خاص – بعد 14 عاماً من الغياب: “بنت الأيام” جديد الكاتبة جنفياف عطالله

خاص – بصراحة: انسانة مميزة وكاتبة رائعة. كتاباتها من الواقع اللبناني الصرف البعيد عن لغة العصر الزائفة. مثال أعلى في الأخلاق والانسانية والصراحة. كاتبة عظيمة نحتاج الى مثالياتها، ومخرجة رائعة تفهم لعبة الكاميرا لتعطينا اجمل وأروع الأعمال.

في حضرتها لست الاعلامي الذي يسأل وهي التي تجيب، بل تأخذك معها الى عالمها الخاص لتنسى المقابلة والأسئلة والاجوبة فتنتقل الى حوار ثقافي فني سياسي اجتماعي بعيد تماماً حتى عن موضوع المقابلة التي تريد اجراءها.

انها الكاتبة والمخرجة والصحافية جنفياف عطالله التي تطل عبر “موقع بصراحة” لتخبرنا حصرياً عن عملها الجديد وعن أمور اخرى كثيرة.

ابتدأت في المسرح في السبعينيات بمسرحية تدعى “بعدين لوين”، وأيضاً “رياح شمالية”، مهرجانات دير القلعة في بيت مري، انتقلت بعدها الى ارز الباروك وميروبا والشبانية وعين عنوب ومن اعمالي المسرحية: وجه امي وجه امتي، آخر خرطوشة، كرجة حجل، حلم الطفولة للأطفال وغيرها الكثير من الاعمال. وأيضاً صرخة ارض التي كانت اسماً على مسمى، وأنوّه بكلمة قالها لي الله يرحمه جورج ابراهيم الخوري: “يا هي عملت الحرب يا تنبأت فيها”. اما في التلفزيون من اعمالي: وبقي الحب، المحطة الاولى، فلتسقط الدموع، عيون خائنة، شكتني ردينة، يوم الرحيل، ودارت الايام، مع تحياتي (برنامج منوعات).. في السينما: سامحني حبيبي وعيون خائنة.

مكتشفة النجوم
في المسلسل الحالي اريد ان اكتشف الوجوه التي لا تزال على طبيعتها من الناحيتين الفيزيولوجية والانسانية. بالرغم من انني اكتشفت العديد من النجوم الا انني لا ازال على علاقة طيبة مع بعضهم.

بنت الأيام
مسلسل “بنت الايام” هو العمل الذي سأطل به على الجمهور. انه المسلسل الذي يتكلم عن ما قبل وفي اثناء الحرب وحتى نهايتها.يتكلم عن اصناف الناس من كافة اشكالها ونواحيها. كيف تبتدئ الحرب من داخل البيت الى خارجه. وهو بعيد عن كل الآفات التي تحيط بنا من دعارة وقتل والى ما هناك. اعيش في هذا المسلسل الاجواء العائلية التي نفتخر بها كلبنانيين. اعيش فيها بكل محبة لكي يعود الجمهور اللبناني الى اصالته ولكي أُظهر في هذا العمل ان الاصالة اللبنانية هي الاهم. وسأباشر به قريبا. انه مسلسل طويل نوعاً ما، هذا ما اراه لغاية الآن. انها قصة شخصيات وعيَل تتشابك احداثها ببعضها البعض.

في السابق كانوا يشارطونا في عدد الحلقات من 13 حلقة الى 30 الى ما هنالك. اليوم تغير الامر، اصبحنا نكتب براحة اكبر لنطلع المشاهد على الحياة اليومية والاجتماعية التي يعيشها بحذافيرها بحسناتها وسيئاتها. انها قصة عِيَل، فيها الدراما والنكتة والفودفيل والى ما هنالك. انه عمل متكامل. في هذا العمل لا اترك الشرير يتخطى حدوده، أعطي الانسان اليائس الأمل، وأحسّس المُشاهد بالوطنية والتعلق بالجذور التي نحتاجها في هذه الايام. اسلوب الشرير في هذا العمل يطغى عليه الضحكة في بعض المواقف.

وعن تنبؤها لنجاح العمل قالت: سيأتي هذا المسلسل مثل قطعة حلوى بين اكل مرّ. عندما سيعرض على الشاشة سيأخذ كل واحد منهم حصته منه لأنهم شبعوا مرارة. سيتعلق به المشاهدون لأنهم سيرون فيه حياتهم اليومية بكل حلاوتها ومرارتها ودموعها وابتساماتها وبكل تفاصيلها ومعانيها..
واضافت: الحياة مسرح صغير اعطانا اياها الرب على هذه الارض ليرى مدى احتمالنا لشتى التجارب التي نتعرض لها خلالها. هذا الزمن قصير ولكن هناك الزمن الطويل ما بعد الحياة علينا ان نعمل له. واذا فكرت بالعمل بهذا المسلسل لكي اعود بالمجتمع اللبناني الى اصالته وقيَمه والى البراءة والطهارة التي اصبحت الارض اليوم بحاجة لها.

ثورة في الأعمال الفنية
هذه الثورة آتية من كل حالاتنا في لبنان، وعينا على المؤسسات المسروقة، والموظفين الكبار يأكلون مال الشعب، والذي يذهب الى عمله يذهب كالمُساق الى حبل المشنقة. من هنا انقل من خلال اعمالي كل هذه الامور وأشجع على تغيير الاوضاع كلها نحو الافضل. احلم بأن يرجع لبنان الى اصالته التي تربينا عليها.

وتابعت: طوّلت بالغيبة وأطليت الآن لأن الوضع العام لم يكن يسمح بذلك، وايضاً توقفت بعد الضربة التي تلقيتها بعد مسلسل شكتني ردينة، وقد قال كاتب ومخرج بعد حضور عدة حلقات من المسلسل، هل تريد جنفياف عطالله ابقائنا في البيت، لأن الذي تقدّمه كان أكثر من رائع. فاتفقا مع الذين يعملون في البث على تقطيع الكثير من المشاهد في المسلسل لكي يضيع المُشاهد. وعلى الرغم من كل ذلك احب الجمهور هذا العمل. وأحب ان اقول انه قبلي كانوا يصوّرون في غرف مبنية من الخشب انا الوحيدة التي بدأت بالتصوير في اماكن حقيقية، وكنت الأولى التي خرجت بالمَشاهد الى الطبيعة اللبنانية. ومن وقت ردينة اصبحوا يصورون مشاهد في الطبيعة. وتطوروا كثيرا واصبحوا اليوم يعطون للفن قيمته، الطبيعة أعطت للفن قيمته، وهذا لم يكن موجودا في السابق.

تغير الفن
تغير الكثير في الفن من وقت ما ابتدأت لغاية الآن، ولم يبقَ اي شيء مشترك. حتى التقنيات الثقيلة التي كنا نستعملها تغيّرت وتطورت مع الزمن وأصبحت اسهل بكثير ومطواعة اكثر. كانوا يضعونا في دائرة صغيرة ويطلبون منا العمل ضمنها وبشروطهم التعجيزية ربما. كنا نعمل في اللغة الفصحى، ونُلبس الشخصيات مودرن. وبالرغم من عدم اقتناعنا بهذه المسلسلات كانوا مرغوبين كثيرا وخصوصا في الدول العربية المجاورة والشرق الاوسط بوجه عام. واشكر الرب والجمهور على أن اعمالي ما زالت معلّمة عند الناس.

التكريم في صوت لبنان
اضافت: هذا التكريم أتى في وقت مميز، قبلها كُرّمت في ابو ظبي، أتى في وقت اطلت فيه الغياب وجعلوني اشعر بقيمة اعمالي التي قمت بها وأعطوني الدافع لكي اكمل طريق الرسالة التي بدأت بها. احسست ان هناك شيئا انطلق بي من جديد. وأعدت كتابة المسلسل عن جديد ليظهر بأبهى حلة.

وختمت: احن الى اعادة كتابة مسلسلاتي السابقة التي كانت باللغة الفصحى اذا اعطاني الله العمر باللغة العامية وبكثير من الانفتاح لأنهم حبسوني وقتها بأحداث ومشاهد تسع فقط لـ13 حلقة بينما اليوم يعطونك المجال لكي تمدي اكثر بالمسلسلات. وأحب أيضاً ان ارجع قصة صرخة ارض على المسرح الآن. فالارض تكلمت وقالت ما حصل وما الذي سيحصل.

بقلم: سوزي معماري

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com