رأي خاص- هل نجح الاعلامي فيني رومي في برنامجه الصباحي صحّ النوم؟
البرامج الصباحيّة في لبنان كثيرة ، بعضها مثير وقيّم وبعضها الاخر سخيف وسطحي والمستمتع هو الحكم الاول والاساسي في تصنيفها .
لا يخفى على احد ان معظم الاذاعات تضع “ثقلها” في هذه البرامج كونها تستقطب اوسع شريحة من المستمعين اثناء توجههم الى عملهم او الى جامعاتهم وربما هي الفترة الاغلى ثمناً بالنسبة لشركات الاعلانات وهي تتوجه بالعادة الى الشباب والراشدين من خلال انتقاء المواضيع التي تهمهم وتجذبهم.
معظم اصحاب هذه البرامج يستعينون بفريق عمل من اجل انجاز الحلقة التي تمتد ما بين ساعة او ساعتين وذلك من أجل جمع المعلومات ومتابعة الاحداث ورصد بعض التغريدات كون مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت بحدّ ذاتها اليوم وكالة الكترونية للانباء فتكون الفترة الصباحية شاملة تغطّي أهم الاحداث المحلية ،العربية والعالمية وهذا يتطلب مجهوداً كبيراً وحكمة في اختيار المواضيع الجاذبة والا يضطر المستمع الى تغيير “الموجة” فيركب موجة اخرى .
ننوّه اليوم ببرامجنا الصباحية فمعظمها من تقديم خيرة اعلاميينا ممن يتكبدون عناء الاستفاقة باكراً والتوجه الى مركز عملهم احياناً قبل شروق الشمس من أجل لقاء مستمعيهم الاوفياء احياناً واحياناً اخرى العشوائيين.
برنامج صباحي جديد أبصر النور منذ اشهر قليلةً عبر اذاعة صوت الغدّ اللبنانية هو”صحّ النوم” من تقديم الاعلامي فيني رومي الذي يقدّم برنامجين على هواء الاذاعة نفسها ولعّله فتح الطريق امام باقي الاعلاميين الرجال ليخترقوا صباحاتنا التي كانت حكراً على النساء بحجّة ان الصوت النسائي أجمل في الصباح وهو مثير اكثر وجاذب للمستمع الا ان “صباحات” فيني رومي “غير” وهي غريبة وعجيبة تشبه رؤيته الاعلامية الى حدّ كبير ليكاد ان يكون البرنامج الصباحي نسخة طبق الاصل عن اهوائه وافكاره ومزاجه وذوقه الفني والاعلامي، برنامج لا يمكن تصنيفه او تعداد فقراته فهو طيّع لا يلتزم قواعداً او أصول، ولعّله مصنّف ضمن خانة “مزاج إعلامي” حيث يحملك فيني في كل صباح الى أمكنته الخاصة والى حيث يشاء ، يجلس بهدوء وراء ال mixer –كونه مخرج فقرته الصباحية- ويبدأ في تعديل مزاجات المستمعين على مزاجه ويشاركهم اهواءه وأفكاره وهواجسه والاهم انه يستمع اليهم حتى تكاد تعتقد ان برنامجه الشهير “سيال” انتقل الى الفترة الصباحية مع تعديل بالمضمون وليس بالشكل ، فأسلوبه بالاستماع لا يزال الاكثر احترافاً واسلوبه في قراءة ما بين السطور نادر واسلوبه في مناقشة المواضيع -مهمّة كانت او سطحية- فريد وطبيعي جداً وهو كالمغنطيس يعرف كيف يجيرها جميعها لمصلحة برنامجه حتى كاد البعض ان يتحولوا الى مدمني “صح النوم” لا يفوّتون حلقة ولا اغنية ولا تعليق .
انما ما لفتنا في الاسابيع الماضية ان هذا البرنامج الصباحي أصبح يجذب الصغار ايضاً وبشكل لافت جداً فمعظم الاتصالات ترد من أطفال لم يتجاوزوا العشرة أعوام اما اثناء توجههم الى المدرسة اما قبيل دخولهم الى صفوفهم حتى ان بعض الاهالي اتصلوا يشكون لفيني عزوف اولادهم عن الدخول الى المدرسة ان لم يتصلوا به اولاً وطلب اغنياتهم المفضلة . اما الحديث الذي يدور بين مقدّم برنامج “صحّ النوم” والاطفال فشيّق وممتع جداً وهم يعبّرون له ببراءة عن محبتهم الكبيرة وتعلقهم ببرامجه. وبذلك يكون البرنامج قد اصبح لكل الفئات العمرية ، لمن يبحثون عن مضمون جديد بعيد عن “الكليشيه” الاعلامي وعن التكلف والتكرار والملل والتقليدي ، فعرف فيني رومي الذي يتحلى بخبرة كبيرة ومهنية استثنائية واخلاق رائعة كيف يستدرجهم الى عالمه الخاص فوجدوا فيه ما يفتقدوه على هواء الاذاعات الاخرى.
ونحن نتوجه الى الاعلامي فيني رومي لنقول له “صحّ النوم” لأنه تأخر في تقديم برنامجه الصباحي الذي كان يجب ان يبصر النور منذ زمن طويل