تغطية خاصة – صباح ووديع الصافي صاحبا اقوى حنجرة غنائية، نجوى وملحم زين اخترقا اللائحة وفيروز خارج المنافسة‎

كانت حلقة “توب 10″التي تعرض على قناة الجديد حول اقوى الاصوات في لبنان بمثابة حلقة استجمام وهروب لمدة نصف ساعة من الوقت عن ضجيج اصوات الغنائية السيئة التي اجتاحت الساحة الفنية الغنائية مؤخرا،اذ تناول بحث الحلقة على “اقوى حنجرة غنائية” في لبنان ويحقق برنامج Top 10 وهو من اعداد وتقديم سلام الزعتري نجاحاً منقطع النظير لدى المشاهدين الذين ملوا برامج “الهشك بشك” التي لا مضمون قيّم ولا طعم لها ولا افادة منها وسالم الزعتري قدّم الجديد في زمن الرتابة الاعلامية.

ونظرا لاختلاف معايير الحنجرة الغنائية ما بين الرجل والمرأة تمّ فصل المراتب العشرة الاولى لفئتين منفصلتين بالتساوي من خلال استشارة خبراء بمجال الموسيقى والصوت،بداية من عنصر الاناث حث حلت في المرتبة الخامسة شمس الاغنية اللبنانية نجوى كرم كصاحبة حنجرة غنائية متميزة في قدراتها اذ تعد من القليلات اللواتي من خلال صوتها تذكرنا بلبنانيتنا حيث علق مدرب الصوت طوني بايع على الامر قائلا:”صوتها عريض،يلف ويملك عرباً جميلة ولا شك انه صوت بقاعي انثوي قوي يعمتد على غناء المواويل والعتابة والميجانا،مساحة صوتها واسعة تبدأ من طبقات منخفضة ما يفتح مجال للملحنين من تقديم اعمال كثيرة لها اذ جمعها مع الراحل العملاق وديع الصافي ديو وكبرنا”.

اما الحائزة على المرتبة الرابعة فهي الفنان القديرة جاهدة وهبي، اسم غير معروف لدى الرأي العام وذلك يعود لنوعية الفن النخبوي التي تقدمه وتوجهها لفئة مثقفة من الجمهور الذي يشبهها وغياب التسويق الاعلامي المطلوب للشهرة لكن كله لا يهم كونها صاحبة حنجرة استثنائية تميزت بالصوت العريض الذي يملك نفسه لا سيما انها مجازة في الاغنية الشرقية والعزف على آلة العود والغناء الاوبرالي العربي وحتى التجويد القرآني و تجربة التلحين والتمثيل المسرحي الغنائي اذ عرفت بالغناء الطربي والمواويل حيث علّق مدرب الصوت طوني بايع على قدراتها الصوتية قائلا:”تغنّي الطرب بتمكن”،فضلا عن تعليق المستشار عن الصورة ميلاد حدشيتي عليها قائلا:”الحالة الصوفية التي تعيشها تبرز صوتها بشكل اكبر”،مؤخرا تم اختيارها من قبل جامعة كامبرج في لندن لتكون من بين 2000 شخصية مثقفة في هذا القرن ما يجعلها من اشهر فنانينا في العالم.

لتكون السيدة ماجدة الرومي بالمرتبة الثالثة،هذا الصوت الانثوي الذي لفت الانظار من اول اطلالة غنائية لها في برنامج استديو الفن الذي تطور مع الوقت بتقنية عالية حيث علق مدرب الصوت طوني بايع عليها قائلا:”خلفيتها المثقفة في الموسيقى والتقنيات الموسيقية يجعلها متمكنة من مخارج الحروف والكلمات عبر حركة فتح فمها خلال الغناء على نوتات عالية” ومن جهة الصحافية رندة المر التي ترى ان ماجدة “تدرس كل حرف تغنّيه”،فضلا عن ايجادها للتراتيل المسيحية بامتياز،شعبياً عرفت النجاح بعد اطلاق اغنيتها الاولى”عم بحلمك يا حلم يا لبنان”.

اما الفنانة القديرة سعاد محمد فهي الحاصلة على المرتبة الثانية،لم تأخذ حقها جماهيريا رغم امتلاكها لاهم صوت في العالم العربي بشهادة كبار الملحنين،صوتها رخيم يتميز بالقدرة على اداء العِرب الشرقية والتنويع في القرار بين الطبقة الوسطى والعليا،اكتشفها الملحن والمطرب زكريا احمد بعد ان سمعها تغني في منزل الشحرورة صباح فانطلقت بمسيرة فنية ضخمة وارشيف حافل يضم مئات الاغنيات الطربية.

لتحل الشحرورة صباح بالمرتبة الاولى كونها افضل من ادّى الفن الفلكلوري الجبلي بحنجرة تتميز بالقوة والعرض الغنائي،حيث علق الملحن الموسيقي سمير صفير على صوتها قائلا:”صوتها يكر كرّ مثل الترغل”ما جعلها تستحق لقب “الشحرورة”عن جدارة، فحنجرتها صلبة تشبه الجبل التي تربّت فيه،لحّن لها كبار الملحنين امثال محمد عبد الوهاب وفريد الاطرش ولاقت صدىً جماهيرياً كبيراً في العالم العربي حتى بالجمال الانثوي حتى صارت محطة انظار لدى الرجال، ارشيفها الفني هائل يفوق عدده 3000 اغنية اكثر من 80 فيلم و20 مسرحية وعدد من المهرجانات الضخمة،اما اليوم بحكم العمر اصبحت بعيدة عن الاضواء رغم تصريحها انها مع العمر” لا يمكن ان تختير” لكنها موجودة في كل منزل لبناني وعربي.

اما عن فئة الرجال،استحق النجم الشاب ملحم زين المرتبة الخامسة نسبة لخامة صوته النادرة،فرغم خسارته اللقب في برنامج الهواة “سوبر ستار” الا انه اليوم اثبت انه السوبر ستار وعن جدارة، ففي الطبقات العالية والمنخفضة يملك الاحساس نفسه اذ يملك تقنياً حنجرة متمكّنة من التنقل بين الطبقات كصوت جبلي وصلب فهو عرف بادائه للون الشعبي والمواويل عن امتياز وهذا بشهادة الكبار من مدربي الصوت والملحنين.

ليحل الفنان معين شريف بالمرتبة الرابعة نسبة لصوته ايضا النادر في العالم العربي كصوت بعلبكي اصيل وصاحب حنجرة قوية تتميز بواسعتها ما يسمح له بالتنقل بسهولة من القرار الى الجواب بالتالي يؤدّي مختلف انواع الغناء من الطرب الشعبي الى اللون الرومنسي فمنذ بدايته كان واضحاً تأثره بالراحل الكبير وديع الصافي الذي كان وجهه خير عليه بالمقابل،كما عرف شعبيا بعد تجربته الناجحة في برنامج”استديو الفن”اذ حاول كمطرب اعادة احياء التراث اللبناني لدى الجيل الجديد.
اما بالمرتبة الثالثة فاستحقها ابو مجد اي الموسيقار ملحم بركات كصاحب حنجرة مليئة بالرجولة والشجن والاحساس،برزت موهبته بعد الالتحاق بمدرسة الرحابنة اذ اسّس نمطاً غنائياً خاصاً به باعتماده على اللهجة اللبنانية،تميز بغناء الطبقات العالية فحسب مدرب الصوت طوني بايع يتميز الاخير بصوت غربي وشرقي مدرك جيد لتقنيات صوته ما جعله متمكناً من ذلك، فرجولته تجذب الجنس اللطيف،انما طبعه المشاكس خسّره صداقة الكثر في الوسط الفني.

ليحل الفنان الراحل القدير نصري شمس الدين في المرتبة الثانية،هذا الصوت الذي لا يعرفه جيل اليوم هو من اعطى للاغنية اللبنانية “عطراً” فصوته لا يشبه احد ويملك خامة جبلية لا مثيل لها،تميّز بالغناء الجبلي والمواويل،غنى في مدرسة الاخوين الرحباني فتبنوه في مسرحياتهم الغنائية وشارك مع السيدة فيروز في ثلاثة افلام سينمائية والعديد من المسرحيات حيث كانت وفاته درامية عندما اصابه نزيف في الدماغ اثناء ادائه الغنائي سنة 1983 في سوريا،اختفى لكنه ترك اصالة الطربوش اللبناني.

اما الراحل العملاق وديع الصافي فهو بالمرتبة الاولى لما يمتلكه من حنجرة ذهبية وقدرات استثنائية حتى اصبح مدرسة في الغناء لجيل اليوم،يملك طبقة عالية وواسعة تسمح له من التنقل من طبقة القرار حتى اقصى الجواب من دون ان يتغير نوع الصوت،هكذا انطلق صوت الراحل سنة 1983 فرجع الاغنية اللبنانية لأصولها الفلكلورية ليعزّز الشعور بالهوية الوطنية اثناء الانتداب الفرنسي والهيمنة الثقافية الفرونكفونية حيث لحن له محمد عبد الوهاب اغنيته الشهيرة”عندك بحرية” اذ يقال ان الاخير كان يقف احتراما لصوته،لكنه ودعنا عام 2013 بعد تاريخ حافل من العطاء الفني والأوسمة العديدة التي قدّمها الى لبنان بصوته اذ تعد اهم من الوسام الاخير التي علقته الدولة اللبنانية على نعشه في يوم الوداع فهو بحسب قول الملحن سمير صفير”عملاق وقيمة فنية لن تتكرر”.

ختاما،تم استثناء السيدة فيروز باعتبارها صاحبة الصوت الملائكي الذي يتميز بخصائص مختلفة.

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com