خاص- الرقص المثير والحوار الجريء (سيد الموقف) بين دينا وسعد الصغير ومها أحمد في فيلم (شارع الهرم)… والدعوة لمقاطعة الفيلم فشلت والنتائج أتت عكسية

مشاكل فيلم (شارع الهرم) وحتى من قبل أن يبدأ عرضه كثيرة، ولكن المشكلة الأخيرة التي تعرض لها الفيلم ربما كانت أقواها و أكثرها إقلاقاً للمنتج محمد السبكي .. حيث انه وحسب ما أصبح دارجاً مؤخراً ومن بعد قيام ثورة 25 يناير، قام عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بتنظيم حملات لمقاطعة الفيلم الذي ضموه وحسب رأيهم إلى أفلام الإسفاف والعري التي يرفضونها ويرفضون صناعتها اليوم وهم في فترة تنظيف البلد من كل أشكال الفساد التي طالتها والذي يُعتبر الفساد الفني أحد أشكالها على حد قولهم.

الدعوة إلى المقاطعة لم تطال فقط فيلم (شارع الهرم) بل أيضاً فيلم (أنا باضيع يا وديع) من بطولة جميع أبطال إعلانات ميلودي أفلام، وفيلم (يا أنا يا هو) بطولة نضال الشافعي، وحتى فيلم (تيك تيك بوم) من بطولة النجمين محمد سعد ودرة!

حملات المقاطعة على أكثر مواقع التواصل الاجتماعي جماهيرية “فيسوك” هي أحد طرق الحوار والرفض وتسجيل المواقف التي انتشرت كثيراً بعد ثورة 25 يناير و أصبح كل من لديه أي اعتراض على أي شيء ليس عليه سوى التسجيل في أحد تلك المواقع وفتح صفحة تنادي بتلك المقاطعة ليبدأ المهتمين في الالتفاف حوله والتسجيل فيها، ورغم أنها تشكل أحياناً ذعر لأصحاب الجهة التي تتجه الحملة بأصابع المطالبة لمقاطعتها كما حصل مع المنتج محمد السبكي إلا أن تلك الصفحات في الغالب لا تنجح سوى في جمع عدد قليل من المؤيدين ربما بسبب تشتتها وتعددها وضياع مؤيديها بينها.

أسباب الدعوة إلى مقاطعة فيلم (شارع الهرم) وحسب قول أصحاب تلك الحملة أن الفيلم يمثل أحد أشكال الفساد والإسفاف في سينما العصر الحديث وأحد تلك العيوب التي ظهرت جلياً على الصناعة في عهد النظام السابق ويجب أن تزول وتنتهي مع زوال النظام ..

كما اتهم البعض موسم عيد الفطر السينمائي الحالي بالسطحية والهزلية بغرض التسلية، ولو أن هذا الأمر لم يكن مقصوداً خاصةً و أن معظم تلك الأفلام كانت قصته منتهية و أبطاله محددين من قبل قيام الثورة إلا أن بعض التغييرات التي طرأت على نصوص أغلبيتها وأدخلت العديد من مفردات الثورة بين مشاهدها ربما كانت السبب الحقيقي خلف كل تلك الضغينة ناحية تلك الأفلام، فالثورة لم تقم وتقاوم لتُوثق مفرداتها عبر هذا النوع من الأفلام حتى ولو كانت أفلام لا مفر من صنعها من وقت لآخر إيفاءً بمطالب نسبة كبيرة من الجمهور البسيط الذي يبحث فقط عن الضحكة أحياناً، لأنها يجب أن تبقى بعيداً عن خلط (الحابل بالنابل) ومحاولة إثارة الناس بالتركيز على نقاط التحول في حياتهم وبالأخص في هذه الحالة التي كانت فيها نقطة التحول إسقاط نظام رئاسي..

هذا الهجوم على (شارع الهرم) بسبب زج بعض من مفردات الثورة داخل الفيلم نقدره جيداً ونوافق عليه ونفضل لو تم الابتعاد عنه تماماً.. والغلطة الأكبر في حق الفيلم برأيي والتي تسببت في كل هذا الجدل حوله ليست مشهد الرقصة المثيرة في النادي الليلي بين سعد الصغير ودينا على أنغام أغنية (استنى) كما يدعي البعض، و إنما المشهد الذي جمع بين الفنانة مها أحمد وسعد الصغير وهو يقول لها: ” ما اتجوزتيش ليه ياست المليونية ؟”، فترد عليه :” كل لما يجيلي عريس يطلع فل من فلول النظام “!!

نقاد كثيرون هاجموا الموسم السينمائي الحالي بكل أفلامه التي تهدف إلى الترفيه فقط، ولكن أهم النقاد لم يهاجموا الموسم بل على العكس تماماً رأوا أن طابع أفلامه الكوميدي المتواضع العناصر مشابه كثيراً لكل أفلام مواسم عيد الفطر السابقة والفارق الوحيد أن الإفيهات في أفلام هذا الموسم خرجت من روح الثورة وهو امر مرفوض تماماً وغير أخلاقي على الإطلاق لأن لكل شيء حدود وهذا خط عريض باللون الأحمر غير مسموح تجاوزه ولا حتى من أجل صنع الابتسامة.

رئيس الرقابة د. سيد خطاب أكد أن التصريح الرقابي لفيلم (شارع الهرم) لم يكن متوقفاً لشيء سوى لضمان حقوق الملكية الفكرية لفرقة رضا الشعبية، حيث أن هناك رقصتان مأخوذتان من أغاني التراث الشعبي للفرقة، وقد تم حل هذه المشكلة حالياً بأخذ توقيع مؤلف الفيلم سيد السبكي على إقرار يلزمه بالحصول على تصريح من جمعية المؤلفين والملحنين باستخدام تلك الأغنيتين في سياق الفيلم..

هذا الكلام جاء داحضاً لكل الشائعات التي أطلقها البعض حول وجود عدد كبير من المشاهد الإيحائية وحتى اللا أخلاقية التي تم حذفها بفيلم (شارع الهرم)..

المفاجأة أنه وبعد كل هذا الهجوم على فيلم (شارع الهرم) وكل حملات المقاطعة تلك ها هو الفيلم اليوم يُعرض في عدد كبير من الصالات في مصر، ومصادر عديدة أكدت لـ “بصراحة” أن الإقبال الجماهيري الأكبر كان من نصيب (شارع الهرم) حيث شهدت كل دور السينما التي تعرضه إقبالاً أكبر بكثير من تلك التي لم تعرض الفيلم !!

لذلك يبدو أن كل الجهات التي حاولت الإضرار بالفيلم قامت في الواقع بخدمته والترويج له والدليل النجاح الجماهيري الذي شهده وهو ما يدعونا جميعاً للتشكيك في مدى فاعلية وسائل المحاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي يبدو أنه ومن كثرة استخدامها أصبحت مستهلكة وباتت غير مجدية!

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com