خاص- الغاء تحرك تضامني مع رولا يعقوب ومنال عاصي بسبب الاوضاع الامنية… فكيف تدافع نساء خائفات عن نساء معنفات؟
احتلت قضية “العنف ضد المرأة”حيّزا واسعاً من اهتمام المجتمعات العربية في غضون الأعوام الأخيرة، الا ان ذلك لا يخفي ان مجتمعاتنا لا تزال ذكورية بامتياز،المرأة فيه تُستغل وتُعنَّف في شتى الطرق، فرغم تعامل الحقل الإعلامي العربي مع هذه القضية للتوعية حيالها الاّ أنّ فعاليتها في الحدّ من العنف ضد النساء محدودة، فـ”منال عاصي” و”رولا يعقوب” حالتان من بين المئات لا بل الآلاف من النساء اللواتي يفضلن الصمت على الكلام فتنتهي بهن الحكاية بالموت على ايدي ازواجهن. من هنا جاءت فكرة الاعلامية “رلى فريد الحلو”بتنظيم تحرك يضم اعلاميين وفنانين وكافة فعاليات المجتمع المدني والشباب الى وقفة تضامنية صامتة من امام وزارة الاعلام في الحمرا اليوم الاحد الى جانب الرجال في المجتمع المدني والزملاء الاعلاميين، كصرخة صمت قد توصل الصوت من جهة وممارسة دور الاعلام الاساسي اي الاعلام الهادف من جهة اخرى
الا انه وبعد اتصال موقع “بصراحة” بها كمسؤولة التنظيم عن التحرك علمنا انه قد تم الغاء التحرك والاسباب تتعلق بعدم استجابة العديد من الزملاء والفنانين للتحرّك تخوّفاً من الاوضاع الامنية.
ولكننا نعتبر العذر “اقبح من ذنب” فكان على الاعلاميين عدم الرضوخ للاوضاع الامنية الصعبة ولا التهاون في هذه القضية، فكيف ستسمع الاصوات المنادية والشاجبة والمطالبة وتصل اذا تم الغاء التحرك؟؟ الا يعي هؤلاء انه يجب التضحية بالكثير من الامور حتى على حساب “المصلحة الشخصية” من اجل الضغط على مسؤولي هذا البلد ومشرّعيه بهدف وضع قانون فعلي يحد من تفشي هذه الظاهرة او أقّله الضغط من اجل تطبيق القوانين الصادرة سابقاً؟
وفي اتصال خاص لموقع “بصراحة” مع مسؤولة التنظيم الاعلامية رولى فريد الحلو حول هذا الحراك صرّحت لنا:”كإعلامية في هذا المجال لاكثر من 15 سنة وبعد تجربة طويلة ارى ان الوقت قد حان لاطلاق صرخة من باب دور الاعلام الهادف الى التوعية للحدّ من تفشّي هذه القضية الا وهي قضية “العنف ضد المرأة” طبعاً بمؤازرة الجمعيات والمؤسسات المعنية بشؤون حماية المرأة”. وتابعت حديثها قائلة:”يهمني ان اعمل بموضوع المجتمع المدني كإمرأة اولا وبتشجيع زميل المهنة الرجل كمناضل ثانيا، فالهدف من التحرّك تجميع اكبر عدد من الرجال الاعلاميين والفنانين والشباب للمشاركة تحفيزاً لبعضنا البعض ولنوصل الصوت ونكسر هذا الصمت بوقفة تضامنية ضد القاتل اياً كان لتوعية ضميره.واضافت قائلة:”رسالتنا تحمل المسؤولية إعلام خاصة الاعلام المرئي في التوعية المباشرة اذ لا يجب الاستهانة بدور المرأة فهي شريكة المنزل والعمل وتُعدّ اليوم نصف المجتمع وليست بكائن من كوكب آخر وغير مسموح تعنيفها وانكار وجودها،لكن للاسف تم الغاء التحرك اليوم رغم تجاوب البعض الى ان الاكثرية لم تستجب تخوفاً من الاوضاع الامنية، فبدل ان يقفوا وقفة “رجال” فضلوا الابتعاد عن هذا الامر، لكنني اؤمن بان الحراك سيوصلنا الى حلول وقرارات تحد من هذه الاساليب البشعة التي تستخدم بحق المرأة على امل ان يتم وينفذ في وقت لاحق”.
“ايد لوحدا ما بتزقف” من هنا فلنتضامن معاً لنوصل اصواتنا للمعنيين في هذا البلد ونحرك ضمير القاتل والأهم ان نأتي بحلّ نهائي من خلال سنّ قوانين فعالة نضمن تطبيقها كي تحمي المرأة في وطن ماتت فيه ضمائر مسؤوليه وتفشت فيه ايادي القتل والاجرام قبل ان نخسر مزيداً من نسائنا نتيجة تعنيفهن وضربهن حتى الموت.