رأي خاص- نصيحة الى القيّمين على جائزة “الموركس دور” قبل ان تغدو الصَدَفَة الذهبية نُحاسًا…

باتريسيا هاشم: بحضور نخبة من النجوم من لبنان والعالم العربي، أقيم مساء أمس حفل توزيع جوائز “الموريكس دور” لعام ٢٠٢٢ في بيروت وتحديدًا في كازينو لبنان وذلك تحت شعار “انهض يا لبنان”.

لا بد من الإشارة الى أنه وعلى الرغم من كل الظروف الصعبة استطاع القيّمون على هذا المهرجان الذي بلغ عامه الحادي والعشرين أن يقيموا الحفل ومن واجبنا تشجيعهم لأن البلد بأكمله يعيش بالظُلمة ونجوم الحفل بالأمس أضاؤوا عتمة اللبنانيين بحضورهم.

لكننا سجّلنا عدة ملاحظات ابرزها الخروج عن المعتاد في اي مهرجان تكريمي وذلك لناحية عرض اسماء المرشّحين عن كل الفئات سيما وان المفترض ان هذه الجائزة تعتمد اولاً وآخراً على تصويت الجمهور واحتراماً لاختيارات هذا الجمهور وتقديراً لجهودهم في التصويت، من واجب القيمين على الحفل ذكر اسماء المرشحين والمرشحات الذين احتلوا المراتب الخمسة الاولى حفاظاً على مصداقية اللجان والمحطة التي تتبنى هذا الحدث الفني والثقافي والسياحي كل عام. الا اننا نتفاجأ في كل دورة بتراجع في مستوى الحرفية في التنظيم والمصداقية.

هذا بالاضافة الى تسليم جوائز عشوائية غير مبرّرة احياناً، فالمعروف عن كل مهرجانات التكريم فوز مرشح واحد عن كل فئة، الا اننا نذهل في كل عام من عدد المكرّمين عن نفس الفئة ولكل تحت مسميات مختلفة والقاب منوعة وكأن الجوائز خيطت خصيصًا على مقاس بعض المكرمين المستجدين، فهل هي جوائز ترضية ام جوائز “تنفيعات.لا نعلم الا ان ذلك لم يعد مقبولاً لجائزة راشدة بلغت عامها الحادي والعشرين.

نعلم تماماً ان بعض النجوم اللبنانيين او العرب وعلى مدى سنوات طويلة قرروا مقاطعة حفل الموركس دور لأسباب كثيرة ابرزها ثلاثة.

– اولها عدم تقبّل بعض النجوم فكرة عدم فوزهم بالجائزة التي يعتبرونها حكراً عليهم وهذا امر مرفوض تماماً انطلاقاً من مبدأ احترام المنافسة بين النجوم وارجحية تفوق احدهم على الآخر.فالأول لا يبقى اولاً على كل دورات المهرجان ولا بدّ من اعتراف النجوم بانجازات ونجاحات وتقدّم زملائهم وربما تفوقهم عليهم في دورة او اخرى وهذا ما كنا نأمله دائماً لجائزة اردناها عادلة ومنصفة الا انه فات الاوان على ذلك كون القيمون على الحفل تراخوا في مكان وتنازلوا في مكان آخر لإرضاء هذا النجم او ذاك فبات الخروج من هذا المأزق شاقاً وعسيراً.

– السبب الثاني ان بعض النجوم قاطعوا المهرجان في السابق حين استشعروا ظلماً وعدم انصاف او تقدير لانجازاتهم مؤكّدين على انحياز الجائزة لفنان او آخر لاعتبارات مادية او معنويّة، فباتت العودة الى حضن هذه الجائزة بعد سنوات غير مرغوب بها فحصلت المقاطعة وبالتالي الجفاء.

– اما السبب الثالث فيعود الى عدم اكتراث بعض النجوم بالمهرجان ويعتقدون انهم كبروا عليه ولم تعد الجائزة تغريهم بعد النجومية التي حققوها، فقرروا تخطي المهرجان وابلاغ المعنيين بعدم ادراج اسمائهم ضمن لائحة المرشحين.وهذا ايضاً ليس مقبولاً. فالنجم لا يستطيع ان يتجاهل اي جائزة تقدر عطاءه وتكرمه مهما علا شأنه، فغرور بعض النجوم بلغ ذروته حدّ الاستخفاف بالجمهور الذي يستميت ليصوّت له كي يحتفي به على مسارح المهرجانات التكريمية فلا يعير هؤلاء النجوم اي اهمية لرغبة جمهورهم معتبرين ذلك مضيعة لوقتهم الثمين.

وفي الحالات الثلاث، لا بدّ للقيمين على الحفل من اعادة حساباتهم والمسارعة الى انقاذ ما يمكن انقاذه من سمعة وقيمة هذه الجائزة التي تشهد تراجعاً كبيراً في الاعوام العشرة الاخيرة. ولا بد من اعادة هيكلة اسس الجائزة ومدّ جسور ثقة مع النجوم من جديد وارساء معايير مختلفة لتقييم الفنانين او الاعمال على حدّ سواء واعادة خلط اوراق لجان التحكيم والا سنشهد على مزيد من الانهيار لقيمة هذه الجائزة اللبنانية العريقة وذلك قبل فوات الاوان وقبل ان تغدو الصَفَدَة الذهبية…نُحاساً

في النهاية لا بد ان نقول للقيمين على المهرجان “يعطيكم العافية” من باب التشجيع والشكر والامتنان كونهم مصرّين على اضاءة شمعة امل في ظلمة هذا البلد المتهالك، الا اننا ومن باب حرصنا على هذه الجائزة اللبنانية، لا يمكن ان نستمر بتلميع صورة فقدت بريقها منذ زمن.

أخبار ذات صلة: بالصور- نتائج جوائز حفل الموريكس دور لعام ٢٠٢٢

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com