رأي: هل النجمة اليسّا موافقة على اعتبارها مدرسة أم مؤسسة فنّية من قبل معجبيها؟


نعاني في عالمنا العربي من آفة لن نتمكّن من الشفاء منها في القريب العاجل كما يبدو…وأستغرب دائما لم في بلاد العمّ سام كما في كل بلاد الغرب، يقوم “الفانز” أو عاشقو ومعجبو أي نجم عالميّ بانتقاده والاهمّ محاسبته عندما يخطئ او يتراجع او يتصرّف تصرّفا خاطئا لا يليق بالدعم والتشجيع الذي يلقاه منهم، فما يكون منه الا الخروج والاعتذار او حتى محاولة اصلاح ما ارتكبه حتى يتمكّن من ارضائهم واسترجاع دعمهم…

أما عندنا، في عالمنا العربيّ…فحدّث ولا حرج!! يقوم الفانز بتأليه الفنّان فهو بالنسبة لهم لا يخطئ ولايخفق ولا يتراجع ولايسقط… فيمارس عليهم ما يريد ، وليتلاشى في عمله…”معليه مسامحينو”…فهو القدوة التي يقتدى بها…والأيقونة التي لا تمسّ !

المهم، أثناء تصفّحي لموقع الفايسبوك، وجدت دعوة من قبل أحد الأصدقاء للانضمام لغروب جديد عنوانه:” المؤسسة الفنيّة اليسا وليس المطربة فقط!!”…فذهلت لما قرأت وأعدت القراءة مرّة أخرى لأتأكّد…ولكنّه لم يتغيّر أيّ شيء…نعم محبّو النجمة اللبنانيّة “اليسا” يعتبرونها مؤسسة ام مدرسة فنّية لا يهّم ، ولكن هل همّ حقاً مؤمنون ومقتنعون بذلك ؟؟!

فلنكن صريحين، ولنسلّم جدلاً ان اليسا نجمة جماهيريّة، والبوماتها تحتّل المراتب الاولى لبنانياً وعربياً وهي “مكسّرة الدني” والأكثر انتشارا، وهي الأذكى في اختيارها لأغانيها، والأكثر جمالا وأناقة وابهارا….ولكنّ هل يحّق لنا ان نعتبرها مؤسسة ام مدرسة فنّية ؟؟ هل فعلاً نعي ما نقول؟؟ أبهذه البساطة والسّرعة أصبحت “اليسا” مرجعا موسيقيّا وغنائيا وأصبحت أستاذة بل صرحاً تعليمياً فنّياً؟ هل اليسا تعلم بإنشاء هذه الصفحة لها والتي أسّست على أثر الخلاف بينها وبين الاعلامية رندا المرّ؟؟ هل هي موافقة على مضمونها ولو كانت موافقة على سبب تأسيسها؟؟؟

اعذروني أصدقائي محبّي النجمة اللبنانيّة اليسا، فاليسا فنانة نحترمها ونقدّر مسيرتها ونقدّر عصاميتها واقدامها ومثابرتها الا انها ليست مدرسة…!! هي فنانة فقط حتّى الآن ولو حصلت على كل تلك الجوائز العربية والعالمية ، تغني باحساس عال جدا فعلا، ولديها مقوّمات صوتيّة مقبولة ، الا أنّ كلّ المدارس الغنائية في عالمنا العربيّ تكاد تكون بعدد أصابع اليدين فقط، ففيروز مدرسة، صباح مدرسة، وديع الصافي مدرسة، الرحابنة مدرسة ،أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش مدارس وقد لا يكون حتى بعض هؤلاء العمالقة كذلك، ولكن لا اليسا ولا نانسي ولا تامر حسني ولا حتى الكبير محمد عبده ولا القيصر كاظم السّاهر ولا السوبرستار راغب علامة يشكلون مدارس فنيّة!!! بل هم نجوم ناجحون لديهم جماهيرهم العريضة نفخر بهم و بوجودهم وندعمهم ونشدّ على أيديهم وان استمروا بالعمل جاهداً على فنهم والحفاظ على هويتهم الفنية وان تمكّنوا أولاً من الحفاظ على جمهور عريض بعد سنوات طويلة من العطاء والتضحية ربما يتحوّلون يوماً ما الى مدرسة ولكن ليس هم من يقرّرون ولا جمهورهم بل النقاد والتاريخ الذي اما سيذكر فنّهم الراقي ويساهم في تقديمهم للأجيال المقبلة اما  يغفلهم وينساهم .

لا أودّ أن أفتح جبهة حرب مع أحد من خلال مقالتي هذه ولا أودّ أيضا أن أزعج أحدا ولكن أودّ تصويب الأمر واصلاح الخطأ الذي يتم تداوله مؤخرا ولا يجوز الاغفال عن صفحات كهذه ، فالنجم يكبر بجمهوره وما يقدّم وينجح معهم ولأجلهم الا انه لا يكبر حين يخيط معجبوه له لباساً أكبر من مقاسه الاصلي فيصبح “مبهبط” عليه وسبباً للسخرية والاستهزاء…
كلهم نجومنا ونحبّهم، ولكن المدارس هي للعمالقة فقط . وربما تصبح اليسا وسواها من خيرة فنانينا كذلك يوماً من الايام، اما اليوم فهذا لا يجوز ولعلّ النجمة اليسا توافقني الرأي ….فاسمحوا لي !

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com