خاص- اليسا التي هزمت السرطان.. هزمتها المافيا؟
شكّلت تغريدة النجمة اللبنانية اليسا صدمة لجمهورها ومتابعيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أحدثت بلبلة وضجة كبيرتين ليصبح خبر اعتزالها متصدّرا المواقع الالكترونية والاخبارية، وسيرة على كل لسان.
فبشكل مفاجئ، اعلنت اليسا في تغريدة على حسابها الرسمي عبر موقع تويتر انها تنوي اعتزال الفن عقب الانتهاء من التحضير لألبومها الجديد والذي تتعاون فيه مع شركة روتانا، حيث سيكون الالبوم الاخير الذي يجمع اليسا بشركة احتضنتها منذ انطلاقتها وكانت الداعم الاساسي لها وحققا سويا نجاحات عديدة.
بحسب اليسا، فهي لم تعد قادرة على العمل في مجال تسيطر عليه “المافيات”، كما انها لا يمكنها تحمّل عبء الانتاج في حال قررت اصدار اعمال جديدة، لذا الحل الافضل “بنظرها” هو الاعتزال والابتعاد عن هذا المجال بشكل تام وترك الساحة للدخلاء على الفن، وكأنها تقدّم لهم ما يطلبون على طبق من ذهب.
ولكن مهلاً، كيف يمكن لنجمة لبنانية وعربية مثل اليسا، تملك جمهورًا كبيرًا وضخمًا موزعا في جميع انحاء العالم العربي والعالم، ان تتخذ قرارًا كهذا لوحدها، دون الاخذ بعين الاعتبار الجمهور الذي وقف بجانبها في اصعب الاوقات، وكان الداعم الاول لها في كل محطاتها، والمدافع الاشرس عنها عندما تتعرّض للتنمّر او المضايقات من روّاد مواقع التواصل. كيف يمكن لمن استطاعت هزم مرض خبيث كالسرطان واثبات قوتها وعزيمتها وقدرتها على التغلّب على اصعب الظروف، ان تستسلم اليوم امام واقع يعيشه معظم نجوم الفن، ويعرفه كل من يعمل في هذا المجال؟ لماذا اختارت اليسا الحل الاسهل بدل المحاربة للبقاء والصمود والاستمرار، كرامة جمهورها في الدرجة الاولى، ومسيرتها الفنية المليئة بالاعمال الناجحة في الدرجة الثانية؟
ولنفكر قليلاً، قد تكون خطوة اليسا هذه مجرّد “بروباغاندا” للفت الانتباه أو وسيلة للتسويق لألبومها الجديد، والذي من المؤكد ان الناس ستتهافت لسماع أغنياته فور صدوره بغية اكتشاف ما ستقدّمه اليسا في آخر أعمالها الفنية، وهو بحد ذاته نجاح للالبوم ولاغنياته، فتكون بذلك اليسا قد اصابت “عصفورين بحجر”، اذ لفتت انتباه الجمهور ولاقت تعاطفًا واهتمامًا من اهل الصحافة ومن زملائها في الفن، وكذلك سوّقت لألبومها وساهمت في نجاح اغنياتها الجديدة دون اي تكلفة مادية.
واذا انتقلنا للاحتمال الثاني، وهو جديّة قرار اليسا واصرارها على الاعتزال بسبب “المافيا” المسيطرة على المجال وعدم قدرتها على الانتاج، فلا بد هنا من طرح سؤال من الطبيعي ان يجول في رأس الجمهور والمتابعين، وهو أنه كيف لنجمة جماهرية مثل اليسا، ذات مسيرة فنية طويلة ومميزة، وفي جعبتها العديد من الاعمال الرائعة والناجحة، من اغنيات وفيديوكليبات وتيترات لمسلسلات، ان تكون غير قادرة على انتاج أعمالها الخاصة دون الرجوع الى اي شركة انتاج؟ كيف يمكن لمن باتت سفيرة لأهم الماركات العالمية والمنتجات ودور الازياء والمجوهرات، الا يكون لها شركتها الخاصة للانتاج، تعود عليها بأرباح مادية هائلة، وبالتالي تتحكم شخصيًا بأعمالها من دون ان تشعر ان اغنياتها ليست ملكها، كما هو الحال اليوم مع شركة روتانا التي اغضبت اليسا بعد ان قررت من دون سابق انذار ان تزيل كافة أغنيات “ملكة الاحساس” من منصة تطبيق “أنغامي”، بعد ان حققت أرقامًا عالية جعلت منها النجمة العربية الأكثر إستماعًا عبر هذا التطبيق، وتحميلها على تطبيق “ديزر” التابع لروتانا، ما افقد اليسا عدداً هائلاً من المتابعين.
ولنقوم بجولة صغيرة على الفنانين الذين يتولون شخصيًا انتاج اعمالهم، فعلى رأس القائمة تتربّع النجمة المتألقة نانسي عجرم، والتي تستمر في تقديم البومات واغنيات وفيديوكليبات اكثر من رائعة، وتحصد اعمالها نجاحات كبيرة، حيث لا تغيب عن جمهورها الا في حال تحضيرها لعمل جديد، وها هي نجمة من الصف الاول ولها جمهور واسع ومنتشر في كافة انحاء العالم. والى جانب نانسي، يبرز السوبرستار راغب علامة، والذي ايضا يتولى انتاج كافة اعماله بعد ان اسس شركة الانتاج الخاصة به “باكستيج بروداكشن”، حيث مازال النجم الاول عربيًا وله جمهور كبير يردد اغنياته باستمرار وينتظر جديده بشوق ولهفة.
اذا، أيعقل ان نجمة محبوبة وناجحة وموجودة على الساحة منذ عشرات السنين، ان تستسلم اليوم بعد كل هذه النجاحات لسبب بسيط وهو عدم القدرة على الانتاج؟ أيعقل ان تترك جمهورها وراءها وتلازم منزلها دون الالتفات الى من كان السبب الاساس في نجاحها؟ لا بد لاليسا ان تدرس قرارها جيّدًا قبل الاقدام على اي فعل قد يشكّل خيبة في صفوف جمهورها.