رأي خاص- الحكومة المصرية امام امتحان للحريات بسبب حلاوة روح واحمد ابو هشيمة وراء منع عرض الفيلم في مصر وقطر
خلال اللقاء الذي أجريناه منذ يومين مع النجمة الجماهيرية هيفا وهبي، تمنّت هيفا في ختام اللقاء معها من الصحافة المصرية ان تنصفها تمثيلياً وعلى قدر ما تستحق وليس اقل،وذلك بعد الحملة المنسقة التي قادها البعض من اجل مهاجمتها والاساءة الى سمعتها والترويج لمعلومات غير صحيحة وملفّقة عن الفيلم وتحريض بعض الجمعيات التي تُعنى بالاطفال وتقليب الرأي العام ضدهاّ.
بعض الصحافيين المصريين ارادوا ان يخدموا أجندة بعض الحاقدين والناقمين على هيفا، والذين أزعجهم هذا النجاح المدوّي الذي فاق كل تصوّر، والذين اعتبروها فرصة ذهبية لتصفية بعض الحسابات معها. وهيفا الراقية والمحترمة اكتفت بالرد انها تحارب فقط لأنها “هيفا” مؤكّدة على احترامها لكل الآراء وشكرتهم على ذوقهم عبر موقعنا
.
هيفا اكتفت بهذا الردّ على ظلم بعض الصحافيين المصريين لها ولم تكن تعلم ان الموضوع لن يقتصر على مقالات نقدية هنا وبعض التصريحات الصحفية هناك، الا ان ذلك من الواضح انه كان المقدّمة لإجراء ظالم وكيدي اكبر من ذلك بكثير ولقرار جائر وغير موضوعي ولخُلاصات مفادها ان مصر لا تزال ترزح تحت سطوة اصحاب النفوذ والمال بعيداً عن حكم المؤسسات والنقابات والقضاء.
فكيف يتخذ المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، قراراً بوقف عرض فيلم “حلاوة روح” بعد اسبوع من عرضه في جميع الصالات المصرية حيث يحقق الفيلم ايرادات عالية جداً وقرّر “محلب” عرضه على هيئة الرقابة على المصنفات الفنيّة لاتخاذ قرار نهائي بشأنه حيث تصدّر هذا الخبر نشرات الاخبار المصرية منذ ليل امس.
قرار رئيس مجلس الوزراء المصري جاء مخيباً للآمال، ولعلها المرة الاولى التي تحشر السياسة أنفها في أروقة صالات السينما بهذا الشكل الفاضح، في حين ان النقابات والرقابة هي المسؤولة عن تصنيف الافلام واعطاء التراخيص لعرضها او منعها، وهي وافقت اصلاً على عرضه مع حذف بعض المشاهد التي لم تشارك فيها هيفا أصلاً.
فيلم “حلاوة روح” ليس فيلماً تحريضياً وهولا يهدد أمن مصر يا سادة ولا تاريخها وليس فيلماً دينياً ولا سياسياً ولا حتى جنسياً، هو فيلم اجتماعي بأبعاد انسانية، وحتى لو تضمّن مشاهد اعتبرتموها جريئة وخادشة للحياء، الا انها لم تتخطى حدود جرأة الافلام المصرية القديمة…
ولكن لحظة هل فعلاً صدقتم ان هذا هو السبب وراء منع عرض فيلم “حلاوة روح” في قطر ومصر؟ وهل فلاً صدقتم كل ما يكتب في الصحافة المصرية وكل ما يُصرّح به بعض المأجورين على الشاشة؟ وهل فعلاً صدقتم كل تلك الافلام التي فُبركت أُنتجت ومُثلت على الهواء من قبل بعض الاعلاميين حول ان الجمعيات التي تعنى بالاطفال والجمهور معترضون على الفيلم ؟؟
بداية، دعوني اتوجّه بنصيحة الى طليق هيفا، الاستاذ احمد ابو هشيمة، احد الشركاء في احد اهم المواقع الالكترونية في مصر، حيث يتم “طبخ” بعض الاخبار والمقابلات والمقالات التي تارة تتحامل عليها وتارة تستعين بمنافسات لشتمها، وهو ايضاً صديق عزيز لرئيس مجلس الوزراء المهندس ابراهيم محلب وشريكه في بعض الاعمال في دولة قطر حيث منع الفيلم ، طالبين منه ان يلتزم الحيادية ويتمتع بالكثير من الموضوعية ويبتعد عن تصفية الحسابات الشخصية ويكّف شرّه عن هيفا. ونحن نسأله اليوم لمَ يقوم بكل هذا المجهود والعناء لينتقم منها؟ ولم يجيّر كل هذه الاقلام لتشتم من جمعه بها يوماً حبّ كبير وبينهما خبز وملح ؟ وكيف يقبل ان تكون زوجته السابقة لقمة سائغة في فم من يستمتعون اليوم بضرب صورتها وتهشيمها؟ أي رجل هو احمد ابو هشيمة؟
في جميع الاحوال كل ما يقوم به سيرتّد سلباً عليه ، فالجميع يعلم انه لا يفوّت فرصة لتوجيه الصفعات لها في مشهد أساء له قبل ان يسيء لها. فمن لا يحافظ على سمعة من كانت يوماً شريكة حياته، لن يحافظ ابداً على سمعة وطن كان ايضاً شريك حياته، لأن الأمر مبدئي والوفاء لعشرة العمر أمر مقدّس، وهو لم ينجح حتى اليوم بإعطاء صورة رجل الدولة الذي يحترم هذه المسلّمات، فالعائلة كالوطن ومن لا يحافظ على عرضه لا يحافظ على أرضه…
ولا شك في ان الحملة المبرمجة على هيفا مصدرها ايضاً النجمة المصرية غادة عبد الرازق التي لا نبالغ ان قلنا انها لا تفوّت فرصة للانقضاض على من تجمعها بها منافسة غير شريفة، فقد برهنت “عبد الرازق” في اكثر من مناسبة انها لا تتمنى الخير لهيفا وهي تجيّر كل الاقلام التي “تمون” عليها من اجل مهاجمتها في محاولة فاشلة للانتقاص من قيمة هيفا التمثيلية وقيمة الفيلم الذي يحقق ايرادات “مخيفة” في مصر وباقي الدول العربية من بينها “دبي”، حيث يتم الترويج خلال ال24 ساعة الماضية ان الفيلم سحب من صالات السينما بقرار لمنع عرضه وذلك من خلال مقالات مسيئة ومشبوهة ومتشابهة بالعنوان والمضمون .
هذه هي ضريبة النجاح، فعندما يمرّ الناجح في محنة وأزمة ما، يكثر حوله من عاشوا بسببه حسرةً ووجعاً وخيبةً وغيرة، فانتظروا هذه الفرصة طويلاً لكي ينتقموا لفشلهم. فليُمنع الفيلم في مصر ان كانت هذه جائزة الترضية التي وُعد بها عشرات المتضررين من نجاح وجمال وجماهيرية هيفا، وان كانت هذه الجائزة الكبرى لجميع من أغاظهم نجاحها. استمتعوا جميعاً بها ولكن تأكدوا من أمرين. أولاً: ان مصر اليوم في ازمة حريات حقيقية وجديّة وبلد الثورتين امام امتحان للديمقراطية والحريات والسينمائيون والنقابات والممثلون والمنتجون والمخرجون وحتى الصحافيون المصريون الشرفاء، مطالبون اليوم بوقفة حق في وجه هذا الظلم الذي يلحق بمبدعين مصريين اولاً.وانتم تعلمون انه حين تسلك القرارات المماثلة زواريب السياسة والمصالح وتصفية الحسابات، لن يستطيع احد الوقوف في وجهها بعد الان، وستصبح قاعدة ومرجعاً يعود اليها ويستعين بها كل من يرتأي في المستقبل ان يمنع عرض اي فيلم سينمائي.
والامر الثاني هو ان قرار منع فيلم “حلاوة روح” في دور السينما المصرية لن يؤثر على نجومية هيفا ابداً، وما يحصل قدّم خدمة مجانية لها، لأن كل هذه البلبلة والجدل الحاصلين اليوم بسبب الفيلم ثبّتا نجوميتها تمثيلياً وزادا من شعبيتها عربياً بحيث تعاطف الملايين مع الظلم والافتراء اللذين تتعرض لهما، واثبتت هيفا مرة جديدة انها رقم صعب وامرأة قادرة ان تهز كيان الوطن العربي بدور سينمائي واحد .
نذكر اخيراً ان معلوماتنا تؤكد ان منتج فيلم”حلاوة روح” محمد السبكي اجتمع منذ قليل برئيس مجلس الوزراء ابراهيم محلب ولم نعرف حتى الساعة ماذا صدر عن هذا الاجتماع.كذلك علمنا ان بعض الصحافيين المصريين اعترضوا على قرار محلب، فيما ابدى المخرج خالد يوسف استعداده لتنظيم مظاهرة مؤيدة للفيلم ومعترضة على قرار منعه ان لم يصار الى اعادة الفيلم الى الصالات .
اذا المشهد الفني المصري اليوم سوداوي وهو قاتم جداً، وعلى السلطات المصرية الحكيمة ان تتصرف بعقلانية وحكمة، بعيداً عن خدمة بعض الحاقدين الذين يعتبرون ان الدولة على حسابهم وفي تصرفهم وفي خدمتهم . ولتقم النقابات بواجباتها وفقاً للأصول المهنية بعيداً عن المهاترات الصغيرة، فموضوع المؤسسات اليوم على المحك، وحكومة مصر مطالبة بإثبات انها عادلة ومنفتحة وعلى مسافة واحدة من الجميع وليست حكراً على رجال الاعمال الذين يروجون انهم يشاركون في صناعة القرار وتعديله على مزاجهم.