رأي خاص- هكذا تقصّر شركة روتانا مع نجوم لبنان
ليس من الصعب على من يتابع أخبار نجوم الفن في لبنان والعالم العربي، ويلاحق أخبارهم ونشاطاتهم والحفلات التي يقيمونها، أن يلحظ الفرق الشاسع بين النجوم العرب وزملائهم اللبنانيين المنضوين تحت سقف شركة روتانا للانتاج.
الفرق واضح والتمييز بين اللبنانيين والعرب من قبل “روتانا” بلغ ذروته وبات أمرًا غير معقولاً ولا يمكن السكوت عنه. هذه الشركة التي تعتبر نفسها الأولى في العالم العربي وتتعاقد مع أهم النجوم، وتحديدّا اللبنانيين منهم، تُهمّش الفنان اللبناني وتقلّل من شأنه ولا تعطيه القيمة التي يستحقها، وعلى وجه الخصوص نجوم الصف الأول المنضويين تحت لوائها.
وللتوضيح، لم نأتِ بكلامنا هذا من المريخ أو من أي كوكب آخر، إنما كل ما ذُكر أعلاه وسيُذكر في سياق المقال هو واقعي ونتيجة بحثٍ أجريناه، فأظهر لنا الحقيقة المُرّة والممارسات غير اللائقة التي تقوم بها شركة روتانا تجاه عمالقة الفن في لبنان وأهم نجوم هذا البلد العريق.
ولإثبات كلامنا، سنطلعكم على أشهر الحفلات التي نظمتها روتانا لنجومها، ليظهر التمييز واضحًا بين العرب واللبنانيين. فمع حلول عيد الفطر المبارك، كان لبنان وعدد من بلدان الوطن العربي مثل السعودية والامارات والكويت وغيرها، على موعد مع حفلات غنائية مميّزة، يحييها النجوم العرب من الصف الأول، فيضفون كالعادة سحرهم على المناسبة، لتطغى على الحفلات أجواءا مميّزة مليئة بالفرح والتألّق.
وكونها شركة الانتاج التي تحتضن الفنانين، قامت روتانا بتنظيم حفلات لعدد من النجوم العرب بمناسبة عيد الفطر السعيد، أقيمت جميعها على أهم وأكبر المسارح في العالم العربي. الى ذلك، فقد نظمت الشركة في الكويت “جلسات عيد الفطر” الغنائية، وكان نجومها اسماء لمنور، عبد الله الرويشد، و أصالة نصري وأصيل أبو بكر.
هذه “الضخامة” التي عزّزت فيها “روتانا” نجومها العرب، اختفت مع النجوم اللبنانيين، حيث تقاعست الشركة عن القيام بواجباتها أمام عمالقة لبنان، فقصّرت بحقهم وقلّلت من شأنهم. فقد نظّمت “روتانا” لكل من شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم، والنجمة الذهبية نوال الزغبي وفارس الغناء العربي عاصي الحلاني، حفلة في فندق فينيسيا ببيروت اقتصر على العشاء والمشروب، بعيدًا عن بهرجة المهرجانات الكبيرة وهذا أمر لا يجوز وغير مقبول بحق نجومنا العظماء، إذ يعتبر إهانة لهم ولفنّهم وتاريخهم العريق.
هي ليست المرة الأولى التي تمارس فيها “روتانا” مثل هذه “السقطات” خصوصا بحق نجوم لبنان، فلا عذر مقبول حاليًا، خصوصا أننا على أبواب فصل الصيف، ما يعني أنه يمكن بناء مسارح في الهواء الطلق مع مدرّجات تتّسع لعدد كبير من الحضور، وبالتالي يمكنها ان تكرّم النجوم بطريقة محترمة على غرار مهرجان “فبراير الكويت”الذي يقام سنويًا، بتنظيم وإشراف روتانا للصوتيات والمرئيات، وتنظّم حفلات تليق بعظماء الفن في لبنان ليتمكن من حضورها جميع اللبنانيين ذوي الدخل المحدود غير اولئك الذين يرصدون اموالاً طائلة لدفع سعر البطاقات المرتفع والخيالي.
في المقابل، لفتنا افتتاح النجمة الإماراتية أحلام، موسم جدة الغنائي بحفل مبهر ورائع على مسرح الجوهرة في السعودية، وكذلك النجم المصري تامر حسني الذي أحيا حفلا غنائيا على مسرح اوبرا دبي في الامارات، حيث امتلأت أدراج هذه المسارح بآلاف الحضور والمشاركين.
كذلك احيت النجمة اللبنانية يارا والنجم حاتم العراقي حفلاً راقياً على مسرح كازينو لبنان.
وقبل الختام، هناك أمر حصل مؤخرا كان كفيلا بزيادة “سقطات” روتانا أمام نجومها ومتابعيهم، حيث أجبرت الشركة جميع الفنانين الانفصال عن شركة “أنغامي” اللبنانية، والتي حصد من خلالها النجوم ملايين المتابعين والمستمعين، وذلك للانضمام إلى “تطبيق ديزر” التابع لروتانا، والذي لم يتمكن من أشهر وحتى اليوم، من النجاح أو حشد عدد من المتابعين والمستمعين في الوطن العربي وتحديدا في لبنان.
وفي النهاية، لا بد من الإشارة الى أن كل ما ذكرناه أعلاه هو صرخة بوجه الممارسات المرفوضة بحق النجوم اللبنانيين، فسبق لموقعنا أن تعهّد بالوقوف دومًا إلى جانب نجوم الفن اللبنانيين ودعمهم والمطالبة بحقوقهم، وبالتالي لن نقبل أي استخفاف أو استهتار بهم أو بتاريخهم وفنهم، من أيّ شخص أو شركة، مهما علا شأنها، فلا صوت يعلو فوق صوت الحق والفن اللبناني الأصيل.