رأي خاص- احلام فتحت شهيتنا على التذكير بأن شراء المعجبين لا يصنع نجومية وزياد الرحباني اكبر مثال على ذلك
استغرب البعض تغريدات الفنانة الاماراتية احلام عبر حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي”توتير”حول تساؤلها الذي جاء عن تزايد عدد متابعي بعض الفنانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي اسبوعياً الى ال2000 متابع اضافي،خاصة بعد ان تصدرت الاخيرة المرتبة الاولى في عدد المتابعين لها على حسابها الخاص على توتير بين الفنانات في العالم العربي حيث وصل حتى اليوم هذا العدد الى 3.3 مليون متابع ولم تكتفِ احلام بهذه التغريدة التي جاءت على الشكل التالي:” الا بسألكم سؤال؟وشفيهم بعض الفنانات حساباتهم في الأسبوع تزيد ميتين الف ههه،لهدرجة مش واثقين في جماهريتهم،” لا بل تابعت تغريدها قائلة:”أسفه اسفه قلت مش واثقين في جماهريتهم لووووول غلط إملائي اقصد مش واثقين في أجسامهم”مع هاشتاغ#تم_قصف_الجبهة_بنجاح”حيث تلاه موجة كبيرة من التغريدات والتعليقات من قبل معجبيها ومتابعيها ساخرين معها من الامر رغم ان هذه”اللطشة” لم تعرف لمن تعود او من صاحبتها ولمن هي موجهة.
لا بد من التوقف هنا للاشارة ان ظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي التي هدفها جمع الناس وتقريبهم اصبحت تستخدم اليوم بهدف سلبي او اخذت اتجاه او منحى آخر حيث بات هوس نجوم اليوم الحصول على المرتبة الاولى في عدد المتابعين اولا، وهذا الامر واضح من تغريداتهم وتعليقاتهم وتصريحاتهم في المقابلات التلفزيونية حول “ما اذا فلان اشترى متابعين وهميين او حول فلانة تقول”متابعيني حقيقيين”، فمهلاً هل اصبحت الشهرة تقاس حقاً بعدد المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي ام بالاعمال الفنية التي تقدمونها؟ وهل عدد المتابعين وحده يحدّد اليوم النجومية وهل باتت هذه النجومية تقيّم على اساس هذا العدد ؟ وهل نجاح اي مسيرة فنية رهن بملايين المتابعين؟
الموضوع اخطر مما تتوقعونه لذلك تطرقنا الى تغريدة أحلام كباب للحديث عن هذا الامر الذي بات هوسا لدى بعض النجوم من جهة وفحوى حديث المقابلات التلفزيونية من جهة اخرى ومتابعة بعض الاعلاميين السطحيين ،فعذرا منكم عودوا لهدف مواقع التواصل الاجتماعي الاساسي وهو التواصل بانسانية وشفافية مع محبيكم لان هذه المواضيع القزمة لا تثقفنا فنياً لناحية الاعمال الفنية ولا تهمنا من جهة طرحها كأهم المواضيع في اهم البرامج التلفزيونية حيث تحوّل المعجبون الى “أرقام” يشترون ويشترون بجوع وشراهة ، “ارقام” تؤمن النوم الهانىء وراحة البال لبعض النجوم السطحيين ، هؤلاء الذين لا ثقة لهم بنجوميتهم ولا بجمهورهم والذين يشعرون بالامان اكثر حين يؤمنون في حساباتهم التويترية والفايسبوكية “الملايين المتلتلة” من المعجبين الوهميين.
انظروا الى العبقري زياد الرحباني لا صفحة رسمية له على موقع فايسبوك ولا حساب خاص على موقع تويتر واراهن انه اكثر نجومية من معظم الفنانين الحاليين يا أصحاب ملايين المعجبين وهو احيا حفلين ناجحين جداً في مسرح كازينو لبنان ليلي السبت والاحد وكانت بطاقات الحفل جميعها sold out ولم يبق كرسياً واحداً شاغراً رغم كل الاوضاع المذرية والسيئة في لبنان واقول في مسرح الكازينو وليس في مقهى او مطعم مع صحن الحمص و”الارجيلة” وبمشاركة نجمين آخرين وثلاث من الصف الاول .
النجومية يا سادة لا يصنعها متابعين وهميين في عالم افتراضي ، بل تصنعها شعبية على الارض حقيقية، جمهور يتهافت الى شراء الالبوم ويكسر الارقام القياسية ويشتري كل بطاقات الحفلات والمهرجانات وجمهور يؤمن الفوز لنجمه بكل الاستفتاءات بسبب الاقبال الجنوني على التصويت لنجومه المفضلين.
كدّسوا ملايينكم ، اشتروا المزيد، انفقوا اموالكم وادفعوها لتجار “الفانز” ولكن هذا احبائي لا ولن يصنع نجومية فابنوا قاعدة شعبية سليمة، ابنوها بمحبة كبيرة وعاملوا معجبيكم باحترام كبير وشاركوهم افكاركم الصادقة بعيداً عن الخبث والتمثيل وزيف المشاعر، لا تهمكم الكمية بل استبسلوا من اجل النوعية هؤلاء هم الذين لا يتخلون عنكم لو تخلت عنكم الدنيا وهؤلاء لا ينقصون حين يطرأ اي عطل تقني في مراكز بيع المعجبين .