خاص – بعيدها الثمانين… فيروز وطني
خاص – بصراحة: قالوا عنها الكثير حتى تاهت مصطلحات اللغة العربية ولم يعد بالإمكان صياغة تعابير وأفكار جديدة تصف عظمتها، أو بالأحرى قد لا يجد الكاتب أي كلام يليق بها لأنها قيثارة السماء وعصفورة الشرق وشجرة الأرز والنغم الحالم وصوت الحب وجارة القمر وشاعرة الصوت وسفيرة الأحلام.
ماذا عسى الكاتب أن يكتب أمام هذه الألقاب التي لا تنصفها، بل يبقى إسمها “فيروز” خير الأسماء وفخامة الإسم يكفي.
في عيدها الثمانين الذي يصادف اليوم في الواحد والعشرين من شهر تشرين الثاني، لن نكتب عن صوت فيروز لأنها الصوت الملائكي وصوت لبنان وصوت الأوطان، والصوت الذي لا يشيخ ولا يموت.
لن نكتب عن تاريخها الفني لأنها إمبراطورة الأغنية العربية وأسطورة العرب.
لن نكتب عن تواضعها وأخلاقها لأنها أميرة التواضع.
في عيدها الثمانين سوف نخبر فيروز ماذا فعلوا في وطنها لبنان وماذا فعلوا في أوطانها العربية؟ خافت السيدة فيروز على وطنها لبنان في كافة المراحل التي مر بها بلد الأرز الذي أحبت ترابه من شماله إلى جنوبه دون أن تميز بين طائفة أو مذهب لأنها تعتبر لبنان أيقونة المحبة والسلام، لم تضع الحواجز بينها وبين وطنها ولم تتخل عنه في الحروب والأزمات، بل كانت مرابطة في أرض الوطن تغني له “كيف ما كنت بحبك بجنونك بحبك، واذا نحنا اتفرقنا بيجمعنا حب”، اما عربياً لم تفرق بين الأوطان لأن الوطن العربي وطنها وحملت قضاياه في صوتها الساحر وغنت القدس والشام والدول العربية لأنها مواطنة عربية.
عذراً يا سيدتي، في العام 2015 ان مدينة الشرائع بيروت مجلس نوابها مقفل أمام إنتخاب رئيس للجمهورية وأمام تشريع وسن القوانين، هل تعلمين أن مدينة الشرائع لم تعد قادرة على تحمل النفايات في شوارعها بفضل طمع السياسيين وتقاعسهم عن حل المشاكل وتأمين أبسط حقوق المواطنين؟ هل تعلمين أن قانون الغاب يسود مدينة الشرائع؟ هل تعلمين أن “مينا الحبايب” تحول إلى مكب للنفايات؟ هل تعلمين أن الطائفية والمذهبية تنهش الجسد اللبناني وأن لبنان بات جثة هامدة لا تقوى على النهوض وانه اصبح في الهاوية؟
في العام 2015 يضرب الإرهاب لبنان والدول العربية، القتل والدمار في سوريا واليمن والعراق وليبيا، وفلسطين التي تعشقين لم تعد ضمن أولويات العرب بل أصبحت قضية منسية.
عذراً فيروز إن لبنان الجميل لم يبق منه سوى أنتِ، لم يبقى لنا سوى أن نحتسي القهوة صباحاً على أنغام صوتكِ الذي يمنحنا ألامل لأن صوتك هو الأمل، أجل أنتِ الأمل الذي لن نفقده طالما أن صباحنا لا يطيب إلا على سماع صوتِك الملائكي.
كل عام وأنتِ أملنا والوطن الذي نحيا به.
بقلم: موسى عبدالله