رأي خاص- حلقة (أغاني وذكريات) أنعشت الحنين الذي كاد ان يحتضر في عناية الفنّ المعاصر المركّزة
إستضافت الإعلامية ريما نجيم في الجزء الاول من الحلقات الخاصة بزمن الفنّ الجميل “أغاني و ذكريات” عبر شاشة الـ “أم تي في” والتي كرّمت عمالقة الفن الجميل وروّاد الفن اللبناني الأصيل الذي شهد على نجاحات وعزّ ومجد لبنان كل من النجوم عبدو ياغي وسمير يزبك وجورجيت صايغ ودورا بندلي وهيام يونس ومارون نمنم ومروان أدهم .
اعلان الحلقة جاء مستفزّاً جداً لذاكرة مثقلة بالحنين لهؤلاء ولشوق اقوى من أي فراق .وكان المهدِّىء لقلق الذاكرة حيال ما يُعرض عليها في السنوات الاخيرة، فتنفر منه، ترفضه ولا تتبناه خوفاً من ان تشوّه المادة الجديدة أروع ما اختزنته من ابداع وجمال.
وكانت الحلقة بالامس المفاجأة الكبيرة غير المتوقعة التي أنعشت الحنين الذي كاد ان يحتضر في عناية الفنّ المعاصر المركّزة. فنفض عنه غبار الزمن والايام وقام من تحت ردم الصفحات التي طوتها الغربة، فأعادت محطة (ام تي في) فتحها بعناية وسلاسة ورفق، فاستعانت باعلامية نجمة هي ريما نجيم كان حضورها بالامس الموسيقى التي رافقت الصور التي استرجعتها الذاكرة بحنين وشغف وغصّة من الماضي وكانت الدفء الذي حضن الماضي وعانق الحاضر وكانت الذكاء الذي نجح في خلق المقاربة بين الاجيال فتعرّف الجيل الجديد على عمالقته دون التسبّب في زجّ هؤلاء الكبار العائدين من الماضي في غربة جديدة واستعانت بكميل طانيوس مخرج اخترقت عينه ابتسامة الذكريات فالتقط لها أجمل محطاتها وروّضها واستدرجها الى أجمل اللقطات واستعانت أيضاً بإحترافيين في جمع الاثار الفنيّة فكان فريق اعداد البرنامج المؤلّف من ايلي أحوش وسمير يوسف وفراس حليمة والمنتج المنفذ لارا لحد أميناً على تاريخ لبنان الفنّي، نقله لنا بأمانة دون ان يشوّه ملامحه ودون ان يلوّن التفاصيل او ينقّحها، فقدّموا لنا أجمل التقارير المصوّرة التي هزّت كيان الذاكرة واستدرجت التنهيدة والحنين الى “آهٍ” و”آخٍ” من القلب الذي عصرته حلقة الامس وأعادت له الحياة .
وفي تصريح خاص لموقع “بصراحة” تقول ريما نجيم ان الفكرة كانت للاستاذ جهاد المر الذي شاء ان يكّرم عمالقة الفنّ الجميل في حلقات خاصة فاستمعا معاً الى اجمل درر هذا الزمن الجميل فعاشت ريما حالة استثنائية اعادت لها كل الذكريات وحرّكت فيها مشاعر مختلطة هزّت كيانها ، حملتها كل اغنية الى مكان جميل وخلقت لديها حالة خاصة فلم يكن من السهل ابداً ان تحاكي هذه الحلقات التكريمية جيلاً بكامله. وان التحضير لها كان صعباً وحلواً في آن، الاً ان الحماس كان الدافع الاكبر للذهاب بعيداً في كشف النقاب عن هذه الذاكرة الفنية الجماعية .
وعن مشاركة الجيل الجديد -الذي لم يعاصر هؤلاء الكبار- في الاعداد للحلقة، اعتبرت ريما ان اغاني العمالقة لم تمت وهم ربّما لم يعاصروهم الاّ انهم تعرفوا عليهم من خلال اغنياتهم التي انطبعت بالبال او سمعوها ربما من فنانين حاليين. لذا خلقت هذه الحالة لديهم تحدّياً كبيراً لكي يبحثوا في الماضي ويتعرفوا عليهم في العمق وفي الصميم وهم عملوا بشغف منذ اكثر من شهرين.
وأضافت ريما انهم بقدر ما احبوا هذه الحلقة والشعور الذي منحتهم اياه ، ولأنهم من خلال بحثهم الحثيث استذكروا اسماء كثيرة لم تكن واردة في هذه الحلقة ، فكّروا جدياً بتصوير حلقات إضافية.
وعن الفرق بين محاورة هؤلاء الكبار من الزمن الجميل في هذه الحلقات الخاصة وبين محاورة النجوم الحاليين في برنامجها “اوائل”، أجابت ريما بصراحتها المعهودة “ان الفرق يكمن في العجينة. فعجينة هؤلاء الكبار غير!” هذا الشيء له علاقة بالشقاء والتعب الذي تكبّدوه ليصلوا الى النجاح والذي يظهرعلى تعابير الوجه وفي تقدير الاشياء. الاشياء التي لا نحصل عليها بسهولة تروضّنا وتضاعف تواضعنا وتزيدنا طيبة “.
وعن عودتها الى الهواء وملاقاة جمهورها الذي ينتظرها بفارغ الصبر، وعدت ريما مستمعيها من خلال موقع “بصراحة” ان تطلّ عليهم في عيد الميلاد المقبل .