رأي خاص – ديانا حداد خرقت الرتابة في كليب “يا بشر” وقدمت رسالة إجتماعية وإنسانية
رأي خاص – بصراحة: تحتاج الساحة العربية لأعمال فنية مصورة ذات مغزى ورسالة إجتماعية وإنسانية في ظل التدهور الإجتماعي في بعض المجتمعات خاصة فيما يتعلق بالتربية وبناء جيل شاب لا يتأثر بالعادات السيئة التي قد تدمر الشباب وتؤثر سلباً على حياتهم ونهضتهم. فقد سئم المتلقي العربي من مشاهد العُري في الكليبات العربية ومن مشاهد الإبتزال وإنعدام المضمون والهدف من الأعمال الفنية المصورة حيث باتت الأفكار مستهكلة وتقليدية وروتينية، بعيداً عن ايصال رسائل ذات معنى من الكليبات.
في خرق مميز للرتابة السائدة أطلقت النجمة اللبنانية ديانا حداد وشركة روتانا فيديو كليب أغنية “يا بشر” من كلمات وألحان سليم عساف وتوزيع عمر صباغ، وتعاونت “حداد” مع المخرج اللبناني فادي حداد الذي جددت ثقتها به بعد نجاحاتهما السابقة، وحمل الكليب في مضمونه رسالة إجتماعية وإنسانية وأسرية، وهذا ما يحتاج له المشاهد العربي من أجل التوعية.
فكرة جديدة قدمها فادي عن التعاطي بين الأم والإبن، حيث ظهرت ديانا والدة مسؤولة عن نجلها الوحيد في ظل وفاة الوالد، ما زاد المسؤولية على عاتق السيدة التي تحملت وصبرت من أجل تربية نجلها، ولكنها إنصدمت في أنه شاب يعيش مراهقته كما يحلو له دون الإلتزام بتعاليم الوالدة، وهنا إشكالية مميزة طرحها المخرج تتعلق بغياب الأب الذي له الدور الاهم في فرض السيطرة على الأبناء لأن الرجل يستطيع أن يتعامل مع ابنائه بطريقة مختلفة، وبما أن ديانا سيدة أرملة في الكليب فإن المسؤولية التي تحملتها أكبر من قدرتها حيث عملت وأسست وأنشأت إبنها وتحملت مسؤولية تربيته كل “شبر بندر”.
من النقاط المهمة التي طُرحت في العمل المصور أصدقاء السوء الذين كان لهم دور في افساد الإبن الذي يُدخن السيجارة ولا يهتم لنصائح أمه بل يتصرف وكأنه مسؤول عن نفسه، وطرح “حداد” مشكلة السرعة وقيادة الدراجات النارية التي تشكل خطرا على صحة الإنسان وسلامته، ومن المشاهد الذي يستحق الوقوف عنده إحساس الأم عندما تشعر بأن إبنها قد يتعرض لخطر حيث ركز فادي على هذه النقطة وأجادت ديانا تمثيلها بإتقان، إضافة إلى ردة فعلها عندما تلقت إتصالا مفاده أن نجلها تعرض لحادث وكيف هرعت إلى المستشفى لأن قلب الأم ومشاعرها لا يمكن إلا إحترامها، ومن المشاهد المؤثرة في نهاية الكليب كيف مشهد الشاب مقعد على الكرسي المتحرك وتعتني به والدته وتتنقل به.
قدم فادي البرنسيسة بقالب جديد ومختلف ومغاير عن جميع اعمالها المصورة سابقاً، حيث ظهرت ديانا الممثلة التي تتقن دورها وكأنها صاحبة باع طويل في مجال التمثيل، وظهرت ديانا على طبيعتها وعفويتها حتى ان المكياج لم يكن مبالغا به وفي بعض المشاهد إستغنت عن المكياج خدمة لدورها، ومعروف ان ديانا صاحبة بشرة نقية وصافية.
مرة جديدة يثبت فادي حداد أنه صاحب أفكار جديدة وأنه يترجم الكلام وينقله إلى صور ومشاهد مميزة تخدم الأغنية بشكل عام، وأثبتت ديانا أنها على حق عندما جددت التعاون مع فادي، وما يحسب لهما أن الكليب حمل رسالة إجتماعية وإنسانية في مجتمعات عربية تحتاج إلى هذه النوعية من الأعمال الفنية المصورة الهادفة لأن الفن في النهاية رسالة سامية.
بقلم: موسى عبدالله