رأي خاص- ممثلات لبنانيات قديرات في رمضان ٢٠١٩
للأعمال الرمضانية والمسلسلات الدرامية والكوميدية هذا العام نكهة خاصة، فإلى جانب المواضيع المهمّة والجريئة المطروحة والتي تنقل الواقع بحذافيره، برز هذا العام وجود نخبة من عظماء الشاشة اللبنانية، اصحاب الفن الاصيل الذين قدّموا للمشاهد فنّا حقيقيا فريدا، بعيدا عن كل المزايدات التي تشهدها الشاشات في ايامنا هذا.
ولأننا نقدّر الفن وروّاده، أردنا تسليط الضوء على ممثلات لبنان المبدعات اللآتي يطلّنّ على الجمهور في الاعمال الرمضانية الحالية، حيث يجسّدن اجمل الادوار واكثرها صعوبة وازدواجية، تتطلّب خبرة كبيرة واطّلاعا فنياً، الى جانب الموهبة التي يتمتّعن بها.
ممثلات لبنانيات قديرات، نشأ معظم أبناء جيلنا الحالي على أعمالهنّ، فراقب وتعلّم واكتشف اسرارا جديدة في هذا المجال، فكنّ مدرسة لنجوم باتوا اليوم من الصفّ الأول في عالم التمثيل.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، بات المشاهد اليوم على موعد مع الممثّلة المخضرمة والرائعة سميرة بارودي التي تشارك في مسلسل “بروفا” الى جانب المبدعة نهلا داوود، والتي تنجح في كل دور تقدّمه باقناع المشاهد ونقله الى عالم آخر، فيغوص في احداث المسلسل ويتأثّر بها، كما تبرع داوود في المقابل بايصال الرسالة للمشاهد من خلال تعابير وجهها قبل التفوّه بكلمة واحدة، فيأتي النص ترجمة لما قالته تعابيرها.
وبالاضافة الى بارودي وداوود، يتابع الجمهور كل من الممثلتين المبدعتين ليلى قمري وختام اللحام في مسلسل “الهيبة” اللتين تجسّدان دور الام الحنون والتي تصارع لحماية عائلتها، فتنقلن الدور للمشاهد بحرفية وأمانة.
من جهة اخرى، تطلّ علينا كل من الرائعة جوليا قصّار والمتألقة عايدة صبرا في مسلسل “انتي مين”، شخصيتين اّثرتا بكل من يتابع احداث هذا المسلسل المميّز، اذ نقلا للمشاهد صورة عن المرأة الشجاعة، الصلبة والقوية التي خاضت الحرب وحاربت دفاعاً عن وطنها وابنائه، فخسرت اغلى ما لديها وكادت ان تخسر حياتها فدى قضيّة آمنت بها، لتكتشف بعد ذلك ان الواقع عكس توقعاتها وأن كل ما قامت به راح سدى.
الى ذلك، فالجمهور اليوم على موعد مع رولا حمادة في مسلسل “خمسة ونص”، حيث تجسّد دوراً مميّزاً ومختلفاً عمّا قدّمته في وقت سابق من اعمال درامية، فنجحت في اقناع المشاهد وجعلته يتعايش مع احداث المسلسل كما لو انها حقيقية، وذلك بفضل ادائها المحترف وخبرتها العريقة في هذا المجال.
وبالاضافة الى الاسماء التي ذكرناها اعلاه، هناك عدد كبير من الممثلات اللبنانيات القديرات، مثل رندا كعدي، منى كريم، هيام ابو شديد، سهى قيقانو، كارمن لبس، نوال كامل وغيرهنّ، فاللائحة تطول وجميعهن يملكن جزءا من قلوب المتابعين ومكانا في ذاكرتهم. فهؤلاء المبدعات في الفن، اللآتي اشتاقت الشاشة لاطلالاتهن واحترافهن في التمثيل، هنّ من يذكرن المشاهد بالزمن الجميل، يوم كان الفن رسالة حقيقية، لا يحتضن سوى صاحب الموهبة والكفاءة، بعكس ايامنا هذه التي بات فيها المجال الفني ملجأ للمتطفّلين على المهنة، لمن يتمتّع بمظهر جذّاب بغضّ النظر عن الموهبة والقدرة في تجسيد الادوار بحرفية، “فضاعت الطاسة وفقد الفن هيبته”!
شكرًا للعظيمات من بلادي اللواتي اطللن علينا هذا العام ونقلننا معهن الى الزمن الجميل، زمن الاصالة والفن الحقيقي، فكن مثالا للابداع والتألق. وكي لا ننسى، علينا التذكير ان هؤلاء الفنانات الاصيلات، عنوان للتواضع والقرب من الناس، لا تقصدهن مرّة او تتواصل معهن الا وتلقى منهن الترحيب والتأهيل والرد المتواضع، بعكس بعض فنانات وممثلات الجيل الحالي اللواتي “بعد ما فقّسوا من البيضة”، حيث سيطر عليهن الغرور وبتن في عالم آخر مليء بالتكبّر والتصنّع.كذلك الشكر الاكبر للمنتجين اللبنانيين والعرب الذين استعانوا بهؤلاء النجمات القديرات اللواتي اثرين المسلسلات الرمضانية.
ايام قليلة تفصلنا عن نهاية شهر رمضان المبارك، لتنتهي معه كل الاعمال التي ابصرت النور في هذا الشهر، لذا نطلب من الكتّاب وشركات الانتاج اعطاء مساحة اكبر لممثلاتنا العظماء وعدم حسر اطلالاتهن بموسم معيّن، فالمشاهد بحاجة لأن يرى ابداعا على الشاشات، كما انه من الواجب تقدير ممثلاتنا الكبيرات في زمن بات الفن والتمثيل ملعبا ومهنة للهواة واصحاب النفوذ و”الوساطة”.