غسّان صليبا: نعم أنا سرقت، ولملحم بركات اقول ما تنزل لمستوى القيل والقال
وطنه لبنان يعرفه وهو يعرف كيف يرفعُ اسمَ وطنه من خلال كلِّ عملٍ يقوم به. من ستوديو الفنّ انطلقَ ومن مسرحيّة “بترا” أثبتَ نفسه بطلاً من أبطال المسرح اللبنانيّ. هو أكثر من وقفَ على خشبة المسرح وليس أيّ مسرح: مسرح الرّحابنة. لجمال صوته لقّبَ بـ “خوليو العرب” ومن سنة 1988 اصبحَ “سيف البحر” بعد أن أعلن الثّورة في “صيف 840”.
اليوم نراه في أوّل أدواره الدراميّة إذ يجسّد شخصيّة “الشّيخ خليل” في مسلسل “واشرقت الشّمس” وأثبت مرّةً جديدة أنّه رقمٌ صعبٌ في ساحة الفنّ…
“هنيبعل”، “سيف البحر”، “خوليو العرب”، “ابو طيّب المتنبّي”، “الشّيخ خليل”… حلّوا ضيوف “العمر مشوار” هذا الأسبوع على إذاعة لبنان الثقافة إذ استقبل الدكتور عماد عبيد في برنامجه الأسبوعيّ الفنّان غسّان صليبا.
في بداية الحديث عنون غسّان مشوار عمره بـ “الحلو” وعندما عاد به د. عماد إلى مجدل العاقورة عبّر غسّان عن حبّه وتعلّقه بالأرض وزيارته الدّائمة لمسقط رأسه تمنحه الثبات والرّاحة. وتكلّم على طفولته وكيف كان والده يضرب أخواته وإخوته وهو يهرب وتفاجأ بالقصّة التي ذكّره بها د. عماد عندما كان صغيرًا وسرق مالاً من والده وقصد ابن جيرانه واشترى منه درّاجته وعندما علم والده ضربه ضربًا مبرحًا وأجبره على إعادة الدّراجة والمال. فضحك غسّان وقال: “من وين نبشتلّي هالخبريّة؟!” ولمزيد من أخبار الطّفولة كانت مداخلة من شقيقته ليلى التي أخبرتنا تفاصيل عن غسّان وكيف كان يغنّي أينما كان وعبّرت كم هو حنون على أفراد عائلته وأنّ العائلة تجتمع لمشاهدته اليوم بدوره الجديد وتشجّعه دومًا. ثمّ أخبر غسّان كيف شارك في “ستوديو الفنّ” ووالداه لم يمنعاه من الفنّ. كما أخبر كيف وصل إلى “الرحابنة” ودخل مكتب الأخوين وغنّى وأثنى عليه الكبير منصور ونادى سعيد عقل ليسمع صوته وكان التعاون الأوّل في مسرحيّة “بترا” سنة 1977 ثمّ عمل مع روميو لحّود في “حكاية أمل” و”سولد” مع مروان نجّار، وطلال حيدر وسعيد عقل في “إمارة من هالزمان” وعام 1988 كان عمل “صيف 840” وهنا سأل د. عماد إن كان هذا العمل سبب الخلاف مع الموسيقار ملحم بركات لأنّ دور سيف البحر كان له ردّ غسّان إنّه عرف أنّ الدور كان لملحم بعد سنوات كثيرة والعلاقة أبدًا لا تُحدّد بدور أو عمل وأضاف أنا لا مشكلة شخصيّة لديّ مع الموسيقار ولكن المشكلة فيه هو. وعن قول الموسيقار إنّه يتابع مسلسل “وأشرقت الشّمس” ولكن عندما يرى الشّيخ خليل يغيّر المحطّة ضحك غسّان طويلاً وقال:” بدّي قول لملحم خلّينا نشتغل فنّ وننقل صورة حلوة عن الفنّ اللبناني بلا ما تنزل لمستوى القيل والقال. كنت بنطر تلفون من الموسيقار يهنيني ع هالدّور ومش نقوّص على بعض…” وأضاف:”عَ فكرة أنا وفيّ كتير للرحابنة والشّباب بيعرفوا هالشي. وأوّل شخص دقّ وقلّي برافو عن دوري بالمسلسل هوّي اسامة الرحباني… فخلّي المغرضين يخيطوا بغير مسلّة”.
ثمّ تطرّق د. عماد إلى الحديث عن المسلسل ولِمَ انتظر 36 عامًا كي يعمل ضمن عملٍ تلفزيونيّ ولماذا قبل بشخصيّة الشيخ خليل ورفض كلّ الأعمال السّابقة. أجاب غسّان أنّ النصّ جذبه والعمل ككلّ مدروسٌ من جميع النّواحي: الانتاجيّة والاخراجيّة واختبار الممثّلين… وعندما سأله د. عماد إن كان على علم أنّ هذا الدور كان لرفيق علي أحمد قال إنّه عرف مؤخّرًا وغمز:” أكيد رفيق ما رح يزعل!” وأضاف كلّ الأدوار كانت لأشخاص آخرين لأنّ العمل كُتبَ من خمس سنوات. وعندما قال د. عماد:”يا ريت المسؤولين بيعرفوا الإقطاع لوين بوصّل” ضحك غسّان وكانت هنا مداخلة للمسؤول الإعلامي عن العمل روبير فرنجيّة الذي أثنى على دور غسّان والتقنيّة التي يعمل فيها وأنّ الأصداء كلّها تشجّع وتعد أنّ المسلسل سيحصد أكثر من جائزة وختم قائلاً: “الحلقة الواحدة اشترتها الـ LBC ب 30 ألف دولار وهذا أكبر مبلغ يُدفع فيما كانت أغلى حلقة في المسلسلات السابقة لا تتعدّى الـ 18 ألفاً…”
غسّان أبدى رضاه عن هذا العمل وأنّ المقرّبين منه وزملاء له هنّأوه وقال إنّ الحكم الأخير هو للمشاهدين ولمعرفة رأي النّاس سمعنا مجموعة من المشاهدين يعطون رأيهم بتمثيل غسّان وكان هناك إجماعًا من معظم الذين قاموا بمداخلاتٍ أنّ غسّان عرف أين يضع نفسه ويقدّم نفسه بأبهى حلّة وأعرب غسّان أنّه يشعر الآن أنّه يدخل إلى كلّ بيتٍ وهو قريب أكثر من النّاس.
بعد سماع أغنية “على قدر أهل العزم” من مسرحيّة “المتنبّي” دخلنا بفقرة “بصراحة” وغسّان بصراحته المعهودة عبّر أنّ الجوّ الفنّي في لبنان على حاله ولا توجد أعمال ملفتة والوضع السّياسيّ لا يشجّع ولن يصبح نائبًا لأنّه وهو فنّان يخدم وطنه أكثر من كلّ السياسيّين وعن المدخول الماديّ قال غسّان إنّ الفنّان يمكن أن يؤمّن حياته من عمله، ثمّ تحدّث عن النقابة ودورها. ثمّ سأله د. عماد إن قصّرت الدولة مع وفاة الكبير وديع الصّافي إذ لم تعلن الحداد فأجاب غسّان أنّ الرّاحل أكبر من يومٍ واحدٍ وهو يتفهّم موقف الدّولة وأضاف إنّ أغاني وديع الصّافي يجب أن تعلّم في المدارس والجامعات والمعاهد وهكذا يكون تكريم الكبار…
ثمّ فتح د. عماد موضوع التكريم والجوائز وساله إن كان جاهزًا لاستلام جائزة الـ BIAF في 21 من هذا الشّهر! وكانت مداخلة من الدكتور فادي حلو الّذي عبّر عن احترامه لالتزام غسّان الفنّي الذي نال جائزتين من الـ MUREX D’OR، وشارك كعضو في لجنة التحكيم وعن مسلسل “وأشرقت الشّمس” أعرب د. حلو أنّه سيدخل وبقوّة ضمن حفلة 2013 لأنّ الصّدى الذي يلقاه إيجابيّ جدًّا ويتمنّى أن يحصدَ أكثر من جائزة وهنا نوّه الثلاثي: صليبا، عبيد وحلو عن دور الممثّلة ألسي فرنيني الجديد والملفت.
وفي ختام اللقاء أدخل د. عماد ضيفه إلى كرسيّ الإعتراف الذي قال لنفسه برافو لأنّه ما زال محافظًا على مبادئه وأخلاقه ولم ينزل إلى مستوى الأخبار السّخيفة… وقال يا عيب الشوم على قصّة السرقة التي قام بها وهو طفل. وعندما سأله د. عماد عن رأي والديه لو كانا على قيد الحياة ويشاهدونه بعمله الدرامي دمعت عينا غسّان وقال: “يا ريت كانوا هون لأن كل عمرن كانوا يحلموا يشوفوني ع التلفزيون ولكن أكيد ببركتن أنا عم بنجح…” وختم اعترافه بحديثه عن زوجته وولديه زياد ووسام اللذين سيجمعهم عملٌ مشتركٌ قريبًا إذ يحضّر غسّان لأغنية جديدة وسيخرجها له ابنه…
ساعة ونصف مرّت مع نجمٍ ملتزم ومحافظ على أخلاقه ومبادئه ونظافته بالفنّ. وأعرب غسّان عن فرحه في اللقاء الرّاقي الذي قام بجولةٍ عن مشوار عمره مثنيًا على ثقافة د. عماد الذي يعرفه من سنوات حيث تشاركا مسرح الرحابنة ضمن مسرحيّة “زنّوبيا” معربًا عن نظافة الفنّ التي تساهم في نشره إذاعة لبنان الثّقافة.