رأي خاص- ناجي الاسطا…بين الذكاء والادّعاء خيط رفيع
ليس النجم من يملك صوتاً جميلاً فحسب وليس من يملك الاطلالة الساحرة فقط وليس من يملك المال وليس من لديه أعظم شركة انتاج وليس من تخرّج من أهمّ برنامج للمواهب ، انما هو من يملك الذكاء الكافي ليختار أغنياته. فتاريخ الاغنية العربية أثبت ان الاغنية هي التي تصنع نجماً وليس العكس. وكل نجم مدّعٍ اعتبر ان اسمه كفيل بإنجاح أغنية فاشلة وقع في فخّ محاسبة الجمهور الذي لا يرحم ونال عقابه الذي قد يصل احياناً الى حدّ النفي او الانهاء…
موهبة شابة تسلّلت الى الساحة الفنية ، تسلّلت بذكاء وبهدوء ولكنها حين كشفت عن نفسها أحدثت ضجّة كبيرة …. ناجي الاسطا اسم لمع في السنوات الاخيرة ، واحتّل ذاكرة كل لبناني في وقت قياسي. فقد تسأل اي لبناني عن اسم فنان شاب جديد قد لا يتعرّف عليه الا انك لا تحتاج لتسأله عن ناجي الاسطا مرّتين لأن اسم هذا الفنان ارتبط بأغنيات ناجحة و”ضاربة” ، أغنيات صابت اللبناني بالصميم ان من حيث الكلمات او الالحان او الاعمال المصورة والاهم من حيث الصوت الذي يغازل المتعة فلا يمكنك الا ان تستمتع بصوت ناجي الاسطا الذي يبدع في اداء اجمل الاغنيات وأصعبها على الاطلاق .
بين “العبي غيرا” ، “فكّرتن خلصو”، “تعبوا أعصابي”، “كبرانة براسا” ، “كذّابة انتِ”، “مش طبيعي” ومنذ أيام “عطاكِ عمرو” صاب ناجي الاسطا “الوتر الحسّاس” لدى ذواقة الفنّ اللبناني والمستمع الباحث عن جديد، وهذا ما نجح ناجي في تقديمه، ان من حيث المواضيع المطروحة او الألحان او التوزيع وكانت كل أغنية “تحفة فنيّة ” بحدّ ذاتها وربما لم يخترع ناجي الاسطا البارود انما اغنياته كانت باروداً مشتعلاً ومتأججاً في كل مناسبة واحتفال وسهرة. وان كانت الشعبيّة هي معيار نجاح أي فنان فبذلك يكون ناجي الاسطا من أهمّ نجوم جيله .
وبالعودة الى “عطاكِ عمرو” فلا بدّ من التوّقف عند هذه الاغنية، ولا بدّ من الاشادة بكلمات الشاعر منير بو عساف، هذا المبدع من بلادي الذي شرّف الاغنية اللبنانية بحق وحين تقرأ اسم منير بو عساف على اي عمل، تجزم على الفور ان الاغنية ناجحة وستكون “هيت” الموسم، وما أجمل من ان يرتبط اسم شاعر بالابداع والتميز؟ واثبت بو عساف مرّة جديدة في اغنية “عطاكِ عمرو” انه متوّرط بالاحساس، فكلماته “احساس عالحلّ” وهذا ليس جديداً عليه ابداً.
اما ملحّن الاغنية هشام بولس فهو الآخر “ولّادة” نجاحات لا يتعب من البحث عن كل جديد واستثنائي ولا يمّل من تحدّي نفسه علّه يستفزّها على الابتكار وهذا ما نجح حتى اليوم بالقيام به ، وغريب امر هشام بولس لأنه لا يقبل بأنصاف النجاحات، فإما نجاحات مدوّية او لا انجازات !
ولا شك في ان الجندي المجهول هنا هو الموزّع داني حلو الذي يضع دائماً على الاغنيات لمسته السحريّة النهائية وهو ينجح دائماً في وضعها بسلاسة وتميّز .
اما هو فغنّاها… حملها الى آخر الدنيا بصوته، حملها بأمانة وصدق ومشاعر تفيض عنه ومنه وتروي ظمأ المستمع الباحث عن اغنية تدغدغ قلبه ، ونجح ناجي الاسطا في أغنية “عطاكِ عمرو” مرّة جديدة في ملامسة معاناة كل عاشق مكسور ومتألّم وترجم وجع العشاّق وخيبة املهم بصدق، لذا وصلت الاغنية الى الجمهور “كالصاروخ” ولم تحتاج الى اكثر من 24 ساعة لتكون حديث البلد وكل الوطن العربي…
مبروك ناجي الاسطا مولودك الفنّي الجديد، على امل ان تحافظ على هذا المستوى الذي عوّدتنا عليه وان تستمر في البحث عن دُرر فنية جديدة وانا لا اخشى عليك من اي شيء لأنك فنان ذكي والذكاء في الفنّ… نعمة كبيرة.