رأي خاص- الى الاعلامية ريما نجيم: من تراه يأبه لكتاب غينيس الذي تصرّين على دخوله؟
تغيب وتعود وتغيب من جديد وتعود من جديد وكأنها لم تغب يوماً ولم تغب ابداً. فهي حاضرة بصوتها في ذاكرة كل من عشق حضورها على الهواء وهي تسكن فكر كل من شَقَت وثابرت لكي تزرع فيهم أفكارها ، فكان لها جيش من “النجيميين” الذين بقيوا أوفياء لمسيرة اعلامية شرّفت الاعلام اللبناني والعربي والاذاعة التي ارتبطت بها لأكثر من خمسة عشر عاماً، الا ان الطلاق كان ابغض الحلول لخلافات وقضايا متراكمة أزاحتها ريما عن كاهلها وبحثت عن هواء جديد وعشق جديد وارتباط جديد فكان لها ما أرادت.علاقة جديدة عوّضتها عن خسارتها لحبها القديم فخلطت الذكريات وبعثرتها وكونّت ذاكرة اعلامية جديدة تسجّل على صفحاتها البيضاء الاولى مسيرة وتاريخاً جديدين في السادس من كانون الاول الجاري .
يا ريما “راجع يكسّر الارقام القياسية”، لم يكن شعار اعلان عودة برنامج “يا ريما” للاعلامية ريما نجيم الى الهواء مباشرة مجرد شعار لأننا لم نعتد على ريما نجيم ان تتحدى زملائها في شعار قد يبدو بالشكل مستفزاً، ولم نعهدها تقبل مقارنتها بأحد، أي كان هذا “الأحد” فكيف تقبل ان تعود الى الهواء بعد غيبة عشرة أشهر لتنحدر الى مستوى تحدٍّ مراهق هي التي ارتقت الى آفاق الكبار وحلّقت في سماوات الابداع، ليتبيّن لنا ان الاعلامية الذكية اختارت الشعار بعناية ودقة لكي يتناسب مع مضمون ما ستفعله في الايام القادمة.
وبعد غياب عشرة اشهر عن الهواء تعود “نجيم” الى معجبيها عبر اثير اذاعة “اغاني اغاني” التي عُينت لادارتها اعتباراً من 6 كانون الاول/ديسمبر الجاري، وقد كشفت “نجيم” لصحيفة “لوريان لوجور” بانها اختارت ان تتحدى وتكسر رقم كتاب غينيس العالمي للارقام القياسية ببث 60 ساعة متواصلة على الهواء.واضافت “ريما” بأنها طيلة تقديمها برنامجها في الفترة الصباحية ارادت ان تختبر تقديم برنامجها لفترة ما بعد الظهر ومن هنا جاءت الفكرة التي كان قد نفذها في السابق اللبناني بول صفير الذي استمر لأكثر من 40 ساعة و 7 دقائق على الهواء.
ولكن فات ريما نجيم ان ستين ساعة على الهواء لن تكفي معجبيها ولا محبيها ولا اصدقائها ولا زملائها لكي تسدّ فراغ هواء فرغ من نكهتها الخاصة وروحها الاستثنائية ، هواء يشهد انه افتقدها رغم انه كان يتلهى طوال الفترة السابقة بكلام خبأته هي في طياته وثناياه ، وهو يحتاج اليوم أكثر من اي وقت مضى الى جرعة جديدة من كلامها ليستعيد وهجه وتألقه ومن سواها يتقن فنّ الكلام ليعود للهواء معنى؟
اذا قد تدوّن الاعلامية ريما نجيم اسمها في كتاب غينيس للارقام القياسية ولكنه فاتها ايضاً انه سبق لها ودوّنت اسمها في كتاب أرقى وأكثر مصداقية هو كتاب الاجيال التي علّمت فيها ريما وها هي تكتب في السادس من كانون الاول فصلاً جديداً عنوانه العريض “عندما يُجيّر الاعلام لخدمة الانسان”