رأي خاص-الممثلة ورد الخال تزن بقلبها وعقلها بلاداً من النساء
ورد الخال شخصية فريدة وانسانية حقيقية واثبتت انها رقم صعب في الدراما اللبنانية والعربية. وقبل ان نتحدث عن ورد الفنانة لا بدّ من ان نتوقف عند هذه الشخصية الفذّة الواثقة من نفسها المفعمة صدقاً وشفافية والتي تقول كلمتها بدون “لفّ او دوران” وبدون روتوش . من لم يعرف وجهها الحقيقي بعيداً عن عدسات الكاميرات ووراء الشاشة الفضية، تعرّف عليه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” وتعلّق به واصبح مهووساً بمتابعتها . فورد الخال ابنة العائلة الفنية العريقة عرّت شخصيتها من كل اشكال الزيف والتجميل وخرجت الى جمهورها تغرّد له ما يشتهي ان يقرأه وما لم يعتد ان يسمعه من سواها، من اولئك الذين يلبسون الاقنعة خوفاً من ان تظهر قباحة شخصيتهم الى الجمهور وهم يجهلون ان الجمهور”شاطر” بات يميّز بين الاصلي والتقليد وبين الحقيقي والمزيف وبين الصادق والمنافق.
لن نتحدث كثيراً اليوم عن ورد الممثلة فأعمالها تتحدث عنها وهي ان سألت الناس في الشارع ان يسمّوا لك اسماء نجمات الدراما غابت عن اذهانهم اسماء كثيرة ولكن عالأكيد لن ينسوا ورد الخال التي سطّرت مسيرة مهنية نظيفة لا شائبة فيها ولا غبار عليها حيث اصبحت هي من الثوابت في عالم الدراما اللبنانية ، نادرة بالشكل والتمثيل وبالادوار التي تختارها وحطّ رحالها مؤخراً في الكوميديا التي تليق بها كثيراً وتميزت بخفة الظل التي تتمتع بها وبردات الفعل الطبيعية والمهضومة التي هي جزء من شخصيتها الحقيقية.
اما ورد الخال الانسانة فهي مبدعة الى حدّ بعيد، تراقبها على حسابها الخاص على تويتر فتكتشف امرأة بمئة رجل، واثقة من نفسها، واضحة، جريئة، حقيقية ومباشرة، تتقن فن الكلام وببلاغة كبيرة تعبّر بسلاسة عن مكنونات فكرها وقلبها وروحها ، تواجه ولا تخاف تقول كلمتها وتمشي لأنها لا تقول الا الحقّ الذي في كثير من المرّات يكون مكلفاً وتدفع ثمنه غالياً ولكن هل تعتقدها تأبه؟ فإبنة يوسف الخال ومهى بيرقدار تدرك جيداً ان الكلمة في معظم الاحيان تكون اشدّ وطأة وتأثيراً وايلاماً وامتاعاً من الفعل العشوائي والعنيف فتوجه الصفعات الى الحاقدين بعبارات تنجح دائماً في ايصال رسائلها وتعنّف المغرضين بسطور لا تتعدى ال 140 حرفاً وهي كفيلة بتدميرهم والقضاء عليهم.
اما المشاعر ، فلها المساحة الاكبر في تغريدات ورد وهي تتضمن دائماً كل عطور ورود العالم ، بشغف تتحدث، برومنسية تعبّر وبوفاء لكل هذه المشاعر تتفاعل مع كلماتها ، فتعبر بك من عالم افتراضي الى عالم خيالي وتقلب جفاف مواقع التواصل الى ندى الورود الجورية فتغيّر بميزاجيتها مزاج الاف متابعيها وتقلب حزنهم فرحاً وقلقهم مرحاً .
هذه هي باختصار جميلة الدراما اللبنانية التي تزن بعقلها وقلبها بلاداً من النساء والتي كنا نتمنى ان نتعرف عليها بالعمق منذ زمن طويل فقد فوتنا علينا للأسف سنين من المتعة برفقة انسانة نادرة واستثنائية جداً …