم عن واقع الفنان اللبناني، و لاحقاً انتقاد الفنان لأنه يعبّر اعلامياً عن وجعه و حاجته . فالفنان على التلفزيون غير الفنان في بيته. والفنانون الميسورون في لبنان لا يشكّلون اكثر من 10% من مجموع الفنانين حتى لو لم يعبّروا عن ذلك علناً.. اما من يطالب بإلغاء صندوق التعاضد الخاص بنقابة الفنانين المحترفين فنقول له اننا لن نفرّط بهذا الصندوق قبل ان ينطلق و ينجح صندوق التعاضد الموحّد .
وتحدّث الفنان نقولا الاسطا عن اغنيته الجديدة “بحياتي” و هي من كلمات بسام ابراهيم والحان وسام الامير ، قائلاً انه سعى مع وسام كي لا تكون الاغنية كلاسيكية وان تظهر مساحات وانفعالات الصوت و”تكون تشبهني وقريباً تشاهدون فيديو كليب لها من اخراج بولين خليل في عملها الاولى كمخرجة واتمنى ان يكون وجهي خيراً عليها”.
و تصدر للاسطا قريباً اغنية وطنية ، ديو مع الفنانة نادين صعب، تقول لازمتها: “عم يكبر قلبي فيك والعلم تلات الوان الارزة بتحكي ماضيك ما بينقسم لبنان ” من كلمات المحامي هيثم ترشيسشي ، الحان نور السعد و توزيع هاني صفا . الاغنية ستُصوّر على طريقة الفيديو كليب و هي من انتاج جارودي ميديا.
هذا و يحيي الاسطا اواخر هذا الشهر و مطلع تموز المقبل ثلاث حفلات في الولايات المتحدة الاميركية ثم يعود الى حفلات الصيف في لبنان .
اشارة الى انّ الاسطا و خلال المقابلة تحدّث عن مشروع البوم لمجموعة من اغنياته القديمة بتوزيع موسيقى جديد على طريقة الجاز و قد تم تسجيل الاغنيات خلال ادائه المباشر لها مع الفرقة الموسيقية ، و تمّ بث مقاطع من بعض تلك الاغنيات ، كما تمّ بث اغنية قديمة للاسطا لم يسبق ان غناها الا مرة واحدة في اطلالة تلفزيونية و هي باللغة العربية الفصحى ، بعنوان “لستِ انتِ” من كلمات محمد ريّا و الحان الاسطا نفسه .
وختم نقولا الاسطا لقاءه بتمني صيف واعد للبنانيين معبّراً عن تقديره لمستمعي صوت لبنان واهتمامه بجمهورها لأنه يقيس الفنان على مستوى وطن و ليس على مستوى اغنية . وقال قد تفشل اغنية وتنجح أُخرى و لكن ما يهمّ ان تقدير الفنان – الانسان يبقى لدى المستمعين.