خالد أبو النجا لبصراحة: عملي في مجال الهندسة خلاني مش محتاج فلوس الفن علشان كده باختار أعمالي بمزاج

هو نجم له حسابات فنية مختلفة.. يفكر بشكل مغاير عن كل أشكال التفكير السائدة في الوسط الفني، يسعى وراء الدور الجيد بغض النظر عن مساحته في العمل، وفي الوقت نفسه يختار أعماله بعناية شديدة.. فخالد أبو النجا لا يجد مانعاً من تقديم دور في فيلم يشترك في بطولته ثمانية نجوم غيره طالما أنه مؤمن بالعمل ومقتنع به، ولا يتردد كثيرا أمام الموافقة على بطولة مسلسل تلفزيوني مكون من 15 حلقة فقط.. التقيت بة بعد سفره لمهرجان فنيسيا بأيام حيث يسافر مع أسرة فيلم “واحد صفر” وتحدثنا معه عن أحدث تجاربه الفنية مسلسل “مجنون ليلى” الذي بدأ عرضه منذ أيام..

 

هل صحيح أنك صاحب فكرة مسلسل “مجنون ليلى”؟

هذا حقيقي، فلدي صديقا يعاني من مرض نفسي اسمه الإكتئاب ثنائي القطب، فعرضت الفكرة على الدكتور محمد رفعت فتحمّس لكتابتها على اعتبار أنها فيلما سينمائيا وعندما عرف أن ليلى علوي تجهز لمسلسل جديد مكون من جزئين كل جزء 15 حلقة وتبحث عن أفكار جديدة، تقدّم لها بفكرة المسلسل ووافقت عليها ثم عرض عليّ مشاركتها البطولة وكنت رافضا لفكرة تصوير مسلسل تلفزيوني بعد تجربتي المريرة مع مسلسل “البنات” لكني تحمّست للفكرة بعد أن وجدت ان فريق العمل كله سينمائي.

 

لماذا كنت رافضا فكرة العودة للتلفزيون بعد مسلسل “البنات”؟

لأن صناعة الدراما التلفزيونية في مصر تسير دون قواعد أو أسس فنية فالمنتج كل ما يعنيه هو عدد الدقائق التي صورها في اليوم الواحد ومش مهم جودة العمل المنتج في هذه الدقائق، وهذا أمر مرهق لأي فنان وتظهر آثاره السلبية على أدائه بالتأكيد، فأي ممثل سيصور 15 ساعة في اليوم بالتأكيد لن يكون بكامل لياقته الفنية، وهو السبب في أن الممثل دائما ما يظهر في المسلسلات بمستوى أقل من مستواه الحقيقي وهذه كارثة. وهذه المشكلة تغلّب عليها الغرب بعد أن بدأ المنتجون يهتمّون بمحتوى العمل الفني فأصبحت المسلسلات الأجنبية تشبه الأفلام في طريقة تصويرها وفي مصر بدأنا نتغلّب على الأزمة لكن بنسبة معينة.

 

هل صحيح أنك تجهز لمسلسل جديد مكوّن من عدة أجزاء على طريقة “حكايات بنعيشها”؟

أجهز لمسلسل يحتوي على عدة حكايات لأن الفكرة أعجبتني “فان كان المنتجون مش هيعرفوا يسوقوا للمسلسلات إلا لو كانت 30 حلقة خلاص ممكن نقسمها لعدة حكايات”. 

 

هل كنت تفضل أن يبدأ المسلسل بحكاية “مجنون ليلى”؟

لقد اشترطت على شركة الانتاج في تعاقدي معها أن يتمّ عرض مسلسل “مجنون ليلى” في النصف الثاني من شهر رمضان حتى أكون قد جهزت له جيدا لكني لم أضع في حسابي مسألة الدعاية فالدعاية كلها كانت موجهة لمسلسل “هالة والمستخبي” بحكم كونه الجزء الأول وهو خطأ لم ننتبه له كلنا وهو السبب في شعوري بتوتر شديد بسبب عدم استيعاب المتفرج لفكرة وجود جزء ثاني من المسلسل بالاضافة لأن فكرة وجود عامل مشترك بين المسلسين وهو ليلى علوي سبّب لي قلقا مضاعفا لأن المتفرج لو راحت منه حلقتين في النص وفتح فوجد الجزء الثاني مش هيفهم حاجة. 

 

هل تعتبر نفسك فنانا له حسابات فنية مختلفة؟

أنا فعلا لي حسابات فنية مختلفة فأنا فضلت أن أسلك الطريق الأطول والأصعب أيضا، فأنا أرفض عروضاً لأفلام ومسلسلات تحمل اسمي لأني رافض أحط نفسي في مربع واحد، لقد نظرت للرسم البياني لأبناء جيلي فوجدت أن عدداً كبيراً منهم ظهر واختفى وآخرون فشلوا في تكرار النجاح وحلّلت أسباب هذه الظاهرة فاكتشفت أن الممثل يجب ألا يسير وراء حسابات السوق لأنها ستقضي عليه فالمنتجون مثلا يطلبون مني أن أقدّم أفلاما تحمل اسمي وأقوم فيه بدور الجان لكني أرى أن النضوج الفني له علاقة بالتنوع وتقديم أدوارا مختلفة لأني لو قلت أنا جان وقفلت الباب في وش الأدوار الثانية هاخسر كتير، كل الممثلين الذين حصروا أنفسهم في خانة واحدة فشلوا سواء كانت هذه الخانة أكشن أو كوميديا أو رومانس، لذلك أنا حريص على تأمين نفسي بحيث لا أضطر للموافقة على دور لأني محتاج أعمله في هذا التوقيت.

 

هل تقصد تأمين نفسك ماديا؟

“نعم، فأنا أعمل في مجال الهندسة وأقوم بعمل بحوث علمية في مجلات أجنبية تكفيني ماديا حتى لا أكون في حاجة لفلوس الفن وأختار بمزاجي، حاجة الفنان لفلوس الفن قد تقضي عليه لأنه أكيد هيوافق على أي دور حتى لو مش عاجبه لمجرد أنه محتاج فلوس، فاختيارات الفنان يجب أن تكون على أسس فنية بحتة وليست مادية. وللأسف أنا أضطر للعمل في مجلات أجنبية لأن البحث العلمي في مصر يرثى له فقد اشتركت مع أربعة من زملائي في تصميم قمر صناعي في رسالة علمية قمنا بها في انجلترا وكلما تحدثت مع أي حد في مصر عن هذا المشروع أجده مستبعدا للفكرة تماما ويتحدث على أنها شبه استحالة رغم أن المشروع نجح والقمر الصناعي يدور في مداره حاليا، الناس هنا في مصر لا تستوعب فكرة عمل أي دراسات علمية بعد الجامعة، فالتعليم ينتهي في مصر بانتهاء المرحلة الجامعية”

 

هل ترى أن اسم خالد أبو النجا قادر على تحمل مسؤولية فيلم؟

بعض صنّاع السينما مازالوا يفكرون بهذه الطريقة القديمة، مين اسمه يشيل فيلم، ومين اسمه ما يشيلش، يجب أن يكون هناك إيمان بالفيلم نفسه وبفريق العمل، وهذا يتطلب نضوجا فنيا من المنتجين والموزعين لأن عندنا الجمهور دايما سابق صنّاع السينما بخطوة، المنتج في مصر بيستنى يشوف الفيلم اللي ناجح علشان يكرر التجربة لكن الجمهور متابع الأفلام العالمية وعينه على العمل الناجح بدليل أن “سهر الليالي” ظل في العلب ثلاثة سنوات لأن المنتجين لم يتحمسوا له وعرضوه بعدد نسخ محدود على استحياء أما الجمهور فلأنه سابق بخطوة فكان سببا في نجاح الفيلم وتغيير شكل السينما في مصر.

 

هل تنوي العمل مرة أخري  مع المنتج محمد السبكي بعد تجربتك معه في فيلم “حبيبي نائما”؟

لا توجد مشكلات كبيرة بيني وبين السبكي وكل الحكاية أنني لم أكن راضيا عن الدعاية الخاصة بفيلم “حبيبي نائما”، لكن علاقتي بالسبكي عموما ليست سيئة .

 

هل تحلم بأن تكون ممثل عالمي ؟

أنا أسعى جاهدا للوصول للعالمية لكنني لا أستعجل الأمر علي الإطلاق واحاول أن اعمل بهدوء حتي لا يؤثر هذا علي المستوي الفني للأعمال التي أشارك بها .

 

إنت من أكتر الممثلين اللي اشتغلوا في أفلام بتحمل أسم بطلة بنت “بطولة نسائية” زي ملك وكتابة ولعبة الحب وفي شقة مصر الجديدة وكشف حساب وبنات وسط البلد وحبيبي نائما.. مش بيضايقك الموضوع ده، خصوصا أن مشكلة الممثلين الشباب عندنا أنهم بيضايقوا من أن البنت هي اللي تبقى البطلة عليهم؟

طيب يعني هعمل الفيلم لوحدي لازم يكون معي بطلة

 ثانيا أنا عملت فيلم “عجميستا” ولم يكن أمامي بطلة بل كان بطلاً .

 

ليه ماتجوزتش لغاية دلوقتي.. خايف على المعجبات يتصدموا؟

لا أفكر بهذه الطريقة، كما أن المعجبات لا يهمهن مني سوي أفلامي، وكل الموضوع أنني لم أجد حتى الآن بنت الحلال التي أستطيع أن أكمل معها حياتي .

 

 حاوره: محمد حسين – القاهرة

 

 

 

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com