خاص- نديم مهنا يتحدى ظروف لبنان بعملين سينمائيين ويكشف كواليس آخرهما لـ “بصراحة”

 في ظل الأوضاع الصعبة التي يمرّ بها لبنان حاليًا، يأبى المخرج والمنتج نديم مهنا الاستسلام، ويصرّ على المكافحة والمحاربة حتى الرمق الأخير، مقدّمًا للجمهور أعمالًا تسجّل نجاحات باهرة وتتصدّر نسبة المشاهدة وتنافس أهم وأقوى الأعمال الأخرى.

منذ فترة وجيزة، انتهى نديم مهنا وشركته “أن أم برو” من تصوير فيلم بعنوان “المزرعة”، لينتقل بعدها مباشرة إلى تصويرعمل سينمائي جديد يحمل اسم “كذبة كبيرة” تدور قصته حول الحياة على مواقع التواصل الاجتماعي وما قد يتعرّض له الفرد من أحداث نتيجة هذه المواقع والاستخدام المفرط لها دون ضوابط، حيث يضم الفيلم عدداً من ألمع نجوم التمثيل في لبنان أبرزهم فؤاد يمّين، ألكو داوود، مجدي مشموشي، أسعد رشدان، لورا خباز، ساندي فرح، شربل زيادة وغيرهم، بالإضافة إلى مشاركة للممثلة السورية المتألقة هبة نور، وبتعاون جديد مع نجم برنامج الهواة “أراب أيدول”، الفلسطيني يعقوب شاهين، الذي يخوض أولى تجاربه التمثيلية تحت إشراف شركة “أن أم برو” والمخرج نديم مهنا.

موقع “بصراحة” التقى مهنا في إحدى مواقع التصوير، حيث أشار في البداية إلى أنه صاحب فكرة الفيلم، والتي وُلدت نتيجة عدة أحداث باتت تتكرّر باستمرار وبناء على تصرفات قد تكون في البداية عادية أو مضحكة إلا أنها مع الوقت قد تصبح العكس بسبب مواقع التواصل، لذا قرّر أن يحوّل هذه الفكرة إلى فيلم سينمائي، يعالج القصّة بطريقة “مهضومة” ويوصل في الوقت عينه رسائل للمشاهدين للحذر من سوء استخدام هذه المواقع.

يعتبر نديم مهنا أن موضوع مواقع التواصل ليس بمزحة وأن الإدمان على هذه المواقع قد تكون عواقبه وخيمة وتنعكس سلبًا على الفرد؛ وبما أنه يحرص بشكل دائم على أن يقدّم قصة واقعية وحقيقية، وكذلك أن يوجّه من خلال أعماله رسائل للمشاهدين، طرح فكرة العمل على الممثّل فؤاد يمّين موكلًا إليه مهمّة كتابة النص ومعالجة القصّة بأسلوبه المميّز، مؤكدًا أن اختيار يمّين جاء بناء على أدائه بالتمثيل من جهة، وعصريته بالكتابة من جهة أخرى، “فالفيلم ينتمي إلى الكوميديا السوداء أو الـ”ساركازم”، وفيه البعض من الجنون في شخصياته، ويحتاج لكاتب مثل فؤاد يمّين لمعالجة القصة بالطريقة اللازمة”، بحسب مهنا.

من جهة أخرى، وحول ما إذا كان يكافح للصمود والاستمرار في تقديم المزيد من الأعمال في ظل ما يمرّ به لبنان اليوم، يؤكد المخرج والمنتج نديم مهنا أنه وغيره من المنتجين الذين ما زالوا يستثمرون في لبنان في هذه الظروف، جميعهم يناضلون، قائلًا: “نحن نعيش حالة اغتصاب معنوي وفكري ومادي وروحي وصحي من قبل طبقة سياسية ومنظومة فاسدة، حرمتنا أبسط حقوقنا في العيش الكريم، فبتنا في صراع للبقاء، لكن في النهاية هناك خياران: إما الاستسلام والرضوخ للأمر الواقع ولأهواء هؤلاء الحُكام الفاسدين الذين أوصلونا والبلد إلى الحضيض، أو الاستمرار في المحاربة والنضال للحفاظ على مواهبنا أمام وخلف الكاميرا ولتقديم صورة جميلة للعالم عن لبنان، بعكس الصورة التي يرسمونها هم، ولكن لا أدري إلى متى سنبقى قادرين على الاستمرار، فقد استُنزِفنا”.

وفي سياق مختلف، وعن إمكانية عرض الفيلم في صالات السينما اللبنانية، يأمل مهنا أن يحصل هذا الأمر إلا أنه يستبعده نظرًا لوضع الخجول للسينما في لبنان حالياً، مشيرًا إلى أنه سيبذل أقصى جهده لعرض الأعمال في الصالات اللبنانية، لكن بالوقت عينه “الرهان على أن يتصدّر العمل في شباك التذاكر كأعماله السابقة، فهو أمر فيه مخاطرة وصعب جداً”، بحسب قوله، موضحًا أن هناك حوالي سبع أفلام سينما انتُجت في لبنان ولا تزال موجودة في جوارير المنتجين منذ سنتين بسبب وضع البلد، ليؤكد بالمقابل أنه في حال لم تُعرض الاعمال في السينما، فستكون على إحدى المنصات العربية.

وكون الاعمال قد تُعرض عربيًا، يحرص مهنا على أن تضم وجوهًا عربية جديدة، حيث وقع اختياره في فيلمه الأخير على النجم الفلسطيني يعقوب شاهين الذي يخوض تجربة التمثيل للمرة الأولى. وفي هذا الإطار، يرى مهنا أن هناك مخاطرة في هذا الأمر، إلا أنه في الوقت عينه يؤكد لـ”بصراحة” أنه من أصرّ على أن يكون يعقوب شاهين ضمن فريق العمل، مشددًا على أن شاهين خضع لتدريبات في التمثيل لمدة شهرين قبل البدء بالتصوير، وعندما أصبح جاهزًا وناضجًا وعلى قدر المسؤولية الموكلة إليه، انطلقت عملية التصوير، مشيدًا بالمقابل بأخلاقه وأسلوبه المحترم في التعامل مع الجميع والتزامه واجتهاده بالعمل، “كما أنه نجم محبوب ولديه جمهور يتابعه وينتظر إطلالاته”.

أما في ما يتعلّق بمسلسل “راحوا” الذي عُرض في رمضان الماضي، فرغم النجاح الباهر الذي حقّقه وتصدّره نسب المشاهدة، إلا أنه في الوقت عينه لاقى البعض من الانتقادات، خصوصا بعد عرض المشهد الحميم الذي جمع “حسيب” و”لما” في المسلسل. هذا المشهد بالتحديد يصرّ مهنا على تقديمه بهذه الطريقة الجريئة، مشددًا على أنه لو أراد تصوير العمل مجددًا لحافظ عليه وصوّره مجددًا وبالطريقة عينها، فهو قصد من هذا المشهد أن يشكل صدمة للجمهور بشكل عام، وللفتيات وذويهن المهملين بشكل خاص، ويوصل رسالة للواتي يخاطرن بمستقبلهن في عمر صغير ليكونوا على يقين بأن هذه الغلطة سيدفعون ثمنها غاليًا.

من هنا، يرى نديم مهنا في حديثه لموقعنا أنه مسؤولية عرض المشهد -الذي لم يتخطى الـ ست ثوانٍ- لا تقع على الشركة المنتجة أو المخرج أو الكاتب أو الممثل، إنما الوسيلة التي تعرض العمل، فهذه الأخيرة هي الحكم الأخير ولديها رقابة ذاتية وهي من تحدّد عرض أي مشهد من عدمه، مضيفًا: “أنا بطريقة إخراجي مباشر وجريء وأتقصّد أن أشكل صدمة لدى الناس، وأحرص على أن تكون المشاهد واقعية وكما هي، فالدراما هي صورة عن الواقع وإذا لم تكن المشاهد حقيقية لا تصل إلى الجمهور بطريقة صحيحة”.

وحول ما يُحكى عن انتقادات طالت العمل، سواء لقصته أو بعض مشاهده الجريئة أو حتى لعدد حلقاته، فيعتبر مهنا أن المسلسل يتضمّن 10 خطوط روائية و30 ممثل و تحتمل المعالجة الدرامية ان تمتد لأكثر من ثلاثين حلقة، مشيرًا إلى أنه كان بإمكان من ملّ من العمل أن يتوقف عن مشاهدته انما تابعه الجميع ومنتقديه قبل محبيه، والنجاح الباهر الذي حققه المسلسل طغى على كل الانتقادات والأقاويل.

وفي هذا الخصوص، يرى مهنا أن هناك جمهور لبناني وعربي يقدر ويتمتع بأعمال شركته وهو السبب الرئيس في نجاح هذه الأعمال والمحفذ على الإستمرار، وفي المقابل هناك من أسماهم بـ”المتطفلين على الإعلام” الذين يبحثون عن مادة دسمة قابلة للانتقاد ليحدثوا قليل من الضوضاء ولتنشهر مواقعهم المزيفة على حساب هذا العمل أو ذاك الممثل، كما وهناك من أسماهم بـ”المأجورين” الذين يشَهرون بالناس مقابل تنكة زيت أو مغلف صغير يكفي لشن الهجمات غير المبررة، النقد الموضوعي مرحب به أما التجني وتشويه الصورة مرفوضان!

وفي هذا الإطار، يؤكد مهنا أنه لم يلم الكاتبة كلوديا مرشليان على التطويل في نصّها أبداً، مشيرًا إلى أن التعاون بينهما كان ممتاز وجميع أعمالهما لاقت نجاحًا باهرًا، فـ”كلوديا مدرسة بالكتابة وأي شخص يريد أن ينتقدها، يجب أن يكون قادرًا على تحقيق ما حققته هي خلال عشرين عاماً في هذا المجال”، مضيفًا: “كلوديا مش ناطرة شهادة حدا بإنجازاتها وبالنجاحات اللي عملتن بعالم الدراما”.

من جهة أخرى، يؤكد نديم مهنا أن علاقته جيدة وممتازة مع كل القنوات التلفزيونية والمنصات، وهو منفتح على التعاون مع الجميع، نافيًا ما يُقال بأنه يخص قناة الـmtv ويبيعها أعماله كرمى الصداقة التي تجمعه برئيس مجلس الإدارة ميشال المر، إذ يشدد على أن المر من أكثر الاشخاص المحترفين في هذا المجال ويعمل لمصلحة مؤسسته وليس بناء على صداقاته، ويختار الأعمال التي يثق أنها ستحقق نسبة مشاهدة عالية، وبنفس الوقت يختار مهنا القنات الأنسب لكل عمل والتوقيت.

من هنا، يلفت نديم مهنا لـ”بصراحة” إلى أن علاقته مع قناة الـmtv عمرها 22 عاماً، ولكن بداياته كانت مع الـLBC لمدة ثماني سنوات، وكذلك عمل مع الـmbc والجزيرة وقناة الجديد وتلفزيون دبي وقطر وغيرهما الكثير، ولا يبيع أعماله بناء على أي صداقة، إنما هي مصالح مشتركة بين شركة الإنتاج والمحطة التي ستعرض العمل.

الجدير ذكره، أن شركة الإنتاج “أن أم برو” انتهت من تصوير فيلم “المزرعة” تحت اشراف المخرج نديم مهنا. وهو من بطولة وسام حنا، ميرفا قاضي، ميشال حوراني، رولا شامية، إضافة الى ممثلين لبنانيين وسوريين منهم: مالك محمد، عهد ديب، اليكو داوود، انطوانيت عقيقي، طوني عاد، شربل زياده، فيصل اسطواني، جوي حلاق وغيرهم. والفيلم من تأليف مجموعة كتّاب وهم فؤاد يمين، رامي عواض وانطوني حموي.

وتدور قصة الفيلم حول قضية النازحين السوريين، حيث سبق وأكد المخرج نديم مهنا في لقاء اعلامي أن بعض الأحداث التي تابعها بالصدفة الهمته للمباشرة بانتاج الفيلم، متمنيًا أن ينال اعجاب الجمهور خاصة أن الفيلم يتناول قصة حقيقية حيث سيعالج “المزرعة” العلاقة بين الشعبين السوري واللبناني ولكن بطريقة مجردة وحقيقية ولأن تعاطي المواطن مع الأجنبي يجب أن يبقى بطريقة إنسانية بمعزل عن باقي الظروف.

بقلم: ياسمين بوذياب

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com